سنطرال (الفرنسية) تربح 11 مليار و500 مليون سنتيم سنويا، وتتهم المقاطعين بخيانة الوطن!!

27 أبريل 2018 01:54
سنطرال تخفض ثمن حليبها درهما كاملا رغم أدعاء الحكومة أنها لاتربح سوى 40 سنتيما

هوية بريس – عبد الله المصمودي

في تدوينة مطولة شرح الناشط الفيسبوكي لحسن جانتي، كيف طورت أكبر شركتين في المغرب لتوزيع الحليب، سنطرال وجودة، مداخيلهما، وكيف استغلا وفرة إنتاج الحليب مع رفع ثمنه في السوق، بالرغم من الإنتاج الوطني الكبير للحليب، حيث قال:

“قبل تاريخ 2014 كان المغرب يعاني فعليا من إنتاج الحليب والألبان، واضطر للجوء إلى الإستيراد لسد حاجياته من هذه المادة الحيوية. أتذكر جيدا وأنا أزور بعض مربي الأبقار في منطقة شتوكة أيت باها عندما كنت أعمل هناك في القطاع البنكي أن معارك شرسة كانت تدور رحاها في الخفاء بين شركات المنتوجات الحليبية للظفر برضى المزارعين والفلاحين.

وبحسب هؤلاء، وكما جاء على لسانهم آنذاك، فإن تعاونية كوباك أو المعروفة لدى الشارع المغربي ب”جودة” كانت تغريهم ب “هدايا” الأعلاف، والمركزية للحليب أو سنطرال ليتيير كانت تلعب على ورقة المعدات وآلات حلب الأبقار مقابل احتكار جل إنتاجهم من الحليب الطاجز.

أما الشركات المتوسطة كجبال، الشركي، فروميطال، سيلدا وأخريات فقد كانت تقتات مما تتركه “الصديقتان” سنطرال وجودة من فتات، بل ورفعت هذه الشركات سعر شراء الحليب الخام لدى الفلاح ب 20 سنتا إضافية مقابل الظفر ببضع لترات لكي لا يتوقف نشاطها = كل هذه المعطيات والأجواء السائدة آنذاك في الشارع المغربي استغلها مسؤولو سنطرال للرفع من ثمن الحليب ب 0.25 درهما ثم 0.50 درهما لكل نصف لتر عند متم سنة 2013، وكان طبيعيا أن تحدو كوباك حدو “شريكتها” لأن المنافسة الفعلية منعدمة حقا في هذا المجال…!!

سنتين بعد ذلك، ارتفع انتاج الحليب والألبان لمستويات قياسية، وقلص المغرب حاجياته من هذه المادة الحيوية، وانخفضت الواردات منها بشكل كبير حيت استقرت عند معدل 8660 طن خلال الأشهر الأولى من السنة الماضية، مقابل 22466 طن من نفس الفترة من سنة 2014 حسب وثيقة رسمية من مكتب الصرف. ومع وفرة الإنتاج، بقي نصف لتر من الحليب دون تغيير أو تخفيض في ثمنه رغم أن منطق السوق يفرض -في ظل منافسة حقيقية- أن ينخفض سعره بشكل كبير، إلا أن جشع “الشريكتين” والإحتكار الغير المباشر للسوق حال دون ذلك..!!

حسابيا، واستنادا إلى إحصاءات رسمية لسنة 2017، بلغ متوسط استهلاك الحليب للفرد في السنة ما بين 54 و 72 لترا (نأخد 63 لترا كمعطى)، وعدد سكان المغرب يناهز 36 مليون نسمة. بعملية بسيطة يبلغ استهلاك المغاربة لمادة الحليب 2.27 مليار لتر سنويا، يقابله إنتاج سنوي يفوق 2.8 مليار لتر. مما يعني أن هناك فائضا يتم تصريفه في التخزين والإدخار من طرف الشركات المحتكرة عوض أن ينعكس ذلك على الأثمنة من خلال قانون العرض والطلب..!!

بالنظر إلى هاته الأرقام، وحصة السوق التي تحظى بها سنطرال ليتيير والمقدرة ب 65% من خلال معطيات رسمية من موقعها الرسمي وبورصة الدار البيضاء، فإن المواطن المغربي يستهلك ما يفوق 1.476 مليار لتر من الحليب من هذه الشركة لوحدها، أي أنه يساهم نظريا وبشكل مباشر بـ5.1 مليار درهم سنويا من رقم معاملاتها (رقم المعاملات الرسمي للشركة حسب بورصة الدار البيضاء يبلغ 6.5 مليار درهم بجميع منتوجاتها)، بربح صافي وصل إلى 115 مليون درهم نهاية سنة 2017..!!

تستفيد منك الشركة الفرنسية – عزيزي المواطن – بما مجموعه 11 مليار و 500 مليون سنتيم سنويا (بمعدل مليار سنتيم شهريا)، ثم يتجرأ عليك بعدها مدير تواصلهم بكل وقاحة ويصفك بالخائن للوطن، ومدمر الإقتصاد الوطني في تحد سافر للأعراف والقوانين المعمول بها حول كيفية التواصل، وتقنيات الماركتينغ والتسيير في احترام الزبناء وتدبير الأزمات…!!

فهلا جعلت كبرياءك ينهض قليلا.. ؟؟!!

#مقاطعون”.

يشار إلى أن سنطرال تملك فيها شركة فرنسية 67 في المائة من رأسمالها، ما يعني أن أغلب أرباحها تضخ في فرنسا.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M