سهرة فنية للستاتي تتسبب في مقتل شاب سلاوي في مقتبل العمر
هوية بريس – عبد الله المصمودي
خلف مصرع الشاب السلاوي عمر بنطلحة الكثير من الأسى والحزن لدى أسرته وعائلته ومعارفه، بل ولد غضبا عندهم وعند من عرف سبب الوفاة، وكيف تم إهمال جثة الفقيد، مع تأخير إعلان وفاته حتى لا يتم عرقلة إقامة السهرة الفنية للمغني الشعبي عبد العزيز الستاتي بموسم “سيدي قاسم بوعسرية”.
الفقيد عمر -رحمه الله- ذو 22 سنة، كان يدرس في المعهد العالي للتكنولوجيا التطبيقية، ويحاول أن يعمل في وقت فراغه، ليعين نفسه ووالديه، وفي نهاية الأسبوع الماضي، عمل على تهييء منصة على هامش الموسم السنوي سيدي قاسم بوعسرية، مع شركة متخصصة في ذلك، وبينما هو بصدد تهيئة الخيوط الكهربائية المتعلقة بالمنصة، قام شخص من داخل البلدية بتشغيل الكهرباء فأرداه قتيلا في الحين.
الغريب والمحزن أن تم إهمال جثته، وتم تأخير إعلان وفاته أو إخبار والديه بالفاجعة، إلى حين اقتراب بدء السهرة الغنائية، والتي في الأخير أقيمت، وراح الشاب المسكين ضحية دون أن يراعى فقده أو مشاعر والديه وإخوته وأقاربه، ولا حتى هل سيتم تعويض أسرته لأنه كان لا يعمل بشكل رسمي مع الشركة.
ولمزيد تفاصيل، يقرأ هذا المنشور، لصاحبه (Abdelhay Belgaoui):
“حملوا جثته على متن “بيكوب” وأكمل الستاتي سهرة الرقص و الغناء!
استمعوا لحكاية هذا الشاب الجميل و الخلوق.. 22 سنة..
– كيقرا فليستيا وفين ما كيلقا شي فجوة كيمشي يخدم على والديه..
– جاء نهاية الاسبوع الماضي لمدينة سيدي قاسم مع شركة متخصصة في إعداد المنصات و الصوتيات.
– الامر يتعلق بسهرة غنائية للمغني المعروف “ع. الستاتي” على هامش الموسم السنوي سيدي قاسم بوعسرية.
– الشاب وهو بصدد تهيئة الخيوط الكهربائية المتعلقة بالمنصة، قام أحد من داخل البلدية بتشغيل الكهرباء فأرداه قتيلا في الحين.
– من عاين الجثة يقول أن جسده احترق و أصيب رأسه برجة كهربائية.
– الواقعة وقعت في حدود الساعة الخامسة زوالا.
– بقي مغطى أمام باب البلدية لوقت طويل ولم تأت سيارة الاسعاف علما ان المستشفى لا يبعد عن الواقعة الا بحوالي 600 متر على ابعد تقدير.
– بعدها تم نقله إلى المستشفى بواسطة “بيكوب” تنقل مواد البناء و غيرها.
– أعطيت أوامر بعدم نقل الخبر لأسرته إلى حين اكتمال السهرة.
– الشركة التي كان يعمل معها هذا الشاب لم تخبر عائلته بأي شيء، و غير مسجل عندها ابدا في أي من وثائقها.
– انشتر خبر مقتل الشاب في المدينة، ووعجت صفحات الفيسبوك بدعوة العامل و رئيس المجلس بإلغاء السهرة و إصدار بيان تضامني.
– بعد توالي الانتقادات في تلك اليلة قام بعض المنتخبين بتسريب خبر ان عامل الاقليم يصر على مواصلة الحفل.
– علم الفنان الستاتي بالخبر و مع ذلك قام بإحياء السهرة.
– لم يصل الخبر الى أسرة الضحية الا في حدود منتصف الليل بواسطة أحد أصدقائه.
– وصلت عائلة الضحية الى سيدي قاسم في حدود الساعة الثالثة صباحا.
– لم تلق أي اهتمام ولا أي استقبال ولا مد اي عون من طرف رئيس المجلس و عامل سيدي قاسم.
– أخذ الستاتي ملايين السنتيمات وانصرف، بينما حملت اسرة الشاب ابنها على نعش خشبي.
– دفن الشاب عليه من الله الرحمة على إيقاع غناء الستاتي و رقص الشيخات ولو كان الامر يتعلق بواحد من أبنائهم لتحول الحفل الى مأثم ولا حول ولاقوة الا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل في مسؤولي هذا الوطن”.
قضى الشاب عمر بنطلحة شهيدا بإذن الله وأجره في سعيه على والديه مضمون لايضيع،لكن حقوقه الدنيوية قد تتعرض للهدر بسبب عدم تعاقده مع شركته،وهذه طامة عامة في المغرب فتجد أناس يعملون مع شركات صغرى وكبرى منذ أمد لكنهم لايتوفرون على عقد يضمن حقوقهم الوقتية والمستقبلية،وأن يقضي المرء شهيدا حرقا بأصعب أنواع الحرق تكهربا وأن تمضي السهرة والرقص قدما يكشف بقوة وبشكل سافر مدى الهوة والسقوط الأخلاقي الذي صارت عليه عقليتنا وأعرافنا الإجتماعية،على الدولة أن تضيق الخناق وتضرب بيد فولاذية على كل متلاعب بالأوراق الضامنة لحقوق العمل ولحقوق الدولة الضريبية،والعمل بدون عقد ليس فقط يضر بالحقوق ويحرج الدولة بل يعتبر من وجوه الفساد الشريرة التي أوصلت البلاد للإحتقان،نسأل الله لهذا الشاب رحمة واسعة وغفران وسلوان وتعويض لذويه.