سيدي الكركري.. صورةٌ أريدك أن تكشف لي عن مغزاها

26 سبتمبر 2025 01:06

هوية بريس – د.مصطفى قرطاح

جلست بين يدي الشيخ فوزي، مستمعا إلى موعظته عن الزهد في الدنيا والحذر من غرورها،
فأخذني من الخشوع والسكينة ما جعلني كأن على رأسي الطير، فلما هَمَّ بالانصراف أخرجت من محفظتي صورة، فبادرني بالسؤال: ما تلك بيمينك؟

– صورةٌ، أريدك أن تكشف لي عن مغزاها.

نظر إليها، ثم حدَّق في مليّاً وقال: لن تفلح أبدا! هل قرأت منشور هذا المسمى عبد الله الجباري؟

هممت بالإجابة فزجرني:
إياك أن تنكر!
لا، لن أنكر، ولكن كيف عرفتَ؟

الخيانة بادية على عينيك، وفي سؤالك قدر غير يسير من اللؤم…
اعذرني سيدي، فلا زلت حديث عهد بمجلسك، ولم يَصْفُ قلبي بعدُ،

طيب، اسمع مني وإياك أن تجادل،
هؤلاء سادتنا، رموز العلم والفطنة، والتسامح والاعتدال، هؤلاء الذين إذا نظر إليهم المرء استحضر الآية الكريمة:
“يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا”.

هؤلاء صفت قلوبهم، وانشرحت صدورهم، فَوَسِعَتْ المؤالف والمخالف، وسمت عن الأحقاد، فلو صفعتَ أحدهم على خده الأيمن أعطاك خده الأيسر،

هؤلاء استنوا بسنة أبي القاسم، فأجابوا الدعوة، والتحقوا بحلف الفضول،
حلف الفضول الذي كان في الجاهلية؟
لا، هذا حلف هذا الزمان، يدعى إليه من له فضل وقت..

تعني أنهم لا شغل لهم.
اخرس، هؤلاء انشغلوا بأعمال الآخرة فَفَضُلَ لهم الوقتُ عن أعمال الدنيا…

أعمالُ الآخرة، كيف؟ كيف وقد جلسوا إلى جانب العدو؟
أجل، وقد عاملوه كأنه ولي حميم، وهذا من جميل أدبهم وتعلقهم بالآخرة

– ودًعَواْ لجيشه بالنصر كذلك، وهو مجرم ظالم!!!
أجل، دعوا له بالنصر حتى يكف الله ظلمه عن الناس، إنك لا تفهم شيئا أيها الغبي!!!

لا، لست غبيا، ولكني أكتشف معك الإسلام من جديد… ربما علي أن أعيد النطق بالشهادتين،..

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
10°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
20°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة