شاهد.. فرحات مهني “من الاحتقار والكولونيالية أن نقول إن الأمازيغية لغة”.. وناشطون أمازيغ: كلامه يهدم من الأساس الأساطير المؤسسة لـ”تامازغا الكبرى”
هوية بريس – نبيل غزال
أثار فيديو جديد للمعارض الأمازيغي المقيم بفرنسا، فرحات مهني، كثيرا من الجدل.
المقطع الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي قال فيه مهني بأن “الأمازيغية ليست لغة”، وتساءل “لماذا نقتل لغة كل منطقة في الجزائر من أجل أن نصنع لغة واحدة”!؟
وأضاف مهني، الذي سبق ودعا إلى تشكيل ميليشيات مسلحة ضد الأمن والجيش، لمقاومة ما أسماه بالاحتلال الجزائري، (قال) بأنه “من الاحتقار والكولونيالية أن نقول إن الأمازيغيـة لغة.. الأمازيغية ليست لغة.. استعملناها في فترة ماضية كتضليل وكدرع واق لمواجهة التعريب”!
وتعليقا على هذا كلام المثير قال عضو المكتب التنفيدي للرابطة المغربية الأمازيغية بأن “فرحات مهني يعبر عن نفسه وعن منطقه ويكشف بشكل واضح عن برنامجه التخريبي التفتيتي، وهو كما يعترف رفع شعار اللغة الأمازيغية لقومية الأمازيغ في شمال إفريقيا فإذا به يعبر بعبارة التضليل لمواجهة فقط العربية والتعريب، بمعنى أن الرجل يعترف باستخدام هذا الشعار ليس لبناء الأمازيغية أو النهوض بها، ولكن لمواجهة العربية والتعريب، بمعنى مواجهة العمق. وهو يعبر عن نفسه بشكل انقسامي ليس على الدولة الجزائرية ككيان ودولة ولكن على ما يسمى تامزغا”.
وأضاف عزيز هناوي في تصريح لهوية بريس بأن “هؤلاء نموذج للبرنامج التخريبي العابر للقارات في إطار الفوضى الخلاقة، التي تطمح من أجل تقسيم المقسم، وتجزيئ المجزأ، وتقسيم الكيانات وتفتيتها، وخلق النعرات، ومن داخل النعرات خلق النعرات أيضا، هذا هو منطقهم، ولهذا فهم عملاء الصهيونية والاستعمار لاستدعاء الاستعمار من جديد وتخريب كل شروط نهضة الأمة، وننتظر ماذا ستقول الحركة الأمازيغية في المغرب التي ترفع دائما صور فرحات مهني، وها هو يطعنها في الوجه وليس في الظهر”.
وأعرب الدكتور أحمد ويحمان، الباحث في الأنتربولوجيا والمهتم بالثقافة الأمازيغية، لـ”هوية بريس” بأن “ما قاله فرحات مهني هنا هام جداً من حيث أنه يعيد النقاش كله إلى منطلقاته الأولى، فبعد مضامين هذا الكلام من أحد أهم رموز ما يسمى، زورا، بالحركة الثقافية الأمازيغية، فإن كل الأسئلة التي ما فتئنا نطرحها عن هذه الحركة التي ربطت برنامجها بالأجندة الصهيونية بمختلف أقطار المغرب العربي، والمتمحورة على محور واحد هو؛ التشتيت وتقسيم المنطقة إلى كيانات إثنية وقبلية متناحرة لتمكين المشاريع الإمبريالية والاستدمارية بمنطقتنا وليسهل عليها نهب ثرواتنا ومقدراتنا”.
وفي الإطار ذاته تساءل ويحمان “بعد هذا الكلام الواضح، ماذا تعني كل الشعارات والتخاريف المضللة عما يسمى مَعْيرة اللغة الأمازيغية؟ ماذا تعني كل تلك الندوات والسفريات والهراشات التي تخصص لها أغلفة مالية وترصد لها اعتمادات ومبالغ خيالية يستفيد منها المرتزقة من قضايا زائفة ووهمية؟! ماذا تعني كل هذه الأسطرة للتاريخ والثقافة الأمازيغيتين التي لا يستفيد منها غير من يسترزقون بأميتهم في الأمازيغية من قبيل “السنة الأمازيغية” ورمزية الفرعون الأمازيغي “شيشناق” المنتصر على الفرعون رمسيس الثاني!؟…الخ.
إن ما قاله فرحات مهني، على قاعدة “وشهد شاهد من أهلها”، يضرب في الصفر ويهدم من الأساس، كل ما بناه التأمزغ المتصهين من الأساطير المؤسسة لما يسمونها، أو بالأحرى لما تسميه لهم الصهيونية العالمية؛ “تامازغا الكبرى” و”الشعوب الأصلية”.
وفي ختام تصريحه أثار ويحمان سؤالا حول رمزية الراية الأمريكية خلف فرحات مهني وهو يلقي خطابه المثير، وقال “هذا يذكرنا بضرورة طرح أسئلة عن الوكالة الأمريكية “ميبي” وما يسمى حزب “تمونت” أو “حزب التغيير الديمقراطي” الذي يحضرونه برمز النسر الأمريكي من طرف البشمزغا؛ زوار الكيان الصهيوني”.اهـ
تجدر الإشارة إلى أن فرحات مهني، سبق وأسس سنة 2002 الحركة من أجل تقرير المصير في منطقة القبايل بفرنسا، من أجل انفصال منطقة القبائل عن الجمهورية الجزائرية، ثم أعلن سنة 2010 حكومة مؤقته بفرنسا ونصب نفسه رئيسا لدولة القبائل.