شبيبة البؤس

15 يناير 2025 19:26

   هوية بريس –  سعيد الغماز

عقب اجتماع المجلس الوطني لحزب السيد رئيس الحكومة، خرج شاب من درجة وزير بالعديد من التصريحات لوسائل الإعلام. السيد الوزير ينتمي لفئة الشباب، وبالتالي فتصريحاته تعكس التكوين السياسي الذي تلقاه في حزبه، والمستوى السياسي والثقافي الذي بلغه بالممارسة داخل الحزب الذي ينتمي إليه.

لكن السيد الوزير الشاب، ملأ وسائل الإعلام بتصريحات تدخل في خانة ما يصفه المغاربة “لا زين لا مجي بكري”.

وإليكم عينة من تصريحات الوزير الشاب لبعض وسائل الإعلام:

“حكومة أخنوش تُعتبر أنجح الحكومات على مر التاريخ…”

“الحكومة الحالية هي أفضل حكومة…”

“حكومة من أقوى وأكبر الحكومات…” ولا داعي لأطرب مسامعكم بصوت “طعريجة مثقوبة”.

السيد الوزير ينتمي لفئة الشباب الحزبي، وهو ما جعلني أسترجع الشباب الذي كانت تؤطره الأحزاب خلال سبعينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي. شباب حين يأخذ الكلمة في دار الشباب، لا تعرف هل هو شاعر، أم مفكر، أم فنان في البلاغة…شباب يتحدث بلغة بليغة، أسلوب راقي، ثقافة واسعة، وأفكار تعكس مدى جودة التكوين الذي تلقاه في شبيبة حزبه.

يتحدث الشاب فتقول إنه شاعر، لكن عمره يجعلك تقول إنه أصغر سنا من أن يكون شاعرا.

ثم تقول لا…إنه مفكر، لكن سمات وجهه الشبابية تقول لك إنه لم يبلغ من العمر ما يجعله مفكرا.

ثم تقول إنه مثقف، قد يكون صغير السن لكنه وصل من المعارف ما يجعله يستحق تلك الصفة.

تقول وتقول ثم تقول…لكنك في الأخير تهتدي إلى حقيقة التكوين الذي يتلقاه الشباب في الشبيبات الحزبية.

لكننا في زمن البؤس، أصبحنا نجد شبيبة حزب، تعكس مدى استهتار بعض الأحزاب بشبيبتها، وغيابها التام عن التأطير، اللهم نشر ثقافة “سهرة نهاية الأسبوع”، لتكون النتيجة شبابا فارغا، ينتمي لفئة الشباب السائل، ولو كان شابا من درجة وزير.

إنها شبيبة البؤس، تنتمي لحزب البؤس في حكومة البؤس وزمان “البؤساء”.

 

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M