شتان شتان بين هذه وتلك…

07 نوفمبر 2025 19:22

هوية بريس – محمد بوقنطار

شتان شتان بين هذه وتلك…

صناعة العقول مقدمة على تشكير العجول، وإقامة كيان الإنسان راجحة على تشييد الجدران، فشتان شتان بين عمران الحضارة وعمران الاستعراض، ولمحكمة من قماش ينال فيها المظلوم حقه من الظالم الباغي على جناح السرعة خير وأخير من محكمة جدرانها من عاج وكراسيها من ديباج يكرس فيها الظلم ويستوطن أروقتها الاعتساف والعدوان ويسافر في حبل تسويفها المظلوم سفرا طويل الذيل قد ينطوي في جوف زمانه الجيل بعد الجيل… ثم لا ينال حقه عدلا لا فضلا وواجبا لا نفلا.

إننا وإن شيدنا وبنينا المصانع والجامعات والمستشفيات والمؤسسات الأمنية والاقتصادية والمالية والسيادية… على طراز ما وصلت إليه يد الصانع الحداثي ثم ما فتئنا أن أدخلنا لها عقولا مترفة وشخوصا فاسدة، فلن ولم يمر عليها الحول إلا وبئرها معطلة، ومكاتبها خاوية على عروشها، ولذلك كان الخصاص وسيبقى خصاص نوع لا جنس وخصاص كيف لا كم، وتضييع أخلاق لا ضياع خلائق.

إننا لنفرح ها هنا وهناك لكل طريق شقت أو سكة امتد خطها، أو عمارة ناطحة شيدت شققها الفاخرة أو شوارع عريضة أنيرت جنباتها أو إدارات شيدت مكاتبها على طراز مبهر، ولكن فرحنا لا تكتمل دورته ولا تتكرس سعادته إلا بتخليق حياتنا المدنية، والرفع من منسوب قيمنا الحضارية، وترتيب الأولويات بين إعمار دنيانا التي فيها معاشنا، وعمران آخرتنا التي إليها معادنا، وتصفية ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وذلك الرباط وذلك الجهاد وتلك الهداية لسبل ربنا، نسأل الله السداد والتوفيق آمين يا رب العالمين.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
8°
19°
السبت
20°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة