شرف المغربيات بين عبد الصمد ناصر وعبد الطيف وهبي
هوية بريس – عابد عبد المنعم
قبل يومين؛ أقالت قناة الجزيرة القطرية الصحفي المغربي المقتدر عبد الصمد ناصر، وذلك بسب تدوينة دافع من خلالها عن شرف المغربيات.
عبد الصمد ناصر رفض الرضوخ لإملاءات مدير قسم الأخبار ذي الأصول الجزائرية بالقناة القطرية، الذي طالبه بحذف التغريدة، فكان جواب الصحفي والإعلامي المغربي هو الرفض، لأن الأمر وبكل اختصار بالنسبة لناصر يتعلق بحرية التعبير في فضاء خاص غير ملزم للقناة.
وإثر ذلك اتصل به المدير العام لقناة الجزيرة واستقبله بمكتبه، وطالبه بحذف التغريدة أو تعديلها على الأقل، لكن ناصر عبد الصمد الذي أمضى أزيد من 25 سنة في رحاب القناة القطرية فضل الحرية والدفاع عن وطنه على الامتثال للإملاءات.
قليلون جدا من يتركون مكاسب مالية ومناصب مهمة دفاعا عن الوطن، وحقوق أبنائه وشرف بناته، والجميع يعلم أن الجزيرة باتت اليوم أكثر من قناة إخبارية، فهي تجمّع لجل الطاقات الإعلامية في العالم العربي، ومَن مِن الصحفيين والإعلاميين لا يرغب في الالتحاق بها، لكن عبد الصمد ترك وراءه القناة وتاريخا فاق العقدين والنصف من أجل وطنه وشرف أخواته المغربيات.
هذا الشرف الذي يسعى للأسف الشديد وزير العدل لتدنيسه عبر إقرار قانون جنائي يرفع التجريم عما يسمونه بـ”العلاقات الرضائية”، فيفتح الباب على مصراعيه لاختلاط الأنساب والأبناء والأمهات من زنا (الأمهات العازبات).
ألم يقل سي وهبي “كل شخص حرّ في أن يختار الذهاب مع واحدة أو اثنين، فتلك مسؤوليته”، ألم يصرح وهو يقهقه “إلى درنا ADN أي دري نقلبوا على باه غايبقى المغربي غادي وتابعينو 20 دري”!!!
بالله عليكم ماذا نسمي هذا؟
أليس هذا طعنا صريحا في سمعة وشرف المغربيات؟
ألا ينطبق هذا القول تماما مع ما يروجه أعداء الوطن اليوم؟
فمن أجل رفض المس بشرف وسمعة المرأة المغربية بحت أصوات المواطنين، قبل حادث إقالة ناصر عبد الصمد من الجزيرة، منددة ومستنكرة لما تلفظ به عبد اللطيف وهبي.
ذلك أن أعداء الشرف والمستهدفين لسمعة المرأة المغربية لا يوجدون خارج أرض الوطن فحسب، بل هم موجودون بين أظهرنا ويتقلدون مناصب حساسة في الدولة أيضا.
إن الشرف لا يتبعض والعفة لا تتجزأ، وعندما يفقد المرء هويته ومرجعيته يصبح العهر لديه حرية، والعفة تشددا.
لذا اختفت هذه المعاني من المجتمعات التي كانت نصرانية فأصبحت تزوج الذكران بعضهم ببعض وتنشر السحاق وتشجع الإجهاض باسم الحرية.
لا نقارن بين عبد الصمد وعبد اللطيف فكلاهما عبد لله لكن هناك من يختار العبودية لله كي يتحرر من كل عبودية سواها، وهناك من يستنكف أن يكون ممتثلا مستسلما لله باسم حرية هي في الحقيقة عين العبودية للشهوات.