شيات: “داعش” ستنتهي استراتيجيا بانتهاء البنية التي أوجدتها
هوية بريس – pjd.ma
أمام التقدم الذي تحرزه القوات العراقية في محاربة تنظيم داعش بالموصل، ومحاصرته أيضا من قبل القوات التركية في حدودها الجنوبية، بما يؤدي إلى تراجع التنظيم خصوصا على المستوى الجغرافي، أكد خالد شيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، أن نهاية داعش على المستوى الإستراتيجي لن تتم دون نهايته على مستوى البنية التي أوجدته.
وأوضح شيات، في تصريح لـ pjd.ma أن دراسة هذه الحالة يستوجب أن نستفيد فيها من عامل استراتيجي وآخر تاريخي يرتبط بما هو نفسي اجتماعي ثقافي، معتبرا أن التراجع الذي يعرفه التنظيم في الموصل ليس نهاية بل يمكن أن يكون بداية لشيء آخر، كما أن المواجهة مع التنظيم مستمرة عسكريا في مناطق أخرى مختلفة بالمنطقة.
ونبه المتحدث ذاته، إلى أن “تنظيم الدولة”، لم يكن دولة في أي حالة من الأحوال، ولا يمكن أن يستمر لأنه حركة متطرفة وعنيفة، والطبيعي، يقول الأستاذ الجامعي، هو أن تغرق في تناقضاتها، وتبقى حبيسة أعمال عنيفة أو إرهابية، معتبرا أن “داعش” جاءت بسبب ضعف دول مركزية إقليمية كسوريا والعراق، وكذا بفعل تدخل القوى الخارجية.
الجانب الثاني في تحليل المشهد، يردف شيات، يرتبط بالجانب الفكري والاجتماعي والثقافي، حيث إن قيادات التنظيم وأعضائه حين يتم القضاء على بعضهم أو فرارهم إلى دول أخرى، فإن هذا يعني بداية مشاكل جديدة في مناطق أخرى خصوصا في الدول التي تستقبلهم، ناهيك عن وجود متعاطفين مع التنظيم الذين يدعمونه، إما ماديا أو معنويا، وهؤلاء يجب التفكير أيضا في طرق جديدة للتفاعل معهم.
وبعد أن نبه الأستاذ الجامعي، إلى تأثير الصراعات بين دول مختلفة وقوى غربية في خلق هذا التنظيم، أشار إلى وجود مستفيدين إقليميين ودوليين من صناعة هذا التنظيم على مستويات متعددة.
وبخصوص محاولات وسم بعض حركات المقاومة والحركات الإسلامية المعتدلة، بــ”الإرهاب”، ووضعها في نفس الخانة التي توجد فيها “داعش”، مع ما يعنيه ذلك سياسيا واجتماعيا وقانونيا، أكد شيات، أن هذه الحركات الإسلامية لم تكن أبدا تهدد السلم الاجتماعي لهذه الدول، كما أنها تقف على نقيض داعش في الرؤية والممارسة.
وتابع شيات، أن الربيع العربي ارتبط بهذه الحركات، لأنه زمنينا وتاريخيا تُحرك الشارع، كما أنها تميزت باستقلاليتها عن القوى الدولية، الشيء الذي يجعل الأخيرة تحرك بيادقها لمحاربة هذه النماذج، حيث يتم تضخيم الفكرة المرتبطة بالحركات الإسلامية باعتبارها عدوا للديموقراطية. واستدرك المتحدث ذاته، أنه على مستوى الأمم المتحدة، هناك نوع من العقلانية في التفاعل مع الموضوع، بحيث إن لوائحها الخاصة بالإرهاب لا توجد من بينها هذه الحركات، وألمح إلى أن الدول التي لم تتفاعل مع مطالب الشارع والتي تدخل في صراعات غير حقيقية هي التي ستدفع الثمن في نهاية المطاف.