شيخ الأزهر يحذّر: “مدارس” تُنتج أجيالًا بلا هوية وبنزعة استعمارية ناعمة
هوية بريس – متابعات
حذر شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب، من التوسع المتزايد في إرسال الأسر المصرية لأبنائها إلى المدارس الأجنبية، معتبرًا أن هذا التوجه يشكل تهديدًا مباشرًا للهوية العربية والإسلامية للأجيال القادمة، في ظل ما وصفه بـ”ميل النخب إلى مناهج ومؤسسات تعليمية ذات مرجعية أجنبية”.
🔹 “روح استعمارية” تهدد وجدان النشء
وخلال لقاء جمعه بوزير التربية والتعليم والتعليم الفني، الدكتور محمد عبد اللطيف، أعرب الطيب عن قلقه من أن التعليم الأجنبي قد يحمل في طياته أهدافًا سياسية وثقافية بعيدة المدى، قائلاً إن هذا النموذج من التعليم يُكرّس أنماط تفكير وسلوكيات متناقضة مع الثقافة المصرية، ويُفضي إلى تكوين أجيال “مفرغة من هويتها العربية والشرقية”.
وأكد أن بعض هذه النماذج تُسهم في تسريب “روح استعمارية ناعمة”، قد تتسلل إلى وجدان الطلاب وتؤثر في انتمائهم، مما يستدعي موقفًا تربويًا ومجتمعيًا واضحًا.
🔹 دعوة لإعادة الاعتبار للتعليم الحكومي
دعا شيخ الأزهر إلى إعادة الاعتبار للمدرسة الحكومية ودورها التربوي، مع تعزيز تدريس مادتي التربية الدينية واللغة العربية، باعتبارهما حجر الأساس في ترسيخ القيم الإسلامية والهوية الوطنية لدى النشء، ومواجهة التأثيرات الثقافية للمناهج الأجنبية.
🔹 تعاون بين الأزهر ووزارة التعليم
من جهته، أكد وزير التربية والتعليم على التزام الوزارة بتقوية الشراكة مع الأزهر الشريف، خاصة في مجال تدريس مادة التربية الدينية، عبر الاستعانة بمعلمي الأزهر في المدارس الحكومية.
كما شدد على أهمية استعادة المدرسة العمومية لمكانتها التربوية والتعليمية، بما يجعلها قادرة على منافسة البدائل الخاصة والأجنبية.
🔹 التعليم الأجنبي يثير الجدل حول الهوية
وتأتي هذه التصريحات في وقت تواجه فيه المدارس الحكومية في مصر تحديات حقيقية، أبرزها ضعف البنية التحتية، ونقص الموارد البشرية والمالية، ما دفع العديد من الأسر، خاصة من الطبقة المتوسطة والعليا، إلى الاتجاه نحو المدارس الخاصة والدولية التي تُقدّم مناهج أجنبية مثل البكالوريا الدولية والنظام البريطاني.
هذا التحول في اختيار المؤسسات التعليمية أثار جدلًا واسعًا في الأوساط الثقافية والدينية، حول تأثير هذه المناهج على الهوية الثقافية والوطنية المصرية، ومدى انسجامها مع القيم المجتمعية.
