صحفي أمريكي: دعم الصهيونية في الولايات المتحدة يتراجع
هوية بريس – وكالات
قال الصحفي الأمريكي من أصل يهودي، آرون جيل، إن مستوى الدعم للصهيونية تراجع في الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من اليهود الأمريكيين يصفون أنفسهم علنا على أنهم مناهضين للصهيونية.
وأشار جيل في بيان مكتوب أرسل للأناضول أن استطلاع نشره مركز “بيانات من أجل التقدم” البحثي في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، أفاد بتأييد أكثر من 60 بالمئة من الناخبين الأميركيين وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأكد انخفاض مستوى دعم الصهيونية في الولايات المتحدة، قائلا: “عدد أكبر من اليهود الأميركيين الذين رأيتهم من قبل يعرفون أنفسهم بأنهم مناهضين للصهيونية بشكل علني”.
– صراعات عميقة بين اليهود الشباب والمسنين
وأشار جيل إلى أن انخفاض الدعم للصهيونية يؤثر أيضا على العلاقات الشخصية والعائلية لليهود الأمريكيين.
وقال الصحفي الأمريكي: “هناك صراعات عميقة بين اليهود الشباب المناهضين للصهيونية أو الذين انقطعت روابطهم بإسرائيل من جهة، وبين اليهود الأكبر سنا الذين لا يزال لديهم ارتباط عميق بالبلاد (إسرائيل) من جهة ثانية”.
وعزا جيل الارتباط الوثيق لليهود المسنين بإسرائيل إلى أنه ينبع في الغالب من الذكريات المؤلمة التي سببتها المحرقة إبان الحرب العالمية الثانية.
وفيما إذا كان تراجع الدعم للصهيونية مستمرا، قال جيل: “هذا الانخفاض سوف يتعمق أكثر طالما أن هناك حكومة قومية يمينية متطرفة تحكم إسرائيل، فمعظم الأمريكيين من أصل يهودي لا يستطيعون في الحقيقة دعم دولة عرقية ترتكب جرائم حرب وانتهاكات باسمهم”.
ولفت جيل إلى أن هناك خلافات في الرأي حول مصدر الوضع الحالي في غزة، وذكر أن البعض يعتقد أن هذا “الوضع المؤقت” سيتغير مع هزيمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بينما يرى البعض الآخر أن “الأمر قد تغلغل في الصهيونية”.
وأشار إلى أن المجتمع القائم على العرق أو الدين أو الجنس أو التمييز الطبقي هو مجتمع يشوبه العيب، مبينا أن إسرائيل الحالية دولة تحمل هذه الصفات.
وحول رد فعل اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة على تراجع دعم الصهيونية، ذكر جيل أن هؤلاء الأشخاص يصفون كل من ينتقد الصهيونية بأنه “معاد للسامية”.
اضغط عليهم دون أن تعتذر
جيل في بيانه عن أفكار زئيف جابوتنسكي (1880-1940) مؤسس الصهيونية التحريفية، قال: “كانت وصفته سهلة: مارس الضغط دون اعتذار وانتظر حتى يخرجوا”.
ويشير جيل إلى تأثير هذه الأيديولوجية على ظهور حزب نتنياهو (الليكود)، مشيرا إلى إطلاق اسم الجدار الحديدي على الجدار المحيط بغزة نسبة إلى مقال جابوتنسكي الشهير.
وختم جيل قوله: “حتى بعد كل هذه السنوات، لا تزال هذه الفكرة هي الموجهة لسياسات إسرائيل الكارثية، على الرغم من رفض الفلسطينيين العلني للتخلي عن نضالهم من أجل تقرير المصير”.
ومنذ 7 أكتوبر تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية ومجاعة بعدد من المناطق، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”، وفقا للأناضول.