سلطت الصحافة الأمريكية، اليوم الخميس، الضوء على أزمة اللاجئين في أوروبا، مشيرة إلى أن الأزمة الراهنة تنذر بتفكيك أوروبا. وقالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، في مقال للكاتب فريد هيات، إن هذه الأزمة تنذر بتفكيك أوروبا بينما ينشغل الساسة الأميركيون بحملاتهم الانتخابية.
ولفت الكاتب إلى ارتفاع نسبة الأحزاب اليمينية المتطرفة والمعادية للأجانب في أوروبا، خاصة في ظل غياب القيادة الأميركية وبدء الصعود الروسي على المستوى الدولي، مضيفا أن مليون لاجئ وصلوا إلى أوروبا العام الماضي، وأن مليونا آخر في الطريق إليها. في نفس السياق، أكدت صحيفة “واشنطن تايمز” أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتخذ من اللاجئين السوريين سلاحا ضد أوروبا.
وأشارت الصحيفة، نقلا عن القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) ورئيس القيادة العسكرية الأميركية في أوروبا الجنرال فيليب بريدلاف، إلى قوله إن القوات الروسية وقوات الرئيس السوري بشار الأسد تتعمد قصف المدنيين في سوريا، وذلك كي تجبرهم على ترك بلادهم والتوجه إلى أوروبا.
وقال بريدلاف إن تحركات روسيا العدوانية في سوريا وأوروبا الشرقية تجعل من موسكو “تهديدا وجوديا” للولايات المتحدة. بدورها، حذرت “وول ستريت جورنال”، في مقال للكاتب يانس بالايغوس، من ترك اليونان وحيدة في مواجهة مئات الآلاف من اللاجئين، خاصة في ظل سعي دول أوروبية لإغلاق حدودها أمامهم ومنعهم من حرية الانتقال عبر القارة.
وتابع بالايغوس أن عدم مساعدة أوروبا لليونان بما يتعلق باللاجئين قد يجعل الناخبين اليونانيين يدعمون حكومة يمينية متطرفة وسلطوية تكون مناهضة لأوروبا.
وأردف إلى أن النمسا وتسع دول أخرى من منطقة البلقان اجتمعت في فيينا الأسبوع الماضي، للنظر في كيفية وقف تدفق اللاجئين من الشرق الأوسط عبر اليونان إلى أوروبا.
وأشار بالايغوس إلى أن اليونان تعاني أزمة اقتصادية، وأن اللاجئين يشكلون ظاهرة خطيرة، خاصة مع اقتراب موسم السياحة الذي يعتمد عليه الاقتصاد اليوناني الهش، وذلك في ظل ما تعانيه البلاد من بطالة وركود اقتصادي يشكلان وصفة لعدم الاستقرار السياسي في البلاد.