ذكرت تقارير إعلامية إسبانية أن السلطات المغربية كانت وراء إفشال نقل زعيم البوليساريو إبراهيم غالي، على متن طائرة تابعة للرئاسة الجزائرية صباح يوم الثلاثاء الماضي، وفق مخطط نظام العسكرتارية الجزائرية.
وكشفت صحيفة “أوكي دياريو” أن الخارجية المغربية أبلغت نظيرتها الإسبانية أن خروج غالي من إسبانيا بعد مثوله أمام القضاء، بنفس الطريقة التي دخل بها، سيزيد من تأزيم العلاقات بين البلدين، وهو ما جعل سلطات مدريد تسارع إلى إبلاغ الجزائر صباح الثلاثاء، بعدم موافقتها على نقل غالي على متن طائرة حكومية جزائرية، لتعود الطائرة من طراز “غولف ستريم”، أدراجها بعد وصولها إلى أجواء جزيرة إيبيزا.
وبينت الصحيفة، أن الرباط عارضت بشدة نقل غالي على متن الطائرة المذكورة، وهي من الطائرات الطبية التابعة للرئاسة الجزائرية، حيث سبق لها نقل الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة للعلاج بسويسرا سنة 2019، مشددة على ضرورة مغادرته إسبانيا باعتباره مجرد مواطن أجنبي.
وحاولت الدبلوماسية الإسبانية إقناع الرباط، لكن دون جدوى، لتقوم أمام ثبات الموقف المغربي، بمطالبة الجزائر بإرسال طائرة طبية مدنية لنقل غالي، لكن النظام الجزائري أكد أنه لا يتوفر على طائرات بمواصفات مماثلة للطائرة التي تم رفضها.
أمام هذا الوضع، بادرت إسبانيا، بالتعاقد مع “Airlec” وهي شركة فرنسية مرموقة متخصصة في إعادة المدنيين الفرنسيين الأثرياء من إفريقيا.
وتضيف الصحيفة أن الدبلوماسية المغربية، التي تحكمت تماما في تفاصيل خروج الزعيم الإنفصالي من إسبانيا، وضعت شروطا أخرى لاتمام العملية، من بينها نقل ونشر خبر ترحيله وعدم قيام أي مسؤول إسباني بتوديعه، في انتقاص من قيمة العدو الأول للمملكة، وهي الشروط التي وافقت عليها إسبانيا والجزائر على مضض، تضيف الصحيفة.
وتم إغلاق مطار بامبلونا عند الساعة 12 ليلا من ليلة الثلاثاء، أمام المدنيين، لاتمام عملية ترحيل غالي من إسبانيا بعد 44 يومًا، في واقعة ألحقت ضرارا كبيرا بالعلاقات الثنائية بين مدريد والرباط ،وتركت وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليس لايا، في وضع لا تحسد عليه، حيث باتت المرشحة الأولى لمغادرة الحكومة، بسبب سوء تدبيرها للملف منذ البداية، كما أبانت عن تفوق كبير للدبلوماسية المغربية أمام أعداء الوحدة الترابية للمملكة، بدليل الرحلة الجزائرية المرفوضة.