أصبح غاز تندرارة خطوة مهمة على مستوى تحقيق المغرب لاستقلاله الطاقي لاسيما على توفير الكهرباء, فإن الشروع في تزويد الغاز المكتشف من طرف الشركة البريطانية “ساوند إنرجي” دونه ثلاث سنوات على الأقل لفسح المجال أمام تطوير محطة للمعالجة، وكذلك تشييد خط أنبوب لنقل الغاز من تندرارة إلى الأنبوب المغاربي ومن ثم نحو محطتي المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب.جاء ذلك في الوقت الذي وقعت الشركة البريطانية يوم 30 نونبر 2021 عقدا مع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بموجبه، سيحصل هذا الأخير على 350 مليون متر مكعب من الغاز, وذلك لتزويد محطتي المكتب بكل من “تهادرت” و”بني مطهر.”
لكن قبل الوصول إلى هذه المرحلة، يتعين الشروع في تشييد خط أنبوب بطول 120 كلم من أجل إيصال الغاز المكتشف من “تندرارة” إلى الأنبوب المغاربي ومن ثم إلى محطتي المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب
كما يتعين قبل ذلك أيضا إنشاء محطة لمعالجة الغاز المستخرج بالقرب من البئر ” TE5 ” بمنطقة تندرارة حتي يستجيب لمعايير المكتب.
المشروعان قد يتطلبان، حسب متتبعي، ثلاث سنوات على الأقل قبل الوصول إلى مرحلة تزويد محطتي “تهادرت” و”بني مطهر” بكميات الغاز المستجيبة لمعايير المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب.
في هذه السياق، تجدر الإشارة، إلى أن الشركة البريطانية كانت قد استبقت في 2018 إلى توقيع عقد مع تكتل مكون من ثلاث شركات لتطوير محطة للمعالجة، مع تشييد خط أنبوب من أجل نقل الغاز.
يتعلق الأمر بكل من المجموعة البريطانية هي “اياجانس” و”الينكور” إلى جانب شركة اسبانية تسمى “فومينتو”، على ان تتدبر هذه الشركات الثلاث، غلافا استثماريا بأزيد من 180 مليون دولار، لتمويل إنجاز هذه المشاريع.
هذا العقد لايعرف إلى حدود الساعة أي شئ عن مصيره، كما أن الشركة لم تتواصل في هذا الشأن، الشئ ذاته بالنسبة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن وكذلك الوزارة الوصية.
ويقدر خبراء متتبعون لهذا المف القيمة الإجمالية للغلاف الاستثماري لإنشاء المحطة والأنبوب ب200 مليون دولار.
من المرتقب أن تساهم الدولة المغربية عبر المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن بنسبة 25 في المائة من التمويل أي 50 مليون دولار.
بالعودة إلى البئر ” TE5 ” بتندرارة، فإن “ساوند إنرجي” أعلنت عن احتياطيات ب9 ملايير متر مكعب، وهي كافية لتزويد المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب لمدة 30 سنة، لكن هذا السيناريو غير وارد على الأقل إلى حدود الآن، لأن الشركة البريطانية سبق أن التقت بإحدى المجموعات الفاعلة في توزيع المحروقات بالمغرب من اجل التزود من غاز “تندرارة”، وذلك فضلا عن الشركة في الانفتاج على زبناء من خارج المغرب.
