صدور كتاب جديد: الأمن الروحي للمغاربة وتطبيقاته المعاصرة

13 أكتوبر 2025 21:54

صدور كتاب جديد: الأمن الروحي للمغاربة وتطبيقاته المعاصرة

هوية بريس – متابعات

أصدر المنتدى الأوربي للوسطية – بلجيكا كتابا جديدا يحمل عنوان: “الأمن الروحي للمغاربة وتطبيقاته المعاصرة.. قضايا وأبحاث”.

وهو عمل أكاديمي جماعي يُضيء مسارات التجربة المغربية في تحصين الإيمان والهوية من رياح العولمة، ويعيد طرح أسئلة عميقة حول علاقة المغاربة بدينهم في الداخل والمهجر.

الكتاب من إشراف الدكتور علال الزهواني، وتقديم الباحث المغربي كمال القصيير، الذي يفتح الباب أمام نقاش فكري واسع حول حدود الصيغ التقليدية للتدين المغربي وقدرتها على الصمود أمام تحديات الفكر المادي وقيم ما بعد الحداثة.

كمال القصيير: التدين المغربي يحتاج إلى تجديد المقاومة

في كلمة الغلاف، يكتب الدكتور كمال القصيير بجرأة فكرية لافتة:

“المشكلة لا يحلها كونك أشعريًا أو مالكيًا أو متصوفًا في الغرب، إنما تحلها درجة وعيك الثقافي بالقيم العالمية، ومدى قدرتك على تجاوز معضلات الحريات ومنظومة التفكير المادي”.

ويضيف القصيير أن تحولات التديّن المغربي اليوم “تتجلّى في أشعرية بلا تجديد، وتصوف بلا فاعلية، وفقه بلا حضور جماهيري واعٍ”، داعيًا إلى إعادة شحن المضمون الروحي المغربي بما يجعله قادرًا على التفاعل الخلاق مع العالم الحديث دون ذوبان أو انغلاق.

الزهواني: الأمن الروحي أساس الأمن الشامل للمجتمع

أما في تصدير الكتاب، يؤكد الدكتور علال الزهواني أن “الأمن الروحي ليس ترفًا فكريًا، بل أساس كل أنواع الأمن التي ينشدها الإنسان”، مشيرًا إلى أن المغرب جعل من الاختيار الأشعري والمذهب المالكي وتصوف الإمام الجنيد مع إمارة المؤمنين، منظومة متكاملة لحماية التوازن الديني والاجتماعي.

ويستشهد الزهواني بعدة نصوص ملكية ودستورية تؤكد أن “الملك أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين”، مبرزًا أن هذا الثابت الديني والدستوري مكّن المغرب من تجنب الفتن الطائفية والمذهبية التي مزقت دولًا أخرى في المنطقة.

الأمن الروحي في مواجهة العولمة والقيم المتصادمة

يرى الكتاب أن مفهوم الأمن الروحي المغربي تجاوز حدوده الوطنية، ليصبح نموذجًا قابلًا للتأمل في الفضاءات الأوروبية حيث يعيش مئات الآلاف من المغاربة. فالمسألة لم تعد مجرد التزام مذهبي أو فقهي، بل رهان حضاري يتعلق بقدرة الإنسان المغربي على التوفيق بين انتمائه الديني وقيم العالم الجديد.

ويطرح الكتاب أسئلة محورية مثل:

كيف يساهم الأمن الروحي في استقرار المغرب؟

وما هي التحديات التي تواجهه في زمن الفردانية الرقمية والعولمة؟

وكيف يمكن تطوير رؤية مغربية معاصرة تحافظ على الثوابت وتستجيب للمستجدات الفكرية؟

 من أجل تجديد الوعي الديني وصون السلم الاجتماعي

الكتاب، كما يقدمه المنتدى الأوربي للوسطية، ليس مجرد دراسة أكاديمية، بل صرخة فكرية هادئة تدعو إلى ترميم الوعي الديني وتجديد أدوات الفهم والتربية الروحية، بما يحفظ التوازن بين الأصالة والحداثة، وبين الدين والدولة، وبين الانتماء الوطني والانفتاح الإنساني.

إنه عمل يذكّر بأن الأمن الروحي ليس شعارًا سلطويًا بل هو حق جماعي يضمن كرامة الإنسان ويمنحه طمأنينة الفكر والقلب والهوية.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
19°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة