صراع الزعامة يهدد الزاوية البودشيشية.. وعائلة القادري تناشد الملك (وثيقة)

صراع الزعامة يهدد الزاوية البودشيشية.. وعائلة القادري تناشد الملك (وثيقة)
هوية بريس – متابعات
يعيش البيت البودشيشي منذ وفاة شيخ الزاوية القادرية البودشيشية، جمال الدين القادري بودشيش، حالة غير مسبوقة من الاضطراب والانقسام، بعدما تحوّلت مسألة الخلافة إلى موضوع صراع محتدم بين الورثة والمريدين.
وقد رفعت أسرة الشيخ الراحل رسالة مطولة إلى الملك محمد السادس، بصفته أمير المؤمنين وحامي الملة والدين، التمست فيها تدخله ودعمه المعنوي من أجل وضع حد للتنازع المتواصل الذي يهدد وحدة الزاوية وسمعتها، باعتبارها إحدى أبرز الزوايا الصوفية بالمغرب وإفريقيا.
وقد وقّع الرسالة كل من الدكتور منير القادري بودشيش، والدكتور زهير القادري بودشيش، وعبد الصمد القادري بودشيش، إضافة إلى السيدة فاطمة الزهراء القادري بودشيش، إلى جانب عدد من أبناء وأحفاد الشيخ، ممن أكدوا أنهم حريصون على صون وصية والدهم الراحل وتماسك البيت البودشيشي.
الرسالة تحدثت بإسهاب عن ما وصفته بـ”الانحراف عن وصية الشيخ الراحل”، حيث أكدت أن هناك أطرافاً داخل البيت البودشيشي تحاول الاستئثار بالقيادة الروحية للزاوية عبر ادعاءات لا أساس لها من الشرعية، وهو ما اعتبرته الأسرة ضرباً لإرث روحي بناه الشيخ الراحل لعقود طويلة. كما شددت المراسلة على أن وصية جمال الدين القادري واضحة وصريحة، وتنص على أن الخلافة الروحية يجب أن تكون في يد أحد أبنائه الشرعيين، حفاظاً على ما أسمته “نقاء السلسلة البودشيشية”.
وجاء في نص الرسالة أن “استمرار هذا التنازع يُدخل المريدين في حالة من الحيرة والاضطراب، ويعطي صورة سلبية عن الزاوية التي عُرفت دوماً بالسكينة والذكر والخدمة الروحية”.
كما ناشدت الأسرة الملك باعتباره الضامن لوحدة الأمة والمرجعية الدينية العليا، التدخل لتثبيت الاختيار الشرعي والقطع مع ما وصفته بـ”محاولات الركوب على الزاوية لأغراض شخصية أو سياسية”.
هذه الرسالة لم تأت بمعزل عن حرب البيانات والتصريحات التي شهدتها الأسابيع الماضية، إذ أصدر كل جناح من العائلة بيانات يعلن فيها عن “الوارث الشرعي” استنادا إلى روايات مختلفة حول وصية شيخ الطريقة. وهو ما جعل المراقبين يرون في هذه الأزمة تحولا خطيرا قد يهدد صورة الزاوية القادرية البودشيشية.
هذا ورصد متتبعون للشأن الديني أن استمرار الخلاف قد يفضي إلى انقسام فعلي داخل المريدين بين “أجنحة” مختلفة، بما قد يضعف الزاوية، خصوصا مع الاتهامات المتكررة لبعض القيادات البودشيشية باستعمال رمزية الزاوية ونفوذها الروحي لأغراض ضيقة.




