صعود اليمين المتطرف.. سيغرق الأوروبيون في حروب قومية ودينية

هوية بريس – إدريس الكنبوري

ما أذاقه الأوروبيون للعرب والمسلمين والأفارقة سوف يذوقونه عما قريب. سوف يصعد اليمين المتطرف في جميع الدول الأوروبية ويبدأ إحياء الماضي القومي لكل بلد أوروبي ويغرق الأوروبيون في حروب قومية ودينية تأكل الأخضر واليابس والطازج.

هذا واقع سيحصل بالتأكيد لا مفر منه؛ نيكولاس ساركوزي نفسه قال قبل أشهر إن أوروبا ستعود إلى الهمجية. الذي ينظر فقط إلى اللحظة مثله مثل البقرة؛ رأت العشب ولم تر الحافة.

أوروبا قارة مليئة بالمظالم والجثث؛ لكن الأوروبيين نسوا ذلك الماضي بسبب النعيم المؤقت والرفاه الاقتصادي والفلسفات الفارغة. لا يوجد بلد أوروبي اليوم ليس لديه أرض مغتصبة من طرف بلد آخر؛ إلا القليل؛ وذلك بسبب الحروب والنهب والسلب وغلبة القوي على الضعيف. ألمانيا لديها أراض تسيطر عليها فرنسا وبولونيا منذ معاهدة فرساي التي تعرضت فيها ألمانيا للافتراس؛ خسرت ألمانيا فيها مناطق وخسرت فيها مئات الآلاف من الألمان صاروا تحت دول أخرى؛ ومع ذلك يتحدث الأوروبيون عن الأكراد ويحيون النزعة الأمازيغية في البلاد العربية وينسون أنهم ينامون فوق نزعات بركانية.

بلغاريا فقدت أراض لصالح صربيا ورومانيا؛ ويعيش أكثر من ثلاثة ملايين هنغاري في بلغاريا في أرضهم التي سرقت.
إسبانيا تسيطر على أراض برتغالية مما قلص حجم البرتغال لصالح إسبانيا. والأمثلة كثيرة.

ما حاول أن يقوم به هت؛لر وموسوليني في الثلاثينات والأربعينات وفشلا فيه لم يمت نهائيا؛ بل سوف يظهر من يعيد إحياءه من جديد. حاول الاثنان الانتقام وضم بلدان أوروبية إلى ألمانيا وإيطاليا لكن التحالف الأوروبي ضدهما أفشل محاولاتهما.

الأوروبيون فكروا في طريقة بدت لهم ذكية لدفن الماضي وهي انشاء الاتحاد الأوروبي؛ وإشغال الأوروبيين بأمور التنمية الاقتصادية ومحو الحدود والعملة الموحدة وسهولة الانتقال؛ لكن أين التاريخ الوطني؟ هل يستطيع الاتحاد الأوروبي القضاء على التاريخ الوطني لكل شعب ورموزه الدينية والوطنية ولغته القومية وأضرحته وكنائسه؟ وماذا عن البروتستانتية والكاثوليكية اللتين تقاتلتا حتى سالت الدماء أنهارا؟

أوروبا سوف ترجع إلى التوحش قريبا؛ أوروبا توحشت في مواجهة العرب والمسلمين وآن لها أن تتوحش مع بعضها؛ ونحن توحشنا أن نراهم يلهيهم الله عن غيرهم ويفتنهم فيما بينهم.