صفقة القرن.. إلغاء حق العودة ومصطلح احتلال
هوية بريس – وكالات
في مقال حمل عنوان كيف تقوم الولايات المتحدة بتهميش قضية اللاجئين الفلسطينيين نشره موقع ميدل إيست آي البريطاني، يقول الكاتب كامل هواش إن الولايات المتحدة تواصل العمل على إنجاز ما يسمى “صفقة القرن” لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي دون مشاركة الفلسطينيين.
ويشير كاتب المقال -وهو أكاديمي بريطاني من أصل فلسطيني- إلى أن واشنطن تسعى من خلال سلوكها إلى إخفاء مصطلح الاحتلال، كما أنها حولت تركيزها إلى إخفاء قضية اللاجئين الفلسطينيين من القضايا التي يتعين حلها.
ويذكر أن السفير الأميركي في إسرائيل ديفد فريدمان كتب إلى وزارة الخارجية الأميركية في ديسمبر/كانون الأول الماضي طالبا منها التخلي عن المصطلحين “الاحتلال” و “الأراضي المحتلة من قبل إسرائيل”، واقترح استخدام مصطلح “الضفة الغربية”، الذي وصفه بأنه “أكثر حيادية”.
كما أن فكرة فريدمان –المعروف بدعمه للاستيطان ورفض حل الدولتين- تقوم على عدم الاعتراف بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، والعمل على توطينهم في الدول التي يقيمون بها.
وبهذا الصدد فإن السفير الأميركي يرفض تعريف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لكلمة لاجئ، الذي ينص على أن أحفاد اللاجئين الفلسطينيين مؤهلون للتسجيل في سجلات الوكالة على أنهم لاجئون.
وعلى ذلك، فإن الإدارة الأميركية سعت في إطار مساعيها لإنهاء الصراع إلى نهج مزدوج يتضمن حرمان الوكالة من مخصصاتها وإزالة قضية اللاجئين استجابة لمطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يرى أن أونروا تساهم في إبقاء قضية اللاجئين.
أزمة وجود
وأدى وقف الدعم الأميركي للوكالة إلى خلق أزمة كبيرة تهدد وجودها، وفقا للمتحدث باسم أونروا سامي مشعشع، الذي قال إن ميزانية الطوارئ لقطاع غزة والضفة الغربية قد “اختفت تقريبا” بسبب التخفيضات الأميركية.
لكن الوكالة واصلت عملها، مما دفع المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط جاريد كوشنر إلى توجيه رسائل بالبريد الإلكتروني لكبار المسؤولين في الإدارة الأميركية يقول فيها إنه “من المهم أن يكون هناك جهد صادق ومخلص لتعطيل الأونروا، فهي تديم الوضع الراهن، وهي فاسدة وغير فعالة ولا تساعد على السلام”.
كما كشف مسؤولون فلسطينيون أن كوشنر ضغط على الأردن في يونيو “لتجريد أكثر من مليوني فلسطيني مسجل من وضعهم كلاجئين بحيث لم تعد الأونروا بحاجة للعمل هناك”.
وبهذا الصدد يقول المدير العام لمنظمة حقوق اللاجئين في لبنان علي هويدي إن اللاجئين الفلسطينيين في الأردن يشكلون أكثر من 40% من اللاجئين في مناطق عمليات الأونروا.
وأضاف أنه إذا توقفت الوكالة عن تقديم هذه الخدمات، فسينقل اللاجئون الفلسطينيون إلى مفوضية اللاجئين، التي بدورها ستسعى إلى إعادة توطينهم في دول ثالثة، وعندما يُمنحون الجنسية، فإن وضعهم كلاجئين ينتهي.
ويشير هويدي إلى رفض كل من الأردن ولبنان إلغاء عمل أونروا، مضيفا أن عمان تنظر إلى الوكالة بأنها “شريك إستراتيجي مهم”، بينما أكد المسؤولون اللبنانيون إلى أن الدولة لا تستطيع أن تضطلع بدور الوكالة خاصة في مجالي التعليم والصحة، حسب الجزيرة.