صلاح الوديع باكيا: “قلال قلال حنا، ما فينا ما يتقسم”
هوية بريس – الزبير الإدريسي
هكذا ختم صلاح الوديع فيما يشبه البكاء، تدوينة على صفحته الفيسبوكية، معلقا على التطاحن الذي أثارته عنجهية المدعو يوسف زيدان، وعوض أن يتضامن صلاح الوديع مع ياسين عدنان، اختار الهروب إلى الأمام، متباكيا على حجم العلمانيين الاستئصاليين الذي لايسمح بالانقسام والتشرذم، وحضورهم الباهت وسط المجتمع، إدراك صلاح الوديع لحجمه وحجم طائفته، ومدى تأثير خطابه، وفشل مشروعه، يجب أن يحيى عليه.
الإدراك نفسه انتبه إليه هذا الصباح القاضي المعزول محمد الهيني الذي دون هو الآخر تدوينة أشبه بالاعتذار، للمجالس العلمية بعد أن وصفها بكل وقاحة وقلة أدب بالإرهابية والمتطرفة، معتقدا في حالة سكر، أنه حكم المغرب، وبسط علمانيته الاستئصالية على ربوعه، وحان وقت القصاص ومحاكم التفتيش للفقهاء والعلماء وكل من تشتم منه رائحة التزام أو تدين.
واستغرب كل من تابع فيديو الهيني، للغة الاستئصالية الإقصائية الهجومية التي اتهم بها القائمين على الشأن الديني الرسمي، متدخلا في اختصاصاتهم فارضا عليهم بكل ديكتاوترية وعنجهية، وصايته ونظرته ورؤيته، عنجهية لا تختلف عن عنجهية يوسف زيدان، إذ يبدو أن داء هؤلاء العلمانيين الاستئصاليين واحد، ومرضهم متشابه.
ورغم إدراكهم لحجمهم الضئيل الذي لايكاد يرى، إلا أن هذه الفئة الاستئصالية من العلمانيين، تناضل من أجل سلطة الأقلية وديكتاتورية النخبة، والتغيير القسري لقناعات المجتمع، وفرض رأيها الأحادي، غير مكترثة لا بمجتمع ولا بثقافته ومعتقداته ودينه، وهو ما عبرت عنه بكل نزق، زينب بنموسى في تدوينتها التي جرت عليها مشاكل كثيرة. حين قالت أنها لاتكترث لأغلبية المسلمين ولا لدينهم ولا لمقدساتهم وإلههم وقرآنهم. فما أحوج العلمانيين الاستئصاليين لإدراك حجمهم وحجم مشروعهم المنبوذ، والذي عبر عنه بكل ألم وحسرة صلاح الوديع في تدوينته التي قال فيها:
“تمنيت من كل قلبي ألا يتطور أمر تسيير ندوة فكرية – من أجل إشعال أو إطفاء سيجارة – إلى تراشق بدأه للأسف أديب نقدره كثيرا هو يوسف زيدان. ولا يمكن تحت أي ذريعة أن نتفهم التدوينة التي نشرها على صفحته وحاول فيها النيل قصدا من شخص ودور وإبداع الصديق ياسين عدنان، الذي يكفيه اسمه ليدافع عنه، دون تدخل من أحد.
كنت أتمنى كذلك أن أكتشف سلوكا متواضعا من أسماء مصرية. فالسمو مقترن بالتواضع مهما علا شأن صاحبه. كل التفاصيل الأخرى تفاصيل. وفي اعتقادي العميق، في البداية والنهاية نحن بحاجة إلى كل الأسماء التي تنتمي إلى الأسرة التنويرية، أكان في المغرب أو مصر، من أجل مواجهة الموجة السوداء المتربصة”.