(صوتي) .. د. نجاري الخطيب الموقوف ببركان: أستغرب سرعة اتخاذ قرار توقيفي.. وأنا لم أهاجم حكام السعودية
هوية بريس – إبرهيم الوزاني
أكد خطيب مسجد عمر بن الخطاب بمدينة بركان عبد الحميد نجاري أن توقيفه بداية الأسبوع المنصرم من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية كان بسبب ما اعتبرته تهجما على الدولة السعودية، فيما نفى هو ذلك معتبرا أن سوقه لحادثة تاريخية هو لأخذ الدروس والعبر، كما أشار إلى أن قرار توقيفه تم خلال يوم عطلة!
الخطيب النجار قال في تصريح صوتي لموقع «أوريزون تيفي»: “بخصوص حيثيات هذا التوقيف، أنا يوم الجمعة اليوم الثاني بعد عيد الأضحى ألقيت خطبة عن أيام التشريق، وما يتعين على المسلم فعله واعتقاده في هذه الأيام المباركة، ثم تحدثت في الخطبة الثانية بمقدمة واضحة عن حادثة أو عاصفة ضربت مكة وعرت الكعبة، واقتلعت الخيام، وحملت الزرابي.. كما ظهر في المقاطع.
ثم قلت أن مثل هذه الحادثة كيف قرأها علماء التاريخ، وهو أنه في سنة 644 وقعت نفس الحادثة، فكيف قرأها العلماء، وكان في ذلك الزمان وقع ظلم من بني العباس، حتى أن الخليفة لم يعد يحج، وظلم.. حتى سلط الله على الأمة التتار (والذين يدسرون التاريخ يعرفون ماذا فعل التتار في هذه الفترة)، فماذا قال الحافظ ابن كثير؟ قال: “إن هذه الحادثة اعتبرها الناس في ذلك الوقت فأل على زوال دولة بني العباس، ومن يفرح لزوال دولة العباس؟ إنما لزوال دولة الظلم، وكذلك منذر بما سيقع من بعد من كائنة التتار” (البداية والنهاية).
السؤال الذي طرحت: هو كيف نقرأ نحن الحادثة التي وقعت في مكة؟ كيف يقرأها العقلاء والحكماء
كيف يقرؤون هذه الحادثة والعاصفة الشديدة التي عرت الكعبة ورأى العالم جدرانها ولم يسبق لنا أن رأيناه من قبل، فلم أتعرض ولم أتطرق لحكام السعودية، ولا استنتجت أنه فأل على زوال حكمهم، ولا كان زجا بالخطبة في مواضيع سياسية كما جاء في القرار (هذه واحدة).
الجمعة مساء، اتصل علي السيد مندوب الشؤون الإسلامية، يقول لي أن هناك “أمر من فوق، يعني أوامر عليا” حول خطبة اليوم، قلت له: خطبة اليوم مسجلة، وها هي في وسائل الاتصال الاجتماعي، فقال لي: هل أرسل لك مرشدا دينيا ليستمع إليك، فتروي له وقائع هذه الحادثة، وهذه الخطبة، قلت له: أنا في مكان بعيد، قال لي: أرسل لك المرشد الذي في المكان الذي أنت فيه”، فقلت له: أخي الكريم أستاذ هؤلاء المرشدين الدينيين لا نجعل منهم مرشدين أمنيين، هذه المسألة تتعلق بالإدارة وبك وبي، فقال لي: هل يمكن أن تزورني: قلت نعم. فقال: ايتيني بنسخة من الخطبة.
يوم السبت، ثم الأحد، يوما عطلة، ذهبت إليه يوم الإثنين صباحا، دخلت إلى مكتبه وقدمت له الخطبة في قرص مدمج، فتسلمه، ثم قد لي استفسارا، فقلت له يا أستاذ أنا منذ ثلاثين سنة وأنا أشتغل، ما تسلمت استفسارا واحدا، إنما استلمت تنويهات تشجيعات تقديرات”.
بعد ذلك، استغرب الخطيب السرعة التي تم بها أخذ قرار التوقيف ضده، مرجخا أن يكون اتخذ في يوم عطلة، كما استغرب الضجة الأمنية التي رافقت القضية.
مضيفا في ذات المقطع “فسوقي لحادثة تعرية الكعبة، هو من باب ذكر واقعة تاريخية وأنا أسقرئ التاريخ ليأخذ الناس العبرة والدرس مما يقع.. ولم يخطر ببالي مطلقا حكام السعودية، باعتبار أن الكعبة والمدينة من شعائر المسلمين وفي قلوب المسلمين جميعا”.
بعد ذلك أكد “أن ملك العربية السعودية هو خادم الحرمين”، ثم قال “أنا أعرف العلاقة التي تربط بين الممكلة المغربية والمملكة السعودية، وأعرف مدى هذه العلاقة الاستراتيجية والمصالح التي تربط هذا البلد (المغرب) بالمملكة العربية السعودية، فما تحدثت عن أحداث ولا عن سياسة، ولا تعرضت لجهة معينة، وإنما هذه تأويلات تخالف الحقيقة..”، متسائل بأسف “وليس هذا هو الجزاء الذي أناله بعد كل هذه السنين من أداء الرسالة؟!”.
ثم بيّن الدكتور نجاري أنه “كان ينبغي للإنسان أن يستدعى (من طرف الوزارة) وينبه، لقد فعلت كذا وكذا..”، مردفا باستغراب “مباشرة من الرباط، التوقيف!!”، ومتسائلا “فأين السلطات المحلية؟ وهل وقع التنسيق بين الجهات المعنية؟ ما هي الجهات التي استدعتني لاستفساري عما وقع؟”.
موضحا في الأخير “أن تقديم الاستفسار لا معنى له، وأنه كان ينبغي للمندوب أن يستمع للقرص الذي به الخطبة، ومنه يستنتج.. لكن الأمر كان قد جاء من الرباط!! حسبنا الله ونعم الوكيل”.
يشار إلى أن قرارا وزيريا صادرا عن أحمد التوفيق، بتاريخ 27 غشت 2018، ذكر: “أن السيد عبد الحميد نجاري، خطيب مسجد عمر بن الخطاب، التابع للمندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية ببركان، زج بخطبة الجمعة 24 غشت 2018، في مواضيع تكتسي طابعا سياسيا، مما يتنافى والحياد الواجب توفره في القيمين الدينيين، المنصوص عليه بالمادة السابعة من الظهير الشريف رقم 1.14.104”.
وأضاف القرار “وحيث إنه تم توجيه استفسار للمعني بالأمر فرفض تسلمه حسب كتاب المندوبية عدد 869 بتاريخ 27/08/2018، قرر ما يلي:
ينهى تكليف السيد عبد الحميد نجاري.. من مهمة الخطابة بمسجد عمر بن الخطاب..”.
وزارة الأوقاف.. السياسة توقف د. عبد الحميد نجاري خطيب مسجد عمر بن الخطاب ببركان (وثيقة)
زجَّ بالخطبة في مواضيع تكتسي طابعا سياسيا. تريدون من الخطيب أن يتكلم عن الأمور التافهة (الرضاعة. قانون السير. المناسبات التي لا روح فيها…. ).ألم يمارس النبي صلى الله عليه وسلم السياسية منذ بعثته. جهاد و دعوة و توجيه و مجابهة المنافقين و تكوين الدولة الإسلامية. …
نعم هذا هو مغربنا الاسلامي وباذن هذا العري الذي نراه والصد عن سبيل الله هو انذار..
النبي لم يمارس السياسة التي هي الصراع على السلطة.كان يمارس التزكية والتعليم وجهاد نشر الدعوة وسط الوثنيين..وهل في يوم العيد يتطرق الخطيب لتأويل الرياح التي ضربت الكعبة ويعطيها تفسيرا خاصا؟ ما حاجة المصلين الى ذلك.ماذا تنفعنا في تديننا؟مع إحترامنا لرؤية الخطيب .ولكن هذه المواضيع لها مجالس خصوصية..وهل نضيف حتى المسجد في صراعاتنا السياسية بحجة ان الاسلام لافرق فيه بين الدين والسياسة.ولكن الم نشغل جميع الصحف والمجلات والمواقع والمقاهي والجلسات الخصوصية بالكلام في السياسة ولم يبقى لنا الا المسجد
الأستاذ الكبير الأخ الكريم الدكتور عبد الحميد النجاري من خيرة الناس و لا نزكي على الله أحدا عرفته في مدينة ميدار لسنتين فقط لكن كانت كافية لأكتشف طاقة تعج بالإيمان و الإجتهاد في الدعوة إلى الله تعالى مضحيا في سبيل الله بكل ما يملك . ولعله خير تأتي هذه الحادثة لتنضاف إلى ميزان حسناتك إنشاء الله تعالى . هؤلاء الناس يريدونها علمانية بتكميم الأفواه و تحديد المواضيع سلفا لمحاصرة الخطيب في ميدان لا يبرح الحديث عن الوضوء و الصلاة و الترقيع – على أهميتها طبعا- و هذا كله خوفا من نشر الوعي , نقول لهم و الله إنكم و اهمون ففضاء الأنترنيت الذي غزا معظم البيوت لم يترك لكم مجالا للتحكم وفرض رؤاكم العاجزة مسبقا. الله غالب على أمره.