صور الاستجابة لنداء التراحم
هوية بريس – خالد مبروك
استجابة لنداء الإغاثة و التراحم و التكافل بين المسلمين، في حادثة زلزال المغرب، خرج المغاربة الأغنياء و الفقراء، الصغار و الكبار، الرجال و النساء، ليتقاسموا ما عندهم من مال أو متاع مع إخوانهم المتضررين من أحداث الزلزال في إقليم تارودانت و إقليم الحوز و ورزازات و شيشاوة و غيرها من المناطق المتضررة.. منهم من أنفق أكثر من مليارين من ماله الخاص، و منهم من وعد بإعادة بناء قرية بمسجدها و منازلها، و منهم من جاء بحفنة شعير من بيته، و منهم من جاءت بقنينة زيت، و من جاء بعلبة شاي، و منهم من جاء بعشرات الحلويات لإدخال السرور على الأطفال ، و منهم من لم تجد شيئا تقدمه إلا خاتمها في أصبعها، و منهم الطفل الصغير الذي أعطى حصالة نقوده بما فيها … صور عظيمة من صور العطاء في مغربنا الحبيب.
هذا يذكرنا بصحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم عندما استجابوا لنداء النبي صلى الله عليه و سلم لما قال لهم :” من جهز جيش العسرة فله الجنة “.. استجاب لندائه كل الصحابة الكرام حتى الذين لا يجدون ما ينفقون.
– تصدق أبو بكر الصديق رضي الله عنه بماله كله.
– تصدق عمر بن الخطاب رضي الله عنه بنصف ماله.
– تصدق أبو عقيل رضي اللّه عنه بنصف صاع من تمر.
– و بكى أناس لم يجدوا ما ينفقون ، قال تعالى :” ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون(٩٢) “سورة التوبة .
– أما علبة بن زيد بن الحارث رضي الله عنه فلم يجد شيئا يتصدق به فقال :” اللهم إنه ليس عندي ما أتصدق به، اللهم إني أتصدق على كل مسلم بكل مظلمة أصابني فيها من مال أو جسد أو عرض”.. تصدق على الناس بعفوه عن كل من ظلمه في ماله و جسده و عرضه..
فلما أصبح مع الناس، قال النبي صلى الله عليه وسلم:” أين المتصدق بعرضه البارحة ؟ فقام علبة رضي الله عنه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:” أبشر فوالذي نفسي بيده لقد كتبت في الزكاة المتقبلة” رواه البيهقي و صححه الألباني.
و في ترجمته يقول أبو نعيم في ” معرفة الصحابة” : علبة بن زيد الأنصاري الحارثي أبو محمد، له صحبة، المتصدق بعرضه على الناس”.
– أما أهل النفاق فتجد أساليبهم متنوعة في التشويش على المسلمين، و من بين أساليبهم السخرية و الاستهزاء، قال تعالى :” الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم(٧٩)” سورة التوبة ( 79 )
سيسجل التاريخ أحداث زلزال صفر 1445 الموافق ل شتنبر 2023 العظيمة، و سيذكر الناس عظمة المغاربة في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم..
تقبل الله منا و منكم.