ضرورة العمل السياسي
هوية بريس – يوسف بن العيساوي
العمل السياسي من الحاجيات وليس من الكماليات وذلك للأسباب التالية:
– كل القرارات المصيرية التي تهم المواطنين تمر عن طريق المؤسسات السياسية الدستورية وهي: الجماعات، البرلمان، الحكومة…
– اتخاذ القرارات لا يكون عن طريق وسائل الإعلام أو الندوات الفكرية أو غيرها، بل يكون عن طريق التصويت في البرلمان والمؤسسات الدستورية الأخرى..
أما فساد العمل السياسي فلا يعتبر أبدا مبررا للعزوف عن السياسة…واستفحال الفساد السياسي سببه عزوف الصالحين عن العمل السياسي وتركهم الساحة مشرعة أمام الفاسدين ليصولوا ويجولوا كما يحلو لهم…
وهناك طائفة أخرى تتحدث عن مفهوم/التمكين/، أي أن الله عز وجل سيمكن لعباده الصالحين في الأرض ليسودوا فيها… فلذلك هم يرون أنه لا داعي لممارسة السياسة لأن الله سيتكلف بكل شيء، فيجلسون ويتكاسلون ويتقاعسون ويغضون الطرف عن الفساد…
والأغرب من هذا أن هؤلاء حينما فاز/أردوغان/ في الانتخابات فرحوا فرحا عظيما… وتناسوا أن/أردوغان/حقق كل تلك الانجازات العظيمة بالانخراط في العمل السياسي، ومواجهة العواصف والزوابع، وأخذ بالاسباب وعوامل القوة ليحقق ما حققه…
واليوم في بلادنا يتباكى الناس على ضياع اللغة العربية ،واستهداف الإسلام ،وهم يتناسون أن العربية تم استهدافها عن طريق التصويت في البرلمان.
كما أن مدونة الأسرة الجديدة التي يتم الترويج لها حاليا من طرف الحكومة سيتم تمريرها أيضاً عن طريق التصويت في البرلمان….
فمادام الأمر كذلك لماذا لا يتكتل الصالحون، ويدخلون العمل السياسي أفواجا أفواجا لقطع الطريق أمام من يستهدف هويتهم؟!!!
أما الصراخ في وسائل الإعلام فلن يجدي نفعا أيها السادة…
والله المستعان…
