طبيبة تدفع مواطنا من وزان لمراسلة وزير الصحة بسبب الإهمال الذي يعانيه أخوه وسوء المعاملة التي يتلقاها
الزبير الإدريسي – هوية بريس
توصلت “هوية بريس” بشكاية من السيد جواد زروال، موجهة لوزير الصحة، يعرض فيها حالة أخيه سعيد، وهو شخص مريض بالقصور الكلوي مهدد بالموت في أي لحظة جراء حالته الصحية المتدهورة.
سعيد ورغم توفره على رسالتين استعجاليتين، الأولى من مستشفى ابن رشد، والثانية من المستشفى المتواجد بمدينة شفشاون، تنصان على ضرورة القيام بتصفية الدم، وعلى الرغم من امتلاكه بطاقة الراميد ورغم توفر مستشفى مدينة وزان على مركز خاص بتصفية الدم وطبيبة متخصصة في ذلك الا ان هذا المريض لم يستفد من حقه في العلاج مما جر على عائلته مصاريف ضخمة لا قبل لهم بها لتغطية نفقات نقله لمدينة القنيطرة للقيام بالتصفية.
الشكاية رغم انها تتحدث عن حالة معينة، إلا أنها تعكس الوضع الكارثي الذي يعيشه مركز تصفية الدم بوازان، وهي الوضعية التي بدأت تقلق الفاعلين الحقوقيين، وأصبحت محط اهتمام الإعلاميين، نترككم مع مقتطفات من الشكاية، حيث يقول جواد متحدثا عن أخيه سعيد:
وقد بدأ العلاج بمستشفى سانية الرمل بحصص تصفية الدم لمدة ستة عشر يوما، وبما أن المستشفى بهذه المدينة لا يملك التجهيزات اللازمة لهذا المرض طلبت الدكتورة المشرفة عليه بنقله الى المستشفى الجامعي، فاضطررت إلى نقله الى مستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء على وجه السرعة، الذي مكث به خمسة عشر يوما… في نهاية المطاف قامت الدكتورة العلوي بتسليمي رسالة عاجلة مضمونها إلزامية إدخال المريض إلى مركز تصفية الدم بمدينة وزان لتتمة العلاج، ومن هنا بدأت المعاناة الحقيقية المتجلية في اللامبالاة والتعسفات الممارسة من طرف القائمين على المركز فمنذ نقل المريض اليه لم نجد الطبيبة (الدكتورة سهام) المسؤولة عن العلاج بالمركز الذي استمر غيابها مدة أربعة أيام الأمر الذي أدى الى تدهورا حالة المريض بشكل كبير حيث من المفترض أن نسلمها الرسالة يوم 06/10/2017.
وبعدما عاودنا زيارة المركز لمرات متتالية وجدنا الطبيبة المسؤولة، وقمت بتسليمها الرسالة مرفقة بملف طبي الذي يوصي و يلزم المركز بإجراء عملية تصفية الدم بشكل فوري، لكن بشكل غير مبرر وغير مهني و لا انساني، رفضت بشكل قاطع وضربت بعرض الحائط الرسالة وامتنعت الكشف عن المريض بل حتى رؤيته، -وهذا ما يخالف جميع القوانين المنظمة لمهنة الطب- و بعدما أصررنا على حقنا ردت بصريح العبارة ( سيرو دعيوني سيروا عند الوزير الوردي هو المسؤول و انا ماشي الوزارة…).
وبعد هذا الرفض و التعنت الغير المفهوم و المبرر رجعنا خائبين الى المسكن و المريض في حالة خطيرة جدا، بعدها كررت الزيارة الى المركز لمدة أسبوع أسأل عن الدكتورة سهام فتخبرني الممرضة المشرفة على المركز بأنها غير موجودة ومسافرة، ونتيجة هذا الإهمال وعدم المسؤولية تراجعت حالة المريض بشكل مقلق للغاية و معاناة أسرته، وقد لجأنا الى طرق مختلف الأبواب من أجل إنقاد أخي لكن دون جدوى فقمت بالاتصال برئيس المجلس البلدي بمدينة وزان المسمى عبد الحليم العلوي باعتبار المجلس تربطه بالمركز عقد شراكة فقام بالاتصال برئيس الجمعية السيد بن عمار محي الدين المشرف على تسيير المركز لكن دون نتيجة، وبعدها التجأت ألى السيد مندوب وزارة الصحة من أجل إطلاعه على المشكل الذي يتخبط فيه أخي فرد قائلا ( حتا يموت شي واحد عاد نداخلوا خاك ماعندي ماندير ليك المشكيل في الوزارة مشي في أنا) وبعدها طلب مني رقم هاتفي الشخصي ومن حينها لم يتصل الى حد كتابة هذه الشكاية.
ولما شعرت بخطورة الحالة التي وصل اليها المريض قمت بنقله على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي بمدينة وزان فكشف عليه السيد الدكتور هشام مدير المستشفى حيث قام باستدعاء الدكتورة سهام غير أنها اجابت بانها حامل ولا تستطيع المشي … و أمام هذا الوضع الخطير و الأبواب المسدودة قمت بنقل أخي بشكل مستعجل الى مدينة القنيطرة (مصحة ميموزة مركز تصفية الدم).
وبعد حوالي شهر من العلاج في المصحة المذكورة وتحسن حالته بشكل ملموس كلفت العائلة مبالغ كبيرة توصلت باتصال هاتفي من مركز تصفية الدم بوزان يخبرني بإعطاء حصة تصفية الدم وذلك يوم 30/10/2017 وكان هذا تحولا أسعد كل أفراد الأسرة وخاصة استبشارهم بتخفيف العبء المادي والمعنوي، إلا أنه بعد استفادته من الحصة حصل مالم يكن في الحسبان حيث تعرض لانتكاسة صحية خطيرة دخل على إثرها في حالة غيبوبة وبعد استفسار الطبيبة عن الوضع قامت برفض الإجابة على أسئلتي و بالتالي طردي من المكتب بأسلوب مستفز واحتقار كبير…. والحوار مسجل في شريط سنرفقه بهذه الشكاية.
وأمام هذا الوضع المزري قررت نقل المريض الذي يوجد في حالة غيببوبة نتيجة عدم الاهتمام و الإهمال الى المستشفى الإقليمي بمدينة شفشاون حيث تلقى الإسعافات الضرورية لمدة ثلاثة أيام، و بعد تحسن وضعه الصحي كتبت الدكتورة رسالة توضح حالته الصحية لتسليمها إلى مركز تصفية الدم بوزان حيث تكرر نفس السيناريو الذي لاقته الرسالة السابقة، إذ لم نجد الدكتورة سهام بالمركز اثناء وقت العمل (الساعة 10 صباحا) لنواجه بتعنيف جديد من طرف الممرضة فاطمة الزهراء التي تصرفت بطريقة غير مهنية ولا تمت للمهنة باي صلة دفاعا عن غياب الدكتورة سهام وقالت: (خاك معندوش بلاصتو هنا انا ليكنقرر انا لي كاندخال و نخارج…) وضربت عرض الحائط حالة المريض المستعجلة التي يجب مراعاتها، و في الأخير لازال المريض يعاني في صمت و مازالت العائلة تتحمل مصاريف وتكاليف التصفية خارج المدينة.
وعليه وامام الوضع المزري و الكارتي الذي يعيشه مركز تصفية الدم بوزان نتيجة الإهمال و عدم مبالاة المسؤولين و العاملين و مسيري المركز توفي ستة أشخاص خلال شهر و الحصيلة في تزايد مستمر ولكي نحيطكم علما فقد أصبحنا نخشى من الوضع الكارثي و لا انساني لهذا نلتمس من الجهات المعنية التدخل الفوري و المسؤول لانقاد ما يمكن إنقاده في القريب العاجل و محاسبة المسؤولين عن هذا الوضع الكارثي بالمدينة، و أدام الله إحساس صاحب الجلالة بالمواطنين والمواطنات بعد ربطه المسؤولية بالمحاسبة و محاربة الفساد داخل الوطن.