طبيب بريطاني: دول أوروبا تحاول إسكات الشهود على الإبادة بغزة
هوية بريس – وكالات
قال الجراح البريطاني فلسطيني الأصل، غسان أبو ستة، إن الدول الأوروبية تحاول إسكات الشهود على الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
جاء ذلك في تصريح للأناضول عقب منع السلطات الهولندية أبو ستة من دخول البلاد، في إجراء مماثل سبقتها إليه كل من ألمانيا وفرنسا وتطرق خلاله للأزمة الإنسانية في قطاع غزة.
وأبو ستة رئيس جامعة غلاسكو، ذهب إلى قطاع غزة في 9 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي وعمل هناك لمدة 40 يوما قبل أن يغادر.
وأوضح الطبيب أنه تلقى دعوة لحضور فعالية أقيمت في مجلس الشيوخ، الغرفة العليا للبرلمان الفرنسي، للإدلاء بشهادته في غزة، وعندما وصل إلى مطار شارل ديغول في باريس، أخبره موظفو الجوازات أنه “ممنوع من دخول جميع دول منطقة شنغن وهذا الحظر فرضته السلطات الألمانية”.
وأشار أبو ستة إلى أنه تم نقله لاحقا إلى مركز الشرطة في المطار وبقي هناك حتى نهاية اليوم، مبينا بالقول: “الآن أحاول محاربة الحظر الذي ينطبق على القارة الأوروبية بأكملها”.
وأكد الطبيب أن السلطات الألمانية لم تبلغه بذلك عندما تم منعه من دخول برلين قبل نحو أسبوعين، وذكر أنه تم إخباره فقط بأنه ممنوع من دخول ألمانيا لمدة شهر، وأن الوثائق التي أعطيت له ولمحاميه كانت في هذا الاتجاه.
وعن أسباب منعه من الدخول أفاد: “يفعلون ذلك لأنه من عمل المجرمين الذين هم طرف في الجريمة، وعندما تكون طرفا في الجريمة فإنك تحاول إسكات الشهود ودفن الأدلة، هذا ما يحاولون القيام به”.
وأردف: “إنهم يحاولون إسكات الشهود الذين شهدوا العديد من هذه الجرائم وخاصة في ألمانيا، ولهذا السبب لا يريدونني، يريدون أيضا التأكد من أنني لا أتحدث في أي دولة أوروبية”.
وأوضح الطبيب قائلا: “لا أستطيع أن أفعل أي شيء الآن سوى استئناف القرار أمام المحاكم الألمانية، وهو ما نقوم به حاليا”.
ولم يسمح لأبو ستة بدخول فرنسا في 4 أيار/مايو الجاري بسبب الحظر الذي فرضته ألمانيا، وحضر الفعالية التي أقيمت في مجلس الشيوخ عبر تقنية الفيديو، وغادر فرنسا لاحقا بتذكرة اشتراها بشكل شخصي.
وبعد ألمانيا وفرنسا، أعلنت السلطات الهولندية أمس أنها لن تسمح للجراح أبو ستة بدخول البلاد.
وحول الأوضاع بمشافي قطاع غزة قال: “أصبح مستشفى أبو يوسف النجار (في رفح)، أحد المستشفيات القليلة جدا في المنطقة مهجورا الآن، وهذا يعني أن غزة بأكملها لديها الآن مستشفى واحد وهو المستشفى الأوروبي، ويضطر الناس إلى الهجرة مرة أخرى ولكن لا يوجد مكان للذهاب إليه”.
وأكمل: “حتى المناطق التي يقول الإسرائيليون إنها آمنة تتعرض للقصف اليوم، وتحاول المنظمات الإنسانية إخراج فرقها، ولا يوجد دخول للمساعدات لأن الدبابات الإسرائيلية موجودة داخل بوابة رفح الحدودية”.
وختم بالقول: “تواصل إسرائيل ارتكاب الإبادة الجماعية بالتواطؤ مع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وجميع هذه الدول، يمكنهم وقف هذه الحرب والإبادة الجماعية إذا أرادوا ذلك، لكنهم لا يريدون ذلك”.
ومنذ 7 أكتوبر تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا معظمهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن دمار شامل وهائل في البنى التحتية والمباني، ما تسبب بكوارث وأزمات إنسانية.
وتواصل إسرائيل حربها رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، ورغم طلب محكمة العدل الدولية منها اتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني بغزة، وفقا للأناضول.