طفل مغربي يُبهر مواقع إلكترونية كبيرة.. وشركات عالمية تتهافت على خبرته
هوية بريس – متابعات
إيمانا من الطفل المغربي، ريان أيت الطاهر، أن ما من موقع إلكتروني أو نظام معلوماتي إلا وفيه ثغرة يمكن النفاذ منها إليه، وبفضل ما راكمه من معرفة لم تؤت حتى لبعض الكبار ممن خبروا عالم المعلوميات، استطاع أن يكشف ثغرات في مواقع كبيرة عبر العالم، وضعته في قلب اهتمام شركات عالمية.
نبوغه في مجال المعلوميات مكن الطفل ريان أيت الطاهر، من الفوز بمجموعة من المسابقات الدولية في مجال الأمن السيبراني. فقد أفلح في اختراق الموقع الرسمي للاعب الكرة الشهير البرازيلي نيمار واخترق الموقع الرسمي لأشهر شركة نقل بضائع في العالم. إنه اختراق محمود، يرمي إلى العثور على الثغرات من أجل توفير حماية أكبر.
أمس الثلاثاء السادس من فبراير، نظمت مدرسة ابن حزم بمنطقة الهراويين في الدارالبيضاء، حفلا بمناسبة اليوم العالمي لإنترنت أكثر أمنا، شمل دورات تحسيسية للتلاميذ، وعرف حضور نجم صغير، يعتبر قدوة، ليس فقط لأقرانه، بل للكبار أيضا، في مجال الأمن السيبراني، بعد ما تمكن من الفوز بمسابقة عالمية في مجال الحماية السيبرانية، ما جعله يستحق الحصول على دعوة للسفر إلى كندا شهر مارس المقبل، بدعوة من منظمة كندية، متخصصة في مجال الأمن السبراني.
كان الحضور المكون من أعضاء من جمعية “إنجاز المغرب” ومسؤولين من المديرية الإقليمية للتعليم بمديونة، إحدى المديريات التعليمية التي أولت عناية خاصة بمجال تلقين المبادئ الأولية في مجال الروبوتيك والبرمجة لتلاميذ السلك الابتدائي، يتسابق لتبادل أطراف الحديث مع الطفل ريان، الذي تناول الكلمة أمام الأطفال ليحثهم على ضرورة الحذر من استعمال الإنترنت، مؤكدا على أن الاستعمال الآمن يبقى ضروريا من أجل منفعة قصوى في هذا المجال.
يقول ريان آيت الطاهر، إنه بدأ مشواره في المدرسة من خلال تعلم المبادئ الأولية للروبوتيك، قبل أن يدخل مجال البرمجة، وهو ما مكنه من تطوير أدائه ودخول مغامرة الأمن السيبراني، من خلال العثور على ثغرات البرامج والمواقع الإلكترونية.
يقول في تصريح لموقع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة “بدأت في المشاركة في مسابقات عالمية عن بعد كتحد شخصي، فأصبحت مولعا بهذا المجال”. لا يحتاج إلى الحديث عن تفاصيل حكايته. فالحاضرون في هذا الحفل يذكرونك بإنجازه الكبير في مسابقة نظمتها إحدى شركات المشروبات الطاقية بشراكة مع الموقع الرسمي للاعب البرازيلي الشهير نيمار، حيث وضعت المشاركين أمام تحدي كان اختراق الموقع. يقول ريان “كان من السهل العثور على ثغرة لديهم، وبالفعل نجحت في تغيير مكان لوغو الموقع، لم يصدقوا الأمر في البداية، فطلبوا مني تقريرا، وهو ما فعلته، ومكنني من الفوز بالجائزة الأولى، التي كانت عبارة عن مبلغ 72 ألف دولار، لكنني لم أتسلمها لأني قاصر”.
لا يأبه الطفل الصغير بالمال كثيرا، وهو ما يؤكده والده، الذي شدد على أن مواكبة ابنه تطلبت مجهودات كبيرة، خاصة في مجال الحماية القانونية. وهو ما يوفره مجموعة من الأصدقاء، من بينهم على وجه الخصوص مدير مدرسة ابن حزم، الذي تبنى ريان رغم البعد الجغرافي بين الدارالبيضاء ومكناس، حيث يقطن ريان أيت الطاهر وأسرته.
ليس من السهل تربية طفل نابغة، كما أن القرصنة والعثور على ثغرات في أنظمة معلوماتية ومواقع يخبئ العديد من المطبات والمخاطر.
يقول والد الطفل إنه تلقى دعوة من إحدى المنظمات الكندية، بعد أن نال المرتبة الأولى في مسابقة عرفت مشاركة 58 ألف مشارك. وانهالت عليه عروض عديدة للاحتضان، يفوق عددها الأربعين، أبرزها شركة سيسكو الأمريكية، والتي تشترط كلها توقيع عقود حصرية معه، لكن الأسرة تواصل الرفض، يقول والد الطفل. فحلمها الأكبر، أن يبقى ريان ويدرس في المغرب.