طهارة المصاحف وقذارة الأوراق النقدية.. والمنطق العجيب لوزير الأوقاف..!؟
هوية برس – حكيم بلعربي
من عجائب السيد أحمد التوفيق التي لا تنتهي أنه ما زال مصرا على منع استعمال مصاحف المساجد واستمرار حبسها ومنعها عن المؤمنين في شهر القرآن تحت ذريعة هزيلة وهي “المنع من انتقال عدوى فيروس كورونا”.
وهذا يبرهن مرة أخرى بما لا يدع مجالا للشك أن هذا الوزير ليست له نفس هموم أهل الدين ولا يعطي الأولوية حسب الترتيب الذي تمليه نصوص الشرع، وهذا ما بدا جليا يوما في تسجيل مرئي له من اجتماع رسمي، قبل أن يفرض عليه فتح المساجد حين قال بكل جرأة: “أو علاش المساجد؟؟؟”.
ولعل السبب في نظري راجع لبعد السيد الوزير عن التكوين الشرعي، فهو صاحب تكوين تاريخي لا يستوعب الحقائق الشرعية كما يستوعبها أهل الاختصاص ولا يرتب الأولويات كترتيبهم.
وفي هذا الصدد نواجه السيد الوزير بحقيقة صارخة: لماذا يُسمح بتعامل الناس بالأوراق النقدية المستقذرة عرفا وعادة، والتي تمر في اليوم الواحد على عشرات التجار والمتبايعين ومنهم ولا شك من قد يكون حاملا للفيروس، ولا يسمح باستعمال المصاحف الطاهرة النقية؟؟
وهذا مع عادة سيئة لكثير من التجار ما زلنا نشاهدها ونتقزز منها إلى اليوم وهي تبليل الأصبع بطرف اللسان قبل عد الأوراق النقدية.
بل لماذا نجد في زمن كورونا أمام باب كل مسجد أكياسا مستقذرة توضع فيها النعال يتناوب على استعمالها عدة أشخاص في اليوم الواحد وإذا دخلنا نجد المصاحف حبيسة الرفوف؟؟
أليست هذه مفارقة عجيبة وتناقض صارخ؟؟
ألم يكن بوسع السيد الوزير لو كان يعظم ما يعظمه أهل الشأن أن يجد طريقة تمنع انتقال العدوى عبر المصاحف كأن يسمح باستعمال المصحف من قبل شخص واحد في اليوم، وتفصل المصاحف المستعملة عن غير المستعملة؟؟
خاصة وأن كثيرا من المصاحف لا تستعمل إلا مرة واحدة خلال أسبوع أو أكثر لوفرة المصاحف وتفضيل كثير من المصلين للقراءة في مصاحف الجوالات أو استعمال مصاحف الجيب الشخصية.. لكن هذا ليس متاحا لكل أحد.
إن استمرار منع المصلين من مصاحف المساجد هو معاكسة للإرادة الملكية السامية المشجعة على القراءة والحفظ في المصحف المغربي للملك محمد السادس، لأن منع المصلين منه في المسجد يدفعهم تلقائيا للمصاحف الشرقية وفي كثير من الأحيان بغير رواية ورش في الجوالات أو المقتناة من الأسواق.
إن المصاحف يا سيادة الوزير تضم كلام الله عز وجل ومن العيب والعار أن تمنع المغاربة من المصاحف في شهر القرآن.
ولا يقول لنا أحد أن هذه الأوراق النقدية تتوقف عليها معيشة الناس، لكون القرآن تتوقف عليه حياة القلوب.
وليس الأمر متوقفا على الأوراق النقدية، بل لا نعلم وثيقة، أو كتابا يمنع لمسه في مملكتنا السعيدة إلا المصاحف، وكأن كورونا معتكفة في المساجد، تقرأ القرآن في المصاحف؟!