“طوطو” والهاكا.. “الهيب هوب” و”البريكينغ” بالمدرسة.. استمرار التطبيع في ظل صمت رسمي.. “التوحيد والإصلاح” تدق ناقوس الخطر

“طوطو” والهاكا.. “الهيب هوب” و”البريكينغ” بالمدرسة.. استمرار التطبيع في ظل صمت رسمي.. “التوحيد والإصلاح” تدق ناقوس الخطر
هوية بريس – متابعات
في ختام ملتقاها السنوي، الذي انعقد أيام 25 و26 و27 يوليوز 2025 بالرباط، أصدرت حركة التوحيد والإصلاح بلاغا شاملا، وقفت فيه على أبرز المستجدات السياسية والثقافية والتربوية والدولية، مسلطة الضوء على انشغالاتها بخصوص قضايا مصيرية، وعلى رأسها فلسطين، القيم التعليمية، والانفلاتات الثقافية المتكررة.
تحصين التعليم من الانحرافات: بين خطاب الوزير وممارسات الميدان
فيما ثمّنت الحركة ما عبّر عنه وزير التربية الوطنية من حرص على تعزيز البعد القيمي داخل المنظومة التعليمية، سجلت مفارقة مقلقة بين الخطاب الرسمي والممارسة الفعلية، خصوصًا بعد المذكرة الوزارية الصادرة في ماي 2025، التي دعت إلى تنظيم دورات تكوينية في “الهيب هوب” و”البريكينغ” داخل المؤسسات التعليمية. واعتبرت الحركة هذا التوجه إقحامًا لرموز ثقافية دخيلة على المنظومة المغربية، ومنافية لهوية المدرسة العمومية، بل مهددة لدورها في التنشئة الوطنية والدينية.
وعبّرت الحركة عن استنكارها الشديد لما شهدته بعض المؤسسات الجامعية من “حفلات ماجنة” خلال نهاية الموسم الدراسي، واعتبرت ذلك اعتداءً سافرًا على حرمة الفضاءات التعليمية. كما حملت الجهات المسؤولة، وخاصة الإدارات التابعة لمؤسسات التعليم العالي الخاص، المسؤولية عن تفريطها في الالتزام بالسياسات العمومية، خصوصًا وأن هذه المؤسسات تعتمد على مقررات غربية وتُدير برامجها وفق اعتبارات تجارية قد تتناقض مع التوجيهات القيمية للوزارة.
الرد على “مهرجانات الانحلال”: الهيئة العليا للسمعي البصري في قفص الاتهام
توقف البلاغ عند ما وصفه بـ”الانفلاتات القيمية الخطيرة” التي صاحبت مهرجانات فنية، خصوصًا مهرجان “موازين”، الذي تخللته عروض غنائية وصفها البيان بـ”البذيئة وغير اللائقة”. وسجلت الحركة استغرابها الشديد من موقف الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا)، التي قررت حفظ أكثر من 190 شكاية وردت بشأن بث القناة الثانية لحفل فني وصف بـ”المخل بالحياء”، معتبرة ذلك تجاوزًا للدور الدستوري للهيئة.
فلسطين… العنوان الثابت في كل المواقف
وكما جرت العادة، شكلت القضية الفلسطينية محورًا أساسيًا في البيان. فقد أدانت الحركة بشدة استمرار الإبادة الجماعية والتجويع والحصار الصهيوني لغزة، مستنكرة تواطؤ الأنظمة، وصمت المنتظم الدولي، واعتبرت ذلك “وصمة عار” في جبين الأمة الإسلامية والعالم. كما نددت الحركة بقرار الكنيست القاضي بضم الضفة الغربية وغور الأردن، واعتبرته خرقًا سافرًا لكل الأعراف الدولية.
وفي هذا الإطار، جددت الحركة تضامنها مع المشاركين في سفينة “حنظلة” لكسر الحصار، مطالبة بالإفراج عن الصحفي المغربي محمد البقالي، وكل النشطاء الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال أثناء محاولة الإبحار نحو غزة.
تطورات الوحدة الترابية: إشادة بمواقف داعمة
وعلى الصعيد الوطني، رحبت الحركة بتزايد التأييد الدولي لمبادرة الحكم الذاتي بالصحراء المغربية، خصوصًا من طرف البرتغال، معبرة عن استعدادها للانخراط في الجهود الداعمة لقضية الوحدة الترابية.
نحو جمع عام وطني جديد
وفي ختام البلاغ، أعلنت الحركة عزمها تنظيم جمعها العام الوطني الثامن في أكتوبر 2026، وتم تشكيل اللجنة التحضيرية لهذا الحدث برئاسة الكاتب العام للحركة، في إطار الاستعداد لمراجعة هياكلها التنظيمية وترتيب أولوياتها الدعوية.
هذا وقد ترجم البلاغ قلقا متزايدا داخل أوساط الحركة الإسلامية من انحرافات تمس الثوابت القيمية للمجتمع المغربي، وتراخي مؤسسات الدولة في مواجهتها.
كما جدد التذكير بأن القضية الفلسطينية ستظل محكا حقيقيًا لصدق المواقف والاصطفافات، في وقت تتزايد فيه وتيرة التطبيع على حساب المبادئ.



