طوفان الأقصى… إسقاط علني لأسطورة الدولة التي لا تُقهَر!
هوية بريس-حسن حمورو
لجوء قيادة العدو الصهيــونـــي إلى تشكيل ما سمي حكومة طوارئ، يكشف الهزة العنيفة والعميقة التي تعرض لها الكيان بفعل عملية “طوفان الأقصى” المباركة.
إنه إعلان فشل استراتيجي، تجري التغطية عليه بمناورات سياسية الهدف منها الحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه مما بقي من تماسك “المجتمع الاسرائيلي” وخاصة الوحدات العسكرية التي فقدت هيبتها وكُسرت شوكتها على أيدي مقاتلي المـقاومـة الفلسطينية.
اللقاء الصحافي لمساء الاربعاء 11 أكتوبر 2023، الذي عقده نتنياهو بعد أن احتفظ برئاسة الوزراء في حكومة الطوارئ – إلى حين-، ووزير الدفاع غالانت، والوافد الجديد على الحكومة، وزير الدفاع السابق غانتس، كان واضحا أن الهدف منه هو محاولة نفخ الروح من جديد في “المجتمع الاسرائيلي” ومحاولة اظهار قوة منهارة، ومحاولة تعبئة وتحفيز أفئدة الجنود المهزوزة والمرتعدة.
لقد قالها وزير دفاعهم بعظمة لسانه “ما تعرضنا له لم نر له مثيلا منذ 1948″، أي منذ استنبات العصابات الصــهــيونـــة في أرض فلسطين.
إنه إسقاط علني لاسطورة الدولة التي لا تُقهر، وضرب مباشر لنقطة ارتكاز مشروع احلالي لطالما استخدم كغرفة عمليات تدبر النفوذ في المنطقة، فكان مفهوما أن يتدخل الرعاة الرسميون لهذا المشروع، لإنقاذ خطتهم واستراتيجيتهم في لحظة تاريخية اضطرب فيها مد وجزر التحالفات والتكتلات، ولذلك حاول نتنياهو الاستنجاد ببايدن، لتذكيره أمام الملأ بكفالة امريكا الاستراتيجية لإسرائيل، ثم لبعث رسائل الطمأنة للداخل الاسرائيلي، بأن الكفيل لن يتخلى عن “شعب الله المختار”.
نسي نتنياهو أن القوة ليست دائما بالسلاح ولا بدعم الغرب، امريكا وتابعيها بظلم واستكبار، وأن سنن التاريخ لا تبديل لها، ومنها أن الاحتلال الى زوال،وأن البقاء لأصحاب الحق، لا للطغاة المتجبرين.
طبعا لا شك أن هناك خططا لمحاولة إعادة الهيبة لدولة الكيان المجرم، وربما مخططا يستهدف تصفية “حماس” كما كان دائما، حتى يخلو المجال للمرور الى مرحلة أخرى من مسار استكمال تنزيل “عقيدة هرتزل”، لكن ليس هناك في حركة التاريخ ما يضمن ذلك، او يجعله قدرا محتوما، خاصة أن المقاومة الفلسطينية ودول داعمة، تفر من قدر إلى آخر، وقد يكون القدر الاخر هو إعادة ترتيب المشهد برمته في المنطقة، ومن يدري ربما تكون نهاية إسرائيل هو القدر الجديد نفسه.
المؤكد أن عملية طوفان الأقصى ستجعل من القضية الفلسطينية بعد 7 أكتوبر 2023، غير القضية الفلسطينية قبل هذا التاريخ.
“ولينصرن الله من ينصره” قرآن كريم