عاجل.. المتهم بقتل شرطي الرحمة يقدم على فعل جنوني داخل زنزانته بسلا
هوية بريس – متابعات
أعلنت إدارة السجن المحلي بسلا أن السجين (أ.و)، الذي كان قد أودع بهذه المؤسسة بتاريخ 27 مارس المنصرم في إطار الاعتقال الاحتياطي على خلفية قانون مكافحة الإرهاب، قد أقدم اليوم الأربعاء على الانتحار داخل زنزانته.
وأوضحت إدارة هذه المؤسسة السجنية، في بلاغ بهذا الخصوص، أنه طبقا للقانون، فقد تم إخبار النيابة العامة المختصة وأسرة السجين بهذه الواقعة.
وكانت ولاية أمن الدار البيضاء قد فتحت بحثا قضائيا على خلفية اكتشاف جثة موظف الشرطة الفقيد، الذي كان قد اختفى خلال حصة عمل ليلية في ظروف مشوبة بطابع إجرامي.
وسبق لمدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، الشرقاوي حبوب، أن كشف التفاصيل الكاملة وراء المخطط الإجرامي للخلية الإرهابية التي استهدفت شرطي حي الرحمة بالدار البيضاء، موضحا ارتباط هذه الجريمة بمنطق الإرهاب الفردي والتطرف السريع، وكيف أن الجريمة كانت تستهدف توفير الوسائل لتنفيذ عمليات سطو على وكالات بنكية.
وأكد حبوب الشرقاوي، في ندوة صحفية سابقة بالمكتب المركزي للأبحاث القضائية، أن مسارات البحث والنتائج التي تم التوصل بها هي تتويج لعمل مشترك بين المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني ومديرية الأمن الوطني، إضافة إلى مساهمة الدرك الملكي وممثلي السلطة المحلية.
وتابع حبوب بخصوص فرضيات البحث بعد اكتشاف الجريمة، أنه لم يكن من الممكن ترجيح أي فرضية من فرضيات البحث عند اكتشاف جثة الهالك ما دفع للتعامل مع جميع الفرضيات.
وقال الشرقاوي حبوب أن مجموعة من المعطيات من بينها وظيفة الضحية داخل الشرطة، ودلالات تجريده من سلاحه الوظيفي وأصفاده المهنية، وحرق جثة الشرطي الشهيد وسيارته، أكدت أننا أمام ما يمكن أن يكون خلفية إجرامية كالسرقة أو خلفيات تتعدى هذا الطابع.
وأوضح حبوب أنه في غضون البحث لم تحمل إفادات عشرات الشهود بمحيط موقع الجريمة بأي جديد في البحث.
وكشف المتحدث نفسه أن من خلال تحليل العينات والآثار بمكان الجريمة، وتفريغ المحتويات الرقمية لمعرفة مسار سيارة الهالك،
قد تسنى توقيف المشتبه فيه الأول بالدار البيضاء ثم توقيف الثاني بسيدي حرازم ثم الثالث بالدار البيضاء.
وتوقف حبوب الشرقاوي عند التجاوب الواسع للمواطنين مع فريق التحقيق، مسجلا تعاونا كبيرا من طرف المواطنين الذين قدموا شهاداتهم تلقائيا، إضافة إلى التضامن الواسع من طرف فئات الشعب المغربي الذي تجسد في رسائل تعزية.
وأورد حبوب الشرقاوي أنه تأكد فور توقيف المشتبه فيهم الدافع الإرهابي، ذلك أن المشتبه فيهم أعلنوا ولاءهم لتنظيم “داعش” الإرهابي، بعد أن ردد أحدهم قسم الانضمام لهذا التنظيم وردده البقية، ما يعني انخراطهم في عمل إرهابي مخطط له.
وتابع حبوب الشرقاوي أن المتهمين كانوا يخططون للالتحاق بالتنظيم الإرهابي بدول الساحل، غير أن نقص التمويل ما جعلهم يستعيضون عن الفكرة بالإرهاب الفردي وتنفيذ عملية، في أفق تنظيم عمليات سطو على وكالات بنكية.
وأشار حبوب الشرقاوي إلى أن ما يؤكد فرضية الإرهاب السريع أن المشتبه فيهم لم يعلنوا البيعة سوى منذ شهر فقط ما يرجح فرضية التطرف السريع، نظرا للمستوى الدراسي المتدني للمتهمين، ذلك أنه من السهل استدراجهم خاصة عبر الأنترنيت المظلم.
وقال حبوب الشرقاوي إن أحد هؤلاء المتهمين له سوابق سنة 2013 في السرقة بالعنف واستهلاك المخدرات وحيازة السلاح الأبيض.
وشرح الشرقاوي أن هؤلاء المشتبه فيهم اعتمدوا أساليب وتكتيكات إرهاب فردية، وكانت لهم نية الاستفادة من محجوزات الشرطي، من أجل تنفيذ السطو على وكالات بنكية لتوفير الإمكانيات المالية.
وأضاف أن تأكيد عنصري سبق الإصرار والترصد تم من تفاصيل الجريمة ومن خلال التخطيط لاقتحام وكالة بنكية لتمويل أنشطتهم الإرهابية.
وأكد الشرقاوي حبوب أن أول المتهمين يبلغ من العمر 31 سنة، في حين يبلغ المشتبه فيه الثاني 37 سنة، والاثنان شاركا في القتل العمد والتمثيل بالجثة، ثم المتهم الثالث البالغ من العمر 50 سنة والذي شارك بطريقة فعلية في طمس الجريمة بعد حرق السيارة وجثة الشرطي.
وأورد حبوب أن الخبرات الباليستية المنجزة أكدت عدم استخدام السلاح الوظيفي للشرطي الشهيد من طرف المتهمين.
وأبرز المتحدث نفسه أن الأبحاث متواصلة لكشف المتورطين، وتفكيك كامل هذه الخلية الإرهابية المتورطة في القتل العمد والتمثيل بالجثة.
واستحضر مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية أن هذه الجريمة الإرهابية تزامنت مع مشروع إرهابي تم إجهاضه بمدينة آسفي بعد توقيف شخص بايع داعش ووثق ذلك في شريط.