عاقبة المستهزئين برسول الله وقوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}
هوية بريس – محمد عزالدين المعيار الإدريسي
- عاقبة المستهزئين برسول الله وقوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ }.
لقد حمى الله رسله الكرام وانتقم لهم، فقال سبحانه: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}.
وكفى الله نبيه المصطفى المستهزئين فقال له: {اصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}، وقال له أيضا: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}.
روي أن المستهزئين في الدنيا يفتح لهم باب من الجنة فيسرعون نحوه، فإذا انتهوا إليه سد عليهم فذلك قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ}، وعلى هذه الوجوه قوله عز وجل: {سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
وجاء في تفسير قوله تعالى: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} أن الله تعالى أعلم رسوله الكريم أنه قد كفاه المستهزئين من كفار مكة ببوائق إصابتهم من الله تعالى لم يسع فيها محمد صلى الله عليه وسلم ولا تكلف فيها مشقة، وعن ابن عباس أن {الْمُسْتَهْزِئِينَ} كانوا ثمانية كلهم مات قبل بدر.
وكان صلى الله عليه وسلم محاطا بحراسة من أصحابه ممن يريد مسه بأذى إلى أن نزل قول الله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ } فأخرج رأسه من القبة وقال لحراسه: “يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني ربي”، فلم يقدر أحد على أن يصيب منه مقتلا مع حرصهم على ذلك.
وتظل حماية الله لرسوله قائمة وعصمته له من الناس سارية، دون أن يعفينا ذلك من أداء الواجب في نصرة رسول الله ونشر صورته الحقيقية في الآفاق.
صلى الله على النبي محمد وآله وسلم تسليما