عبد الخالق كلاب وتشويه صورة الفتح الإسلامي المجيد لبلاد المغرب
هوية بريس – د. عبد الكبير حميدي
التشكيك في الفتوح الإسلامية المجيدة، موضوع قديم متجدد، استأثر باهتمام خاص من خصوم الإسلام، من المستشرقين وأتباعهم المستغربين، بغرض تشويه صورة الإسلام والإساءة إلى رسالته، والتشكيك في أهدافها ومراميها، وتصويرها في شكل غزوات استعمارية وحروب توسعية، غرضها السلب والنهب والسبي والاحتلال، والقصد في النهاية الطعن في الإسلام نفسه، وتصويره على أنه دين غزو واحتلال وسفك للدماء، وليس دين دعوة وهداية وحوار بالحسنى واللين.
وقد تولى المستشرقون – الطابور الخامس للاستعمار – كبر هذا الأمر، والنهوض بهذا الدور الخبيث، بغير قليل من المكر والدهاء، فألفوا في ذلك مئات الكتب، ودبجوا آلاف المقالات والبحوث، ولم يحققوا نتيجة تذكر، باستثناء التشويش على عقول ثلة من سفهائنا المهيئين لذلك، من صغار العقول وسفهاء الأحلام، الذين لا يملكون من قوة العقيدة ورسوخ العلم، ما يقيهم فخاخ المستشرقين المنصوبة، وحبالهم الممدودة، أو من أصحاب الأهواء القومية والنعرات العرقية، التي تمنعهم من الموضوعية، وتحجب عنهم العلمية، أمثال عبد الخالق كلاب.
لا يرى عبد الخالق كلاب في الفتح الإسلامي المجيد لبلاد المغرب، أكثر من “احتلال مشرقي” و”غزو عربي”، غرضه السلب والنهب والسبي، ولذلك يصف الفاتحين المسلمين العظام – أمثال عقبة بن نافع وموسى بن نصير وزهير بن قيس البلوي – بالمستعمرين والغزاة، ويصفهم بأشنع الأوصاف، ويقول فيهم ما لم يقله مالك في الخمر، ويستدل لأكاذيبه بنماذج سيئة من ولاة بني أمية، أمثال عمر بن عبد الله المرادي عامل هشام بن عبد الملك على طنجة، الذي جاء عنه في كتاب “الكامل في التاريخ” لابن الأثير – وهو مشرقي بالمناسبة – : “أساء السيرة وتعدى، وأراد أن يخمس مسلمي البربر، وزعم أنهم فيء للمسلمين، وذلك شيء لم يرتكبه أحد قبله” ج4، ص 225. عمد إلى مثل هذه النماذج السيئة يضخمها ويعممها ويسهب في ذكر مظالمها، كي توافق هواه، على طريقة المستشرقين الحاقدين وتلاميذهم المستغربين، مع أنها حالات فردية معزولة لا يخلو منها تاريخ بشر، علما بأن التاريخ هو أحوج العلوم إلى الاستقراء والتتبع والتثبت قبل الحكم، لكن هيهات.
وهو – عبد الخالق كلاب – حين يحرص على اقتناص نماذج سيئة من ولاة بني أمية، يحرص كذلك على غض الطرف عن نماذج أخرى منهم عادلة، ذكرها ثقاة المؤرخين، أمثال إسماعيل بن عبد الله بن أبي المهاجر والي عمر بن عبد العزيز على المغرب، الذي اشتهر بالعدل والرحمة وحسن السيرة، يقول عنه البلاذري في فتوح البلدان: “ثم لما كانت خلافة عمر بن عبد العزيز رضي الّه عنه، ولى المغرب إسماعيل بن عبد الله بن أبي المهاجر مولى بني مخزوم، فسار أحسن سيرة، ودعا البربر إلَى الإسْلام، وكتب إليهم عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيزِ كتبا يدعوهم بعد إِلَى ذلك، فقرأها إِسْمَاعِيل عليهم في النواحي فغلب الإِسْلام عَلَى المغرب”. فتوح البلدان للبلاذري، ص 229.
وقد ذكر العلامة ابن خلدون – في تاريخه – ولاية ابن أبي المهاجر وعدله وحسن سيرته، وما عرفته من دخول البربر في دين الله أفواجا، وفي ذلك يقول: “ولما مات سليمان استعمل عمر بن عبد العزيز على إفريقية إسماعيل بن عبد الله بن أبي المهاجر، وكان حسن السيرة، وأسلم جميع البربر في أيامه”. تاريخ ابن خلدون: 4/240.
فلماذا يتجاهل عبد الخالق كلاب مثل هذه النماذج المشرقة ويتعامى عنها، ويركز على نماذج السوء ويسهب في الحديث عنها؟ أليس ذلك عين الانتقاء والتجني وقلة الموضوعية الناجمة عن الهوى؟ أليس هذا من تأثير النظارات العرقية السوداء التي يرتديها وينظر من خلالها إلى الفتح الإسلامي المجيد لبلاد المغرب، فلا يرى فيه غير الظلمة والسواد؟.
ويذكر عبد الخالق كلاب – بعبارات الإجلال والإكبار – ثورة البربر على عمر بن عبد الله المرادي ومقتله بطنجة، بقيادة ميسرة المدغري الذي نصب نفسه أميرا للمؤمنين على مذهب الخوارج الصفرية، لكنه يضرب صفحا – وهذا تدليس واضح – عن أن ميسرة هذا بدوره أساء السيرة في قومه البربر، فظلم وجار، فثاروا عليه هو الآخر وقتلوه، ونصبوا مكانه، خالد بن حميد الزناتي، فهل تلك ثورة تستحق التصفيق والتخليد في صفحات التاريخ، وهذه ثورة تستحق الطمس والسكوت؟ أم هو الهوى القومي والتعصب العرقي يدفع صاحبنا إلى الانتقاء من أحداث التاريخ واختيار ما يناسب الهوى والمزاج؟ ثم ألا تؤكد ثورة البربر على زعيمهم ميسرة، على أن الأمر يتعلق بثورات سياسية على الظلم والجور؟ وليس بثورات قومية عرقية على الحكم العربي كما يزعم كلاب؟.
وأما الفاتحون المسلمون الأولون وسيرهم، فندع أساطين التاريخ يتحدثون عنهم، وهم أعرف بهم وأقرب زمنا إليهم، فابن عذاري المراكشي المتوفى نحو 695ه – الذي يكثر عبد الخالق كلاب من الرجوع إليه – يذكر في “البيان المغرب”: “ما كان عليه عقبة بن نافع من عقل ودين وصلاح”.
والحافظ المؤرخ الناقد الكبير شمس الدين الذهبي في سير أعلام النبلاء 4/ 500: “كان ذا شجاعة، وحزم، وديانة”.
ويذكر غير واحد من المؤرخين أمثال الواقدي وابن عذاري المراكشي وابن خلدون، أنه كان “مستجاب الدعوة”، حتى لقب ب “عقبة المستجاب”، ونختار من ذلك رواية ابن عذاري المراكشي – سيرا على طريقة عبد الخالق كلاب في مغربة تاريخ المغرب – وهذا نصها: “وفي سنة 51 شرع عقبة – رضي الله عنه – في ابتداء بناء مدينة القيروان، وأجابه العرب إلى ذلك، ثم قالوا : “إنك أمرتنا ببناء في شعاري وغياض لا ترام، ونحن نخاف من السباع والحيات وغير ذلك”، وكان في عسكره ثمانية عشر رجلاً من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وسائرهم من التابعين، فدعا الله سبحانه وأصحابه يؤمنون على دعائه ومضى إلى السبخة وواديها ونادى: “أيتها الحيات والسباع نحن أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فارحلوا عنا فأنا نازلون ومن وجدناه بعد هذا قتلناه”، فنظر الناس بعد ذلك إلى أمر معجب من أن السباع تخرج من الشعرى وهي تحمل أشبالها سمعاً وطاعة، والذئب يحمل جروه، والحية تحمل أولادها. ونادى في الناس : “كفوا عنهم حتى يرحلوا عنها”، فلما خرج ما فيها من الوحش والسباع والهوام والناس ينظرون إليها حتى أوجعهم حر الشمس، فلما لم يروا منها شيئاً دخلوا فأمرهم أن يقطعوا الشجر، فأقام أهل أفريقية بعد ذلك أربعين عاما لا يرون فيها حياً أو عقرباً ولا سبعاً”. البيان المغرب في تاريخ الأندلس والمغرب: 1/ 20- 21.
ولابن عذاري المراكشي رواية ثانية في كون عقبة رضي الله عنه مستجاب الدعوة، جاء فيها: “فاختط عقبة أولا دار الإمارة، ثم أتى إلى موضع المسجد الأعظم فاختطه ولم يحدث فيها بناء، فكان يصلي فيه وهو كذلك، فاختلف عليه الناس في القبلة وقالوا: )إن جميع أهل المغرب يضعون قبلتهم على قبلة هذا المسجد فأجهد نفسك في تقويمها)، فأقاموا أياما ينظرون إلى مطالع الشتاء والصيف من النجوم ومشارق الشمس، فلما رأى أمرهم قد اختلف بات مغموماً فدعا الله – عز وجل – أن يفرج عنهم فأتاه آت في منامه فقال له: (إذا أصبحت فخذ اللواء في يدك واجعله على عنقك، فإنك تسمع بين يديك تكبيراً ولا يسمعه أحد من المسلمين غيرك، فانظر الموضع الذي ينقطع عنك فيه التكبير، فهو قبلتك ومحرابك، وقد رضي الله لك أمر هذا العسكر وهذا المسجد وهذه المدينة، وسوف يعز الله بها دينه، ويذل بها من كفر به)، فاستيقظ من منامه وهو جزع فتوضأ للصلاة وأخذ يصلي وهو في المسجد ومعه أشراف الناس، فلما أفجر الصبح وصلى ركعتي الصبح بالمسلمين، إذا بالتكبير بين يديه فقال لمن حوله: )أتسمعون ما أسمع؟ فقالوا : لا،) فعلم أن الأمر من عند الله، فأخذ اللواء فوضعه على عنقه، وأقبل يتبع التكبير حتى وصل إلى موضع المحراب فانقطع التكبير فركز لواءه وقال: هذا محرابكم)، فاقتدى به سائر مساجد المدينة، ثم أخذ الناس في بناء الدور والمساكن والمساجد، وعمرت وشد الناس إليها المطايا من كل أفق وعظم قدره وكان دورها ثلاثة عشر ألف ذراع وستمائة ذراع حتى كمل أمرها. وكان عقبة خير وال وخير أمير مستجاب الدعوة”. البيان المغرب، 1/ 20- 21.
وهذا العلامة ابن خلدون – وهو ليس مشرقيا كما يعلم كلاب – يروي قصة استشهاد الفاتح المسلم عقبة بن نافع، ويترضى عليه، ويتحدث عن فتوحات عقبة بغير قليل من الإجلال والاحترام، وفي ذلك يقول: “فلما قفل عن غزاته وانتهى إلى طبنة، صرف العساكر إلى القيروان أفواجا ثقة بما دوّخ من البلاد … وسار إلى تهودة أو بادس لينزل بها الحامية، فلما نظر إليه الفرنجة طمعوا فيه، وراسلوا كسيلة بن لزم ودلّوه على الفرصة فيه فانتهزها، وراسل بني عمه ومن تبعهم من البربر، واتبعوا عقبة وأصحابه رضي الله عنه، حتى إذا غشوه بتهودة ترجل القوم وكسروا أجفان سيوفهم، ونزل الصبر واستلحم عقبة وأصحابه رضي الله عنهم، ولم يفلت منهم أحد، وكانوا زهاء ثلاثمائة من كبار الصحابة والتابعين استشهدوا في مصرع واحد، وفيهم أبو المهاجر كان أصحبه في اعتقاله، فأبلى رضي الله عنه في ذلك اليوم البلاء الحسن، وأجداث الصحابة رضي الله عنهم أولئك الشهداء عقبة وأصحابه بمكانهم ذلك من أرض الزاب لهذا العهد، وقد جعل على قبر عقبة أسنمة ثم جصّص، واتخذ عليه مسجد عرف باسمه وهو في عداد المزارات ومظان البركة، بل هو أشرف مزور من الأجداث في بقاع الأرض لما توفّر فيه من عدد الشهداء من الصحابة والتابعين الذين لا يبلغ أحد مدّ أحدّهم ولا نصيفه”. تاريخ ابن خلدون: 6/ 193 – 194.
فهل يسوغ في حق رائد علمي التاريخ والاجتماع العلامة ابن خلدون، أن يتحدث بكل هذا التقدير والاحترام والإجلال، عن مجموعة غزاة محتلين، قصدوا المغرب، بغرض السلب والنهب والسبي، كما يزعم كلاب، ولا يفتأ يؤكد ويكرر.
وهذا الفاتح العظيم والقائد الكبير، التابعي الجليل موسى بن نصير رضي الله عنه، يذكر المؤرخون وأصحاب السير والطبقات، ما كان عليه من دين وسياسة وصلاح، فهذا الإمام الذهبي – من كبار النقاد المحققين – يذكر في سير أعلام النبلاء قصة دخول موسى رضي الله عنه إفريقية – تونس حاليا – وما وجد عليه أحوال أهلها من شدة وضيق، بسبب القحط والحروب، وما أرشدهم إليه، فيقول: “لما دخل موسى إفريقية، وجد غالب مدائنها خالية لاختلاف أيدي البربر، وكان القحط، فأمر الناس بالصلاة والصوم والصلاح، وبرز بهم إلى الصحراء ومعه سائر الحيوانات ففرق بينها وبين أولادها، فوقع البكاء والضجيج، وبقي إلى الظهر، ثم صلى وخطب، فما ذكر الوليد، فقيل له: ألا تدعو لأمير المؤمنين؟ فقال: هذا مقام لا يدعى فيه إلا لله، فسقوا وأغيثوا “. سير أعلام النبلاء: 4/ 498.
ويذكر العلامة الناقد المحقق شمس الدين الذهبي، سيرة الفاتح العظيم موسى بن نصير، في إحدى المعارك التي قادها، وكيف كان اعتماده على الدعاء والتضرع إلى الله، في استجلاب النصر من الله تعالى، حيث يقول: “ولما هم المسلمون بالهزيمة، كشف موسى سرادقه عن بناته وحرمه، وبرز ورفع يديه بالدعاء والتضرع والبكاء، فكسرت بين يديه جفون السيوف، وصدقوا اللقاء، ونزل النصر، وغنموا ما لا يعبر عنه”. سير أعلام النبلاء، الذهبي، 4/ 497.
ويذكر الذهبي كذلك سؤال سليمان بن عبد الملك له يوما: “ما كنت تفزع إليه عند الحرب؟ قال: الدعاء والصبر”. سير إعلام النبلاء: 4/ 499.
وندع الرد على عبد الخالق كلاب في زعمه بأن غرض الفتوح الإسلامية السلب والنهب، لابن عذاري المراكشي، وهو يتحدث عن فتوح موسى بن نصير – رضي الله عنه – لبلاد المغرب، حيث يقول : “ثم خرج موسى – رحمه الله – غازياً من أفريقية إلى طنجة، فوجد البربر قد هربوا إلى الغرب خوفاً من العرب، فتبعهم حتى بلغ السوس الأدنى وهو بلاد درعة، فلما رأى البربر ما نزل بهم استأمنوا وأطاعوا فولى عليهم والياً، واستعمل مولاه طارقاً على طنجة وما والاها في سبعة عشر ألف من العرب واثني عشر ألف من البربر، وأمر العرب أن يعلموا البربر القرآن وأن يفقهوهم في الدين، ثم مضى موسى قافلاً إلى أفريقية”. البيان المغرب، ج1 ص 28. فلو كان القصد هو السلب والنهب – كما يزعم هذا الأفاك – فلماذا أمنهم عندما استأمنوا؟ ولماذا ولى عليهم رجلا منهم هو طارق بن زياد؟ ولماذا ترك معهم سبعة عشر ألف من الفاتحين العرب، يعلمونهم القرآن الكريم ويفقهونهم في الدين؟
وهذا الفاتح العظيم زهير بن قيس البلوي، يذكر العلامة ابن خلدون زهده في الملك والسلطة، ولزومه للجهاد والفتح، الذي أبلى فيه البلاء الحسن رضي الله عنه، وفي ذلك يقول: “ولما ولي عبد الملك بن مروان بعث إلى زهير بن قيس بمكانه من برقة بالمدد، وولّاه حرب البرابرة فزحف سنة سبع وستين، ودخل إفريقية، ولقيه كسيلة على ميس من نواحي القيروان فهزمه زهير بعد حروب صعبة وقتله، واستلحم في الوقعة كثير من أشراف البربر ورجالاتهم. ثم قفل زهير إلى المشرق زاهدا في الملك، وقال: إنما جئت للجهاد وأخاف أن نفسي تميل إلى الدنيا، وسار إلى مصر واعترضه بسواحل برقة أسطول صاحب قسطنطينية، جاءوا لقتاله فقاتلهم واستشهد رحمه الله تعالى”. تاريخ ابن خلدون: 4/ 238.
فهل نستمع إلى نصوص هذه الثلة المباركة من كبار المؤرخين وفضلاء المحققين، كالبلاذري وابن عذاري المراكشي والذهبي وابن خلدون، وبخاصة فيما اتفقوا فيه؟ أم نستمع إلى رجل مريض بعقدة “المشرق” مهووس بكراهية المشارقة، لا يخفي حقده على كل ما يعتبره عربيا مشرقيا، وتعصبه – بالحق والباطل – لكل ما يعتبره مغربيا؟ إن رجلا يحمل كل هذا الغل والحقد، ويتأثر بأهوائه إلى حد المرض والهوس – كفى الله المغاربة شره – لا مدخل للثقة به، ولا مجال للاستماع إليه، لا سيما وأنه يزعم اعتماد الروايات، والرجوع إلى المصادر التاريخية، فليرجع إلى المصادر والروايات مباشرة، وليستغن عن حملة العقد والأمراض شفاهم الله، وليطرح أصحاب الأهواء والنعرات هداهم الله.
وهل يظن مسلم عاقل أن الله تعالى يستجيب دعاء غزاة جبابرة ظالمين، كما يحاول عبد الخالق كلاب أن يقنعنا، معتمدا على ما لابس الفتوح الإسلامية، من بعض الأخطاء والتجاوزات، وبعض الإجراءات الاضطرارية المؤقتة، التي لم تكن مقصودة لذاتها، وإنما كان القصد منها ممارسة قدر من الضغط على القوم، لتقريبهم من الإسلام ودفعهم دفعا إليه، ولو ببعض الإجراءات التي لا تخلو من ضغط وتضييق، مثل الجزية والسبي ونحوها، لإتاحة الفرصة للناس لمعرفة حقائق الإيمان وشرائع الإسلام، عسى أن يدخلوا في الإسلام عن علم واختيار، وكذلك حصل في تاريخ المغرب، فإن البربر المغاربة قاوموا الفتح الإسلامي أول الأمر، ظنا منهم أنه غزو يستهدف الأرض والخيرات والثروات، فلما وقفوا على دوافعهم، وخبروا مقاصدهم، دخلوا في دين الله أفواجا، ولم يلبثوا إلا قليلا حتى صاروا هم أيضا من الفاتحين، ومن حملة رسالة الإسلام إلى العالمين.
قد جاء في الحديث الصحيح من ذب عن عرض مسلم ذب الله عن عرضه
بارك الله ما كتبته سعادة الدكتور ونفع بك، وكثروا من هذه المقالات التاريخية الناقدة الهادفة