عبد الرحيم العلام يكتب: كل محاولاتي لتفسير “نتائج الانتخابات” اصطدمت بالحائط!
هوية بريس – عبد الرحيم العلام
كل محاولاتي لتفسير نتائج الانتخابات اصطدمت بالحائط:
– عندما أريد القول بأن حزب العدالة والتنمية تراجع شعبيا بفعل سياساته الاقتصادية، أتذكر أني قلت نفس الأمر قبل انتخابات 2016، لكن الحزب زاد من مقاعده؛
– عندما أفسر الخسارة، بكون الشعب صوت عقابيا على حزب العدالة والتنمية، تقف أمامي عشرات الحجج التي تجعل هذا القول يتهافت: هل يعاقب حزب العدالة والتنمية ويكافئ الأحزاب الأخرى؟ على ماذا يكافئها؟ هل على مشاركتها معه في نفس الحكومة أم على معارضتها الباهتة؟ أم أنه كافأ حزب اليسار الاشتراكي الموحد وشقيقته الفيدرالية؟ هل ينتقم من حزب العدالة والتنمية في العديد من المدن التي يوجد في المعارضة، ويكافئ رؤساء جماعات استمروا في مناصبهم لأكثر من 20 سنة دون إنجازات؟ ولماذا نجح العديد من أعضائه السابقين لمّا ترشحوا تحت يافطات أخرى؟ هل يعاقبهم الناخب فقط إذا ترشحوا تحت رمز المصباح؟
– عندما أذهب إلى المعطى الديني بحثا عن تفسير ابتعاد قاعدة الحزب عنه، بسبب التطبيع واللغة والقنب الهندي…إلخ، أتساءل مع نفسي: أين ذهبت أصوات هذه القاعدة إذن؟ وأين هي كتائبه الإلكترونية؟ لماذا ارتفعت نسبة المشاركة إذا كانت قاعدته عاقبته من خلال عدم التصويت؟ أم أن قاعدته الدينية صوتت لأخنوش اعتقادا منها أنه ضد التطبيع وضد الفرنسة…؟ وبخصوص نسبة المشاركة، كيف يمكن فهم تصويت 2 مليون مواطن ما بين الخامسة والسابعة لكي ترتفع نسبة المشاركة من %36 إلى %50؟
– عندما أربط الأمر بالجمع بين الانتخابات الجماعية والتشريعية، وتأثيرها على النتائج، لكون الحزب لم يرشّح إلا %26 بالنسبة للجماعات الترابية، وأن مرشحيه للبرلمان كانوا محرومين من دعم المرشحين المحليين، أجد أن هذا التفسير غير مقنع، لأنه لم يحصل على أي مقعد في المدن التي رشّح فيها والتي تعتبر قلاعا له؟
– عندما أربط الأمر بالمال الانتخابي، وتحيُّز السلطة، أتذكر أن نفس الأمر حدث في انتخابات 2015 و 2016، ومع ذلك لم ينهزم؛
– وحتى عندما أربط الخسارة، بغياب ابن كيران، صاحب التواصل الجماهيري، والسليط اللسان، فإني أجد أن هذا المعطى لا يرقى لأن يقدم تفسيرا صائبا، رغم أهميته، لأن المشكلة التي وقع فيها الحزب في علاقته مع السلط، هي أساسا قائمة بسبب ابن كيران!
إذا ربطنا الأمر بالإنجازات والإخفاقات، فإنه من الصعب أن نجزم بأن النتيجة التي حصل عليها تساوي حجم الإخفاقات، لأننا عندما نتابع التلفزة المغربية، نرى تقاريرا عن التطور الذي عرفه المغرب خلال السنوات الأخيرة، وعن الانجازات التي عرفها المغرب وعن حجم الصادرات وووو، فمن أنجز تلك الإنجازات إذن؟ أم سننسب الانجازات للمؤسسة الملكية والإخفاقات للحكومة؟ لكن هذا الدفع أيضا لا يمكنه أن ينفي ربط التصويت بالإنجازات، لأنك عندما تذهب لبعض المقاطعات في الرباط ومراكش وطنجة مثلا وبعض المدن مثل الراشيدية، وتسلك الطرق المؤدية إلى مدن ورزازات مثلا ، ستقف على بعض التطور، وستستغرب كيف أن الناخب عاقب مسيري تلك المدن، بينما “أعطى” الأغلبية لمرحشين ترأسوا جماعات منذ سنوات الرصاص، ولم يوفروا حتى “الواز الحار” لناخبيهم، لكن عندما تسلك الطريق الوطنية الرابطة بين بولعوان – وسيدي بنور، وتتجول في مدينة أكادير، ستبادر بالتصويت على أي شخص باستثناء الحزب الذي ينتمي إليه وزير التجهيز بسبب طريق بولعوان- سيدي بنور(مجرد مثال)، وضد الحزب الذي سيّر مدينة أكادير التي تحولت شوارعها إلى صحراء قاحلة، وانعدمت نظافتها وبهتت حذائقها، ستصوت على الشيطان نفسه لكي لا يبقى “عمدة” أكادير في مكانه، وإن كنت ستتذكر، بعد التصويت، أنك تقاطع الانتخابات أصلا!
– المشكلة الأكبر، أني لا أستطيع أن أصف الأمر على أنه هزيمة أو خسارة، لأني سأتناقض مع قناعاتي بخصوص ضرورة أن تشرف على الانتخابات هيئة مستقلة كما هو الحال في كل البلدان الديمقراطية؛ فلكي نتحدث عن هزيمة ونصر، ينبغي أن تكون اللعبة مفتوحة ونزيهة. وإلا ما معنى ألاّ تتسلم الأحزاب كل محاضر الفرز غير منقوصة (سجل النسيج الجمعوي لمراقبة الانتخابات هذه الملاحظة أيضا)؟ ما معنى ألا يعرف حزب أسماء الذين نجحوا باسمه رغم مرور أيام على إعلان النتائح، وقد كان يعرف ذلك بعد ساعات من انتهاء التصويت خلال الانتخابات السابقة؟ وما معنى ألا يستطيع حزب ترأس الحكومة منذ عقد من الزمن، تعداد أعضائه يتجاوز الـ 40 ألفا، ولديه منظمات موازية من جمعيات ونقابة، وحركة دعوية، وترأس كل العموديات وأهم المدن. أقول، ما معنى أنه غطى فقط %26 في الانتخابات المحلية؟ أين ذهبت القاعدة الصلبة التي كان يقول بها المحللون، وأين هم الأعضاء والمتعاطفين معه والمستفيدين من خدماته؟ لماذا انصرفوا عنه ولم يرغبوا في الترشح باسمه؟ لكي نبحث عن أسباب الهزيمة ينبغي أولا الحسم في أن الأمر يتعلق بهزيمة نتجت عن انتخابات نزيهة ومفتوحة، ولم تتخللها تجاوزات أو ضغوطات؟ ولكن حتى دفعي بهذا الكم من الأسئلة التي تجعل وصف “الهزيمة” غير سليم، فإن معطى آخر يحضر في الحين، يمكن التعبير عنه من خلال أسئلة أيضا: لماذا لم يقاوم حزب رئيس الحكومة هذه الضغوط؟ لماذا هان حتى أصبح من غير مرشحين؟ ولماذا لديه هؤلاء الأعضاء الذين يخشون الضغوطات؟ ولماذا لم يستطع تنشئة مناضلين أقوياء لا يخافون الضغوط؟ ولماذا %26 لم تؤثر فيها الضغوط؟ ولماذا لم يبد مرشحوه أية ردود فعل بعد أن تم حرمانهم من المحاضر وقد رأينا بعض ردود الفعل التي قام بها مرشحو أحزاب أخرى في كلميم وسبت كزولة وآسفي؟ وإذا كانت الأمانة العامة للحزب تحاول الإيحاء بإمكانية التلاعب بالنتائج، لماذا لم تصدر بلاغا واضحا في الأمر بدل عبارة “غير مفهومة”؟ هل الأمر يتعلق بممارسة سياسية تحتاج الشجاعة أم بأسئلة امتحان تحتاج للفهم؟ هل يتعلق الأمر بإبداء موقف سياسي أم بتحليل نتائج؟
الخلاصة: اذا أردنا أن نفهم ماذا حصل، علينا أولا أن نسلّم بأن الانتخابات كانت نزيهة وشفافة. وإذا سلمنا بذلك، علينا أن نسأل الناس لكي نعرف اتجاهات تصويتهم وأيضا لا تصويتهم. في غياب ذلك يبقى أمر تفسير ما حدث، أمر نسبي جدا وخاضع لقناعات كل شخص. وقد تتعدد التفييرات تعداد الناس!
وربما نتفق أو نختلف أيضا، على أنها تبقى أغرب انتخابات منذ أكثر من 20 سنة!
شكرا على هذا المقال الأول الذي أقرأ والذي يطرح الأسئلة الحقيقية، وكل هذه الأسئلة وغيرها من أسئلة منطقية (كما كل الطرق تؤدي إلى مكة) تؤدي إلى أن العملية الانتخابية كانت لعبة مفضوحة، العدالة والتنمية أفرغته الدولة من محتواه وانقلبت على الهامش الذي كانت قد منحته إياه والآن جاءت الضربة القاضية “بالعلالي”، كأحد الأسنان الذي أُزيل عصبه حتى لا يسبب لهم ألم، والآن أزالوا آخر جذر من جذوره لعدم إزعاجهم…
و من انت حتى تفسر نتاؤج الانتخابات ؟
ما وقع ان اغلب الشعب قد يئس من اي اصلاح لان الحكومة التي يصوت عليها لا تحكم والمقاطعون اكثر بكثير مما اعلن عنه والانتخابات تم التلاعب بها والنفح في عدد المصوتين والنسبة الضعيفة التي صوتت لم تصوت عن قناعة ولكن لان فلان من العائلة وطلب مني التصويت عليه اضافة الى توزيع الاموال بكثرة اذن فالطريق نحو ديمقراطية حقيقية .لا زال طويلا.