عن عمر يناهز 98 سنة انتقل إلى رحمة الله القيادي الإستقلالي عبد الكريم غلاب.
فبعد صراع طويل مع المرض توفي عبد الكريم غلاب اليوم بمسقط رأسه بفاس، وقد نعاه الناطق الرسمي باسم حزب الإستقلال عادل بنحمزة على صفحته بالفيسبوك قائلا: “الرائعون يرحلون تباعا، غادرنا إلى دار البقاء صاحب “مع الشعب” الأستاذ الجليل والصحافي اللامع والكاتب والروائي عضو مجلس الرئاسة بحزب الاستقلال السي عبد الكريم غلاب صاحب روائع “المعلم علي” و“دفنا الماضي”، تغمده الله بواسع رحمته و تقبل منه خير ما قدمه للوطن و الحزب”.
ترجمة مختصرة للراحل:
ولد الفقيد بمدينة فاس سنة 1919 وتلقى تعليمه الأول في المدارس الحرة ثم في كلية القرويين ابتداء من سنة 1932. سافر إلى القاهرة في أكتوبر سنة 1937، التحق بكلية الآداب بجامعة القاهرة (فؤاد الأول) سنة 1940 و تخرج منها سنة 1944 (قسم اللغة العربية).
وبدأ نشاطه السياسي في القاهرة للتوعية بقضية المغرب واستقلاله في بداية الأربعينيات حيث شارك مع زملائه المغاربة في تأسيس “رابطة الدفاع عن مراكش” سنة1943، إضافة الى اشتغاله كاستاذ بالمدارس الثانوية المصرية بعد تخرجه من كلية الآداب (1945-1947).
وبعده عاد إلى المغرب في ديسمبر 1948 فترأس تحرير مجلة (رسالة المغرب) الثقافية الأسبوعية ثم الشهرية ابتداء من سنة 1949 حتى توقيفها بقرار من الإقامة العامة الفرنسية في ديسمبر 1952، وعمل في الوقت نفسه محررا في جريدة ” العلم” اليومية حتى توقيفها في التاريخ ذاته. وساهم في إعادة صدورها تحديا لقرار الإقامة الفرنسية بتوقيفها في نونبر 1955. ترأس حرير مجلة “البينة الشهرية”.
وكان غلاب من الأطر الأولى المؤسسة لوزارة الخارجية المغربية بعد استقلال المغرب تحت رئاسة الحاج أحمد بلافريج. عين وزيرا مفوضا مديرا للإدارة العربية و لشرق الأوسط في شهر مايو سنة 1956 .
واستقال من منصبه في يناير 1959 وعاد إلى العمل في جريدة “العلم” كرئيس التحرير. وفي سنة 1960 أصبح مديرا لها حتى يوليو 2004.
وتخلى عن عمله في “العلم” خلال فترة 1981-1985 التي أصبح خلالها وزيرا عضوا في الحكومة المغربية.
وانتخب عضوا في البرلمان (مجلس النواب) خلال ولايتي (1977-1984) و(1993-1997).
كما حضر عددا من المؤتمرات الثقافية في العالم العربي و الغربي.
وشغل ايضا قيد حياته عدة مناصب في مجموعة من المؤسسات ومن بينها:
– عضو وقيادي في حزب الاستقلال وانتخب في اللجنة التنفيذية وجدد انتخابه منذ المؤتمر الخامس سنة 1960.
– عضو مجلس الرئاسة لحزب الاستقلال عقب وفاة علال الفاسي زعيم الحزب سنة 1974.
– رئيس إتحاد كتاب المغرب (1968-1976) وجدد انتخابه في ثلاثة مؤتمرات. ترأس مجلة “آفاق” الصادرة عن الإتحاد.
– نائب رئيس إتحاد الأدباء العرب 1968-1981.
– الأمين العام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية عند إنشائها سنة 1961 وجدد انتخابه في كل المؤتمرات إلى سنة 1983.
– نائب الأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب (1965-1983).
– عضو في أكاديمية المملكة المغربية منذ إنشائها سنة 1980.
– عضو في مؤسسة بيت الحكمة في تونس.
– عضو مراسل في مجمع اللغة العربية ببغداد.
– رئيس اللجنة الثقافية لمؤسسة علال الفاسي في المغرب.
بدأ ينشر محاولاته في الكتابة عام 1936، حيث نشر أول مقال له في مجلة “الرسالة” القاهرية. وواصل في مختلف الميادين الأدبية و الثقافية منذ سنة 1947.
ألف أكثر من 75 كتابا في الرواية والقصة والأدب والسياسة والفقه الدستوري وتاريخ المغرب.
فاز بجائزة المغرب للكتاب في الآداب ثلاث مرات عن رواياته:
دفنا الماضي سنة 1968
المعلم علي سنة 1974
شروخ في المرايا سنة 1994
اختارت منظمة الثقافة العربية روايته “المعلم علـي” من بين أفضل 105 رواية عربية نشرت عبر التاريخ، وقد تم تدريسها في مختلف المدارس الثانوية عبر البلاد العربية.
ترجمت له عدة أعمال روائية للفرنسية والإسبانية والكتالانية والأردية والإيطالية والإنجليزية.
كتبت عن أعماله الأدبية و الروائية أكثر من خمسين أطروحة جامعية للدراسات العليا والدكتوراه في مختلف الجامعات المغربية.
رحم الله الفقيد وغفر الله لنا وله ورزق أهله وذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.