عبد اللطيف وهبي تحول من وزير العدل إلى واعظ في البرلمان

هوية بريس – متابعة
كتب الدكتور إدريس الكنبوري “تحول عبد اللطيف وهبي وزير العدل إلى واعظ في البرلمان وهو يتحدث عن الفساد ذي الأوتاد الذي طغى في البلاد حين قال إن المفسد إذا لم يذهب إلى السجن في الدنيا سيذهب إلى جهنم!”.
وأضاف الباحث المغربي في منشور له على فيسبوك “ودعوني أقل لكم إنه لو كان صاحب هذا الكلام بنكيران مثلا لقامت الدنيا ولم تقعد على مقعد، وقد قامت يوم قال عفى الله عما سلف، وها هُو الفساد يأكل السلف والخلف، فما ترك السلف للخلف ما يأكلونه”.
وتابع الكنبوري “نعم، نحن نؤمن بأن الفاسدين الذين يسرقون أرزاق الناس أو يسكتون عليهم أو يحمونهم سوف يذهبون إلى جهنم وبئس المصير إن شاء الله، ليس بقرار وزير العدل لكن بدعاء الفقراء والمنكوبين والمرضى والمظلومين والجياع وذوي الحقوق والمغتربين الذين فرض عليهم الظلم الغربة، ولذلك صرنا نقول كلما سمعنا عن موت ظالم “مستراح منه” مهما قيل فيه في المنابر والبرقيات، ولكن الدولة “الحديثة” نشأت لكي تأخذ من هذا وترد إلى هذا، وتقتص من هذا لهذا”.
وما قاله وهبي، حسب الكنبوري “هو تغطية غير مباشرة على المفسدين، فقد أراد أن يكحلها فأعماها، ذلك أن رفع أمر المفسدين إلى السماء في دولة بها قوانين تعاقب المفسدين هو تعطيل للقوانين وللشريعة، أي للدنيا والآخرة، وهذا ما يسمى “الدين أفيون الشعوب”، وقد قام وهبي بترويجه من داخل البرلمان ليكون مطابقا لتقنين الكيف”.
ثم استدرك الكنبوري “ولكن رفع أمر المفسدين إلى السماء ينفع مع من يخشون السماء، ولا نظن أن المفسدين في المغرب يخشونها بل يخشون القانون. فهل من يظلم الناس يخشى جهنم؟ وهل من يسرق مال الشعب يخشى السماء؟ وهل من يقضي على مظلوم بالسجن ويعفي الظالم يعرف أن لجهنم ربا؟”.
وفي آخر منشوره أوضح الكنبوري، أن “هذه الازدواجية في منطق الدولة هي ما نجدها في ما يسمى الثوابت الدينية، المالكية والأشعرية والتصوف الجنيدي، ما فائدة هذه الثوابت إذا لم تطبق في السياسة وفي محاربة الفساد؟ وما فائدتها أصلا بجانب الدستور؟ وهل يوجد تصوف جنيدي بالفعل في المغرب في الشأن العام؟ كيف نوفق بين تصوف الجنيد صاحب الخرقة وبين تصرف جنود الفساد أصحاب الخروقات؟ وما علاقة ذلك بأباطرة المحروقات؟ لقد هزلت حتى بانت عظامها”.
ثم دعا “فاللهم في هذا اليوم المبارك تقبل دعاءنا الذي نسره إسرارا”.



