عبد اللطيف وهبي وزير الكوارث
هوية بريس – الصادق بنعلال
1 – بعد كارثة نتائج الامتحان الكتابي لولوج مهنة المحاماة التي ملأت الدنيا وشغلت الناس، وما لحقها من استنكار وتنديد شعبي قل نظيره، و تعالي “وزير” العدل ونرجسيته المرضية واحتقاره للتعليم العمومي المغربي، وغطرسته في التعاطي مع هذا الحدث الجلل، الذي كان يستدعي المطالبة بالتحري القانوني وتحريك المساطر في إطار القانون لمعرفة “ما وقع”، لأن اجتياز الاختبارات والمباريات خطوة مقدسة بالنسبة لأبناء الشعب مهما كانت انتماءاتهم “الطبقية والعائلية والسياسية”، ولأن ضوابط المساواة والعدل وتكافؤ الفرص في هذا المسعى من أقدس المقدسات، والاستهانة بها قد يعرض العباد والبلاد إلى مسخرة سوداء ومأساة إنسانية في المنابر الإعلامية العدوة والصديقة.
2 – بعد هذه الكارثة “التعليمية” غير المسبوقة وطنيا، يعود السيد “الوزير” مجددا إلى السقوط في “الكبائر” والموبقات السياسية، والخروج عن السياق والتطفل على مجالات تخرج عن “اهتماماته”، وربما السعي غير الإرادي نحو التسبب في زلزال آخر نحن في غنى عنه. ندرك – نحن المتتبعين – للشأن المجتمعي المغربي أن رئيس حزب “الأصالة والمعاصرة” السيد عبد اللطيف وهبي لا يصلح أن يكون وزيرا أو مسؤولا رفيعا في المؤسسات الرسمية الحيوية، لعوامل كثيرة أقلها الخصاص الذي يشكو منه في الميدان التواصلي والثقافة السياسية الدولية، والعجز عن التعبير عن قضايا الوطن والأمة بلغة عربية واضحة وسليمة، وعدم القدرة على التحكم في أعصابه واندفاعه غير المقبول في تصريحات إعلامية، يفترض أن تكون مدروسة من كل الجوانب والحيثيات ذات الصلة.
3 – وفي هذا المضمار خرج علينا هذا الوزير المستفز عبر فضائية عربية ليتحدث نيابة عن الملك ووزير الخارجية والشعب، عن قبول المغرب “المساعدة الإنسانية” للجزائر في سياق تداعيات زلزال مراكش المدمر، على الرغم من أن وزارة الداخلية أكدت في بلاغ لها أنه “في إطار تبني مقاربة تتوافق مع المعايير الدولية في مثل هذه الظروف، فقد أجرت السلطات المغربية تقييما دقيقا للاحتياجات في الميدان، آخذة بعين الاعتبار أن عدم التنسيق في مثل هذه الحالات سيؤدي إلى نتائج عكسية”. ومن تحصيل الحاصل القول إن موافقة المغرب على قبول مساعدة الدول الشقيقة والصديقة، في هذه الفاجعة الوطنية بالغة الألم والحزن والأسى، تخضع لبرنامج مسطر قائم على ضوابط و مراحل متسلسلة مترابطة، من المؤكد أننا سنكون في أمس الحاجة إلى كل الدول التي عبرت عن عزمها على الوقوف إلى جانبنا، أثناء المرحلة التي لا تقل عن سابقتها؛ حيث التهيئة وإعادة البناء.
4 – ولئن كنا نقدر عاليا قطاعا كبيرا من الشعب الجزائري الشقيق الذي عبر عن تضامنه ومواساته وتعازيه الصادقة للمغرب، فإننا مقتنعون إلى أبعد مدى بأن الدولة الجزائرية لا يمكن أن يصدر عنها خير حيال “جارتها الغربية”. كيف يمكن أن يقبل عاقل في كل بقاع العالم أن تكون هذه الدولة صادقة في نواياها “الطيبة”، وهي التي اجتهدت كل “الاجتهاد” في موضوع واحد طيلة ستين سنة: استهداف المصالح الحيوية للمملكة المغربية وتهديد وحدتها الترابية، واحتضان جبهة انفصالية إرهابية ومدها بكل الوسائل الممكنة وغير الممكنة، من سلاح وأموال ودعاية وإعلام، والحديث باسمها في جميع المنابر والمؤسسات الدولية بحماس منقطع النظير، كيف يمكن أن نصدقه وهو الذي أغلق الحدود البرية منذ سنة 1994 أمام “جاره الغربي”، وواصل “نضاله” في إغلاق مجاله الجوي أمام الطائرات العسكرية والمدنية المغربية؟ كيف يمكن أن نقبل “مساعدة” نظام يستثمر في طرد مواطنين بسطاء أبرياء من “أرضه” لمجرد أنهم مغاربة؟ ويوقف بعناد وكيد العمل بأنابيب الغاز المارة إلى أوروبا عبر المغرب؟ ويقتل بدم بارد شباب عزل يمرحون في عطلتهم الصيفية، وجدوا أنفسهم عن طريق الخطأ في سواحله؟