عبد المولى المروري: هناك دور كبير ومركزي للسلطة والدولة في هزيمة “العدالة والتنمية”..
هوية بريس- متابعة
كتب المحامي وعضو حزب العدالة والتنمية عبد المولى المروري تدوينة على حسابه “فيسبوك”، عونها بعنوان “هزيمة أم انتقام.. من خطط ؟ وكيف خطط ؟”، حاول أن يربط فيها هزيمة حزب العدالة والتنمية في انتخابات “8 شتنبر” بممارسة السلطة والدولة في حق الحزب، لا بصراعه الداخلي وتراجع شعبيته فقط.
وقال في ذات التدوينة: “هذه الهزيمة وإن كانت متوقعة ، ولكن ليس إلى هذا الحد المؤلم والعنيف.. وبالتالي هي هزيمة غير طبيعية، ولو سلمنا بتراجع شعبية الحزب وارتكابه أخطاء متنوعة ومتفاوتة الخطورة، الأمر الذي يصبح معه متوقعا انعكاس ذلك على شعبيته ونتائج هذه الانتخابات، ولكن لسنا بذلك الغباء والسذاجة السياسية إلى درجة أن نعتقد أن هذه الهزيمة وبهذا الشكل وبهذه النتائج أمر طبيعي ومتوقع، ولا يمكن أن تؤدي الأزمة الداخلية وحدها إلى هذه النتائج الكارثية ، وإن كنا لا نلغي وجودها ودورها في ذلك، حتما هناك دور كبير ومركزي للسلطة والدولة العميقة فيما وقع، هذا الجهاز الذي كان دائم التربص بالحزب وقياداته وأعضاءه… وبعضهم (القيادات) للأسف الشديد سهل هذه المأمورية على السلطة والدولة العميقة، هذه الأخيرة استعملت أيضا كل الأحزاب ضده ، المتحالفة معه داخل الحكومة أو التي اصطفت في المعارضة، وحتى الأحزاب غير الممثلة في البرلمان والتي لا يتجاوز عدد أعضاءها العشرات، هذه الأحزاب المتفرقة المشتتة لا يوحدها ويجمعها إلا هدف واحد ووحيد؛ هو إسقاط حزب العدالة والتنمية، وسهلت لهم السلطة استعمال المال والبلطجة بشكل مقزز وملحوظ لا تخطؤه العين، وجيشت الصحافة الصفراء ومرتزقتها، وكذا مرتزقة الفكر والثقافة الذين فتحت لهم المنابر والقنوات على مصراعيها، وسيطرت على عقول المواطنين بحملة إعلامية طويلة الأمد، مركزة الجرعات، موزعة على كل القنوات والإذاعات والجرائد الورقية والإلكترونية بخطاب تضليلي موجه نحو تضخيم أخطاء الحزب وتبخيس إنجازاته، وزرع غضب واحتقان في عقولهم باستعمال معطيات مغلوطة ومحرفة، وباحترافية كبيرة كي يتم حصاد كل هذا الغضب وهذا الاحتقان يوم التصويت، ليكون تصويتا عقابيا بنكهة الحقد والانتقام… واستعملت أشياء أخرى نجهلها كي ينهار العدد من 125 إلى 12 بطريقة دراماتيكية غير مفهومة وخارج عن منطق العقل والحساب”.
وأضاف المروري: “لقد سقط القناع عن الدولة العميقة، وانكشف الوجه القبيح للسلطة، والسؤال الاستراتيجي المهم، ما هو موقف بعض قيادات الحزب وأعضاءه الذين سهلوا مأمورية تحطيم الحزب بهذه الطريقة المأساوية؟ هل سيواصلون خطابهم التبريري والتفسيري؟ أم سيعترفون بسذاجتهم المفرطة وبأن الدولة استعملتهم من أجل تمرير مشاريعها وقوانينها ومخططاتها غير الشعبية، “ومسحتها” في الحزب كي يتحمل وزرها وحده دون الدولة وباقي أحزاب الحكومة؟ هل ستعترف بخطأها وتراجع مواقفها، ولما لا أن تتراجع إلى الخلف وتقوم بمراجعات شجاعة وحقيقية بدل استعمال خطاب ديماغوجي لم يعد يقنع حتى أصحابه؟”
وبخصوص ما يجب على الحزب فعله، كتب المروري: “لقد أصبحت الحاجة ملحة قبل أي وقت مضى من أجل تفعيل الحركة التصحيحية داخل الحزب، وفي أسرع وقت ممكن، بهدف إيقاف هذا النزيف وقطع الطريق على أي محاولة توريط الحزب في أي تحالف محتمل يعمق هذا الجرح، وعلى الحزب أن يأخذ المسافة المعقولة والموضوعية عن الدولة ، مسافة الأمان السياسي والتنظيمي الذي يحصن قراره الداخلي ويبعده عن أي ضغط أو توجيه أو مساومة، كي يصبح أو يعود كما كان حزبا وطنيا شعبيا مستقلا غير خاضع أو تابع…”.
وختم تدوينته بالقول: “إن حسابات السلطة خاطئة ونتائجها ستكون خطيرة على المدى القريب أو المتوسط على أبعد تقدير بسبب إضعافها للأحزاب السياسية وهيمنتها على كل تفاصيل الحياة السياسية ومفاصيلها، وحسابات بعض قادة الحزب مقلوبة وفاقدة للبوصلة ، وستكون كارثية إذا لم تفتح المجال والباب لحركة تصحيحية لا يكونون طرفا فيها.. وصمت المفكرين والمثقفين الجادين والنزهاء هو كارثة وحده، صمتهم هذا سيطيل أمد تخلف هذا الشعب ويمد من عمر انخفاض وعيه ونضجه.. وهذه قصة أخرى”.
محامي صحيح تبارك الله.
هذا لأنكم لم تنصنتوا للشعب، و خذلتموهم فخذلكم الله.
وكانت الإشارة قوية لكم في انتخابات المجالس المتساوية الأعضاء، ومع ذلكم ثقتكم الزائدة في النفس غرتكم و قلتم أن هذا التصويت لم يكن عقابا….
انتظروا قرنا من الزمن حتى يأتي جيل آخر ينسى خذلانكم لوعودكم و قهركم للشعب.
نصيحتي للمخامي و زملائه المسنطحين، اعتزلوا العمل السياسي.