عبقرية الشيخ عبد العزيز الطريفي
هوية بريس – عمّار بن زياد
لطالما كنت ألمح الشيخ الفاضل عبد العزيز الطريفي وهو يفتي على إحدى القنوات الدينية، فلا أعير للأمر انتباهًا…
كنت في الحقيقة أراه شيخًا عاديًا كباقي الشيوخ ممن أحبهم وأحسبهم على خير، ولم يكن يلفتني في الطريفي ما هو مميز، أو بالأحرى = لم يكن ذلك التميز قد انكشف لي…
ولكنه وبعد اعتقاله من السلطات السعودية، بدأت تجتاح كلماته وتغريداته نفوس المسلمين، وتنتشر كالنار في الهشيم، فما إن قرأت التغريدة تلو التغريدة حتى قلت في نفسي: سبحان الله!! من أين أتى هذا الشيخ بهذه الحكمة والقدرة على الاستنباط مع نسجها بأسطر يسيرة؟!
فما إن بدأت الخوض في كتبه إلا وكأني قد حزت كنزًا ثمينًا كنت غافلًا عنه، أعترف أني لم أجده عند رجل آخر، فمن حيث البصيرة = كأن الله قد ألقى في قلبه فهم الإسلام ومقاصده العليا…
ومن أكثر ما لفتني في كتاباته هو كتاب: الفصل بين العقل والنفس، والذي تظهر فيه عبقريته وفهمه لطبائع النفوس، حيث فكك للقارئ طبيعة النفس البشرية وكيف تتداخل في أحكام العقل، ليغوص في مقاصد شرعية لم أسمع بها من قبل، مع لغة عربية راقية ورصينة…
ومن ثم كتابه العقلية الليبرالية…
هذا من الناحية العلمية؛ أما في شخصيته فهو رجل أنيق العبارة بشوش الوجه غزير الحفظ، يظهر على محياه الأدب والسكينة التي وصف الله بها عباده المتقين…
وما رأيته لاك لسانه بلفظ جارح أو ردّ الإساءة بالمثل على من تطاول عليه مع كثرتهم…
وما قبل على نفسه أن يكون عالمًا من علماء الطواغيت يفتي لهم بما يتسق مع أهوائهم فكان السجن أحب اليه من ذلك.
يقول شيخنا وكأنه يصف نفسه: “لا أعلم أحدًا في التاريخ نفع الله به الأمة بالحق إلا وقد نزل به ابتلاء قلَّ أو كثر.. الابتلاء باب لا بد أن يدخله كل صادق”.