عشرات الآلاف من الفلسطينيين محاصرون في أحد المعابر داخل قطاع غزة

هوية بريس – متابعة
كتب الدكتور إدريس الكنبوري “عشرات الآلاف من الفلسطينيين محاصرون في أحد المعابر داخل قطاع غزة يوما كاملا بسبب رفض إسرائيل السماح لهم بالعودة من جنوب إلى شمال القطاع الذين طردوا منه خلال العام ونصف الماضي تحت القصف والعدوان، في واحد من خروقات كثيرة للاتفاق بينها وبين المقاومة”.
وأضاف الكاتب والباحث في منشور له على فيسبوك “مئات الآلاف من الذين تم تهجيرهم أثناء العدوان يعانون الجوع والبرد، دمرت منازلهم وقتل أفراد عائلاتهم وضاعت ممتلكاتهم وسقطت مدارسهم وقطعت أطرافهم، تضيف إليهم إسرائيل معاناة أخرى تضاعف آلامهم ومآسيهم، كل ذلك أمام أنظار العالم”.
وتابع الكنبوري “ليس الأمر مصادفة، فهذا تنسيق تام بين الإدارة الأمريكية الجديدة وبين إسرائيل. فقد أعلن دونالد ترامب قبل ساعات بأن على الأردن ومصر استقبال سكان غزة لتوطينهم، وقام بالواجب من ناحيته، وتقوم إسرائيل بالواجب من ناحيتها بمنعهم من دخول القطاع حتى تضطرهم إلى المغادرة النهائية، فكَّان اثنان لنفس الوحش، فكّ طالع وفكّ هابط لكسر عظام الفريسة، لكن عظام الشعب الفلسطيني لا تنكسر”.
كما ذكر الكنبوري “المملكة الأردنية اتخذت موقفا شجاعا تجاه اقتراح ترامب، إذ أعلن وزير الخارجية الأردني اليوم أن الاقتراح مرفوض وقال إن “الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين”. لكن القضية أكبر من هذا، فقد التزم الأردن ومصر الصمت خلال العدوان الذي استمر 15 شهرا، ولكن أمريكا لم تشكرهما، بل طالبتهم بقبول الفلسطينيين، وهذا معناه أنك عندما تتسامح مع إسرائيل وأمريكا فإنهما تطلعان فوق رأسك لأخذ شمس”.
مأساة الشعب الفلسطيني، حسب الكنبوري “لا يمكن تصورها، بعضنا طبع معها وبعضنا اعتاد عليها بحكم العادة، لكنها مأساة من نوع خاص جدا مع نوع من البشر خاص جد. عندما تقرأ القرآن الكريم -الذي ما زال حتى الآن موضع إجماع على الأقل- وترى ما يفص الله سبحانه عن أولئك القوم، وكيف يتحدث عنهم، ستدرك أن الشعب الفلسطيني اصطفاه الله لمهمة لا يعلمها إلا هو، فليس عبثا أن يختار الله شعبا ليعاني على يد من غضب عليهم، إلا إن كان يحبه”.



