يقول ألبرت إنشتاين: العلم دون الدين أعرج، و الدين دون العلم أعمى.. هذا القول الرائع لهذا الصرح العلمي الكبير إنشتاين لا ينطبق بطبيعة الحال على الجهلة من أمثال المسمى محمد عصيد أستاذ الفلسفة كما يدعي، هذا القول له عمق كبير ليس على مقاس ذاك الذي همه الوحيد الطعن في دين محمد صلى الله عليه و سلم، لست هنا لأحرض على أمثال هؤلاء، أكتب هذا الموضوع لأعري هذا الشخص الذي صنع منه إعلامنا الصهيوني نجما من نجوم الفكر و الفلسفة.
أنا من الذين يضمون صوتهم لصوت الدكتور المهدي المنجرة رحمه الله تعالى، الذي اعتبر في محاضرة سنة 1993 بمكناس؛ قناة دوزيم و من يمشي في فلكها بالصهيونية الماسونية هدفها هدم القواعد العقائدية و القيم الإسلامية التي حافظنا عليها لما يفوق 13 قرنا من دخول هذا الدين بلاد المغرب حرسها الله، هذا العصيد و قنوات الصرف الصحي المغربية لم تقم بتوجيه الدعوة لمفكرينا الكبار حماهم الله من أجل الرد على تفاهات الجاهل المفكر فيلسوف نفسه، لأن الهدف ليس فتح حوارات جدية بخصوص بعض القضايا المجتمعية الراهنة، الهدف هو الترويج لكذبة كبيرة اسمها الرأي و الرأي الآخر من أجل التقليل من قيمة الدين و التدين تدريجيا؛ ليس من خلال عصيد و أمثاله من الجهلة فقط، بل ببرامجها الماجنة التي استحدثت قيما مستوردة لهدم قيمنا التي تربينا عليها و نتحسر على فقدان بعضها للأسف، ما يناقشه هذا العصيد و من معه من ضرورة الانفتاح على العالم و الاستفادة من تجاربه في مجال الحريات الخاصة و حرية المعتقد؛ لا يعدو أن يكون إلا حلقة من مسلسل القيم التي اقتحمت بيوت المغاربة عبر مسلسل سامحيني و جنان و غيرهما، إلا أن حلقات مسلسل عصيد و مزان فتتباعد حسب خرجات كل منهما. أصبح من المألوف أن يخرج عصيد بتفاهة؛ فتخرج بعده مليكة مزان بتفاهة أكبر منها، هو مسلسل إذن؛ نتتبع حلقاته منذ زمن و قد حان الوقت لتكون لي كلمة في الموضوع.
أشرت للرأي و الرأي الآخر الذي معناه ببساطة أن تكون مدعوا عند شخص ما؛ فيقدم لك اختيارين بقوله مثلا: ما الذي تريد شربه؟ شاي أم قهوة؟، في هذه اللحظة ستختار إما الشاي أو القهوة و سترحب بذلك و تحس في قرارة نفسك بأنك اخترت الشاي عوض القهوة التي لا تستسيغ مرارتها، لكن الحقيقة أن مضيفك هو الذي يتحكم في اختياراتك المحدودة و المحصورة إما في شاي أو قهوة. هكذا هو الرأي و الرأي الآخر، تعتقد بأن وسائل الإعلام تقدم لك رأيين مختلفين لتختار أنسبهم إليك، لكن الحقيقة أن القنوات التلفزيونية تتحكم في اختياراتك، هذا إن صدق القول و افترضنا أنها تقدم آراء مختلفة، بل هي منتقاة لخلق رأي عام واحد و لو اختلفت الآراء. الآراء الحرة لا مكان لها على الإذاعات و التلفزات و الصحف خصوصا المغربية منها دون الحديث عن العربية و الأفريقية و حتى الغربية التي تدعي حرية الرأي و تعدد الأفكار. الأفكار و الآراء المزعجة غير مرحب بها على الإطلاق، لذا لا بأس أن نقدم رأيا مزعجا لهؤلاء بالرغم من أن عصيد يدعي أن أفكاره مزعجة إن صح و كانت له أفكار و كان يفكر ليكون مفكرا.. يمكنني الحديث بالدارجة المغربية لأقول بأنه: كيخمم، أي مُخمم، عصيد كيخمم بالدارجة، إذن هو مخمم و ليس مفكرا.
أقول هذه الكلمات للمزحة فقط كي لا نعطي عصيد أكثر من حجمه.
لم أُرِد و لم أَرُد أبدا على شخص بهذا المستوى الرديء من الفكر، لا أحب النزول للرد على شخص يدعي بأنه مزعج، سنقف على القمة كما كنا لننظر و نتفحص ما يهدف إليه أمثال هؤلاء، هذا التلميذ المتفلسف لم يقدم نظريات فلسفية جديدة و لم يحدث شيئا في مناهج الفلسفة، هو مجرد تلميذ مجتهد أوجدت له المدرسة وظيفة و سمحت له بأن يتسلق و يتملق للوصول رغبة في التواجد خلف ميكرفون ليصرح بجهله أمام الناس و يجلب عليه نقمتهم و يجعل من نفسه أضحوكة عبر المغرب.
لا بأس إذن إن اختصرت الحديث من أجل كشف الجهل الذي يتخبط فيه فيلسوف زمانه أستاذ التعليم بالسلك الثاني قسم فلسفة، يدعي بأنه فيلسوف و أستاذ، إلا أن فلاسفة آخرين لهم رأي آخر، قال قائل منهم: العظماء تكفيهم أسماءهم، أما الحمقى فيتسابقون على الألقاب. لذا وجب علينا أن نقيم القدرات العقلية لعصيد قبل أن نخوض في الرد على ما قاله ضدا على دين الله.
سبق لعصيد و مزان أن وقعوا عقد نكاح بينهما بمباركة ربهما الأمازيغي ياكوش و على شريعته، و ما علمت له بشريعة منزلة على الأمازيغ إلا من خلال عقد النكاح الذي نشرته مليكة مزان بصفحتها على الانترنيت. لا يمكن لذي عقل سوي أن يقوم بمثل هكذا أمر إلا و به خصاصة في عقل و أخلاق، كان على قنوات الصرف الصحي المغربية قبل عرض تفاهات عصيد على المسلمين بالمغرب، كان الأولى بها عرضه على طبيب نفساني ليقيم قدراته العقلية أولا، لذا فإن قنواتنا التلفزية تلك ليست إلا قنوات صهيونية ماسونية تأكدت حقيقتها بعد سنين من محاضرة الدكتور المهدي المنجرة رحمه الله و تجاوز عنه.
عصيد و أمثاله ليسوا إلا أولئك الذين قال عنهم السي المهدي في محاضرة أخرى بأنهم باعوا كل شي، أي النخبة المسماة مثقفة التي باعت الدين و الوطن و القيم لاستبدالها بقيم و أخلاق صهيونية ماسونية يتم دسها بالتدرج كي تصبح سائدة و مألوفة.. العري، الفسق، التطاول على الدين، الجرأة على العلماء، وضع المتسلقين و الطامعين في أماكن شاغرة كي لا يصل لها الأذكياء، إعطاء الفرصة أكثر لمن يخدم الأجندات الماسونية الصهيونية نقمة و انتقاما من قيمه، تاريخه و مستقبله، تزوير التاريخ، تزوير المثقفين، إبعاد الفكر الحر و الأفكار المزعجة حقا و اللائحة طويلة….
إن من له أفكار مزعجة ليس عصيد بل الدكتور المهدي رحمه الله الذي رفض رفضا أن ينتقد قناة ثم يهرول عندها لتمنحه فرصة الجلوس خلف ميكروفون، السي المهدي رحمه الله سيبقى خالدا و دخل التاريخ من أبوابه الواسعة في الوقت الذي خرج عصيد من الباب الخلفي للتاريخ ليجد نفسه في المزبلة.
إليكم رابط المحاضرة و اضغطوا على الرابط قبل قراءة باقي الموضوع.
إن من بين الخرجات البهلوانية لأستاذ الفلسفة التلميذ عصيد، قوله في محاضرة بأن رسالة محمد صلى الله عليه و سلم لعظيم الروم؛ تعتبر رسالة تهديدية إرهابية، متهما بطريقة واضحة محمد صلى الله عليه و سلم بترهيب و تهديد و تخويف إمبراطور الروم.
أنا من الذين يجزمون بالقطع بأن عصيد لم يقرأ الرسالة، و إن قرأها فعلا فقد تعمد إخفاء الحقيقة و هو ما سأكشفه لأظهر الحق و لو كره هذا التلميذ. رسالة النبي محمد صلى الله عليه و سلم لعظيم الروم احتوت على عبارات واضحة لا يسيء تأويلها إلا جاهل أو متحامل عدو لمحمد رسول الله و لدين الله تعالى.
لم ينكر عصيد إلحاده، و لم يعلن إيمانه، بل أقام الشهادة على نفسه بأنه جاهل و من يستضيفونه على قنواتهم أكثر جهلا منه، لماذا؟.
أولا لم يرد في رسالة النبي صلى الله عليه أي تهديد لعظيم الروم، لاحظوا، لقد سبق و قلت بأن عصيد جاهل و لا يستقيم لسانه على كلمة من اللغة العربية و يطعن في رسائل نبي الله إلى ملوك و قادة الدول بعلم أو بجهل منه. محمد صلى الله عليه و سلم كان لبقا في تعامله مع كبار الشخصيات السياسية للشعوب الأخرى و لم يرسل أي رسالة لأي منهم دون ذكر عبارة هرقل عظيم الروم أو كسرى عظيم الفرس أو المقوقس عظيم الأقباط، كلمة أو عبارة –عظيم- استعملها النبي صلى الله عليه للرفع من قيمة متلقي الرسالة أمام قومه أثناء قراءتها في حضور كبار الشخصيات آنذاك، ليس من أخلاق النبي صلى الله عليه بعث رسالة تحتوي تهديدا أو وعيدا مهما كان الحدث، خصوصا أنها أول رسائل الاتصال بزعماء الدول المحيطة بالجزيرة العربية، أي الرقعة الجغرافية التي هي في أمس الحاجة لعلاقات تجارية و اقتصادية و سياسية مع دول الجوار بمفهومنا الحديث، علاقات تعاون و احترام.
تقول رسالة النبي محمد صلى الله عليه و سلم لعظيم الروم و التي حملها دحية الكلبي ما نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى· أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم اليريسيين، (يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون)·
إن النبي صلى الله عليه قال: أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم. ماذا يعرف عصيد عن دعاية الإسلام، أسلم تسلم؟
عبارة أسلم المقصود بها من خلال دعاية الإسلام هي إسلام الوجه لله وحده، أي الخضوع الكلي لإرادة الله و التسليم به و الإيمان المطلق بربوبيته، أي أن دعوة النبي صلى الله عليه لعظيم الروم لم تحمل أي دعوة للخضوع لإرادة و سياسات و توجهات النبي، بل هي دعوة تترفع عن أحلام الدنيا بقول النبي صلى الله عليه لهرقل: يؤتك الله أجرك مرتين، دعاه للخضوع لله وحده باعتباره من أتباع الدين النصراني و هو ما لخصته الآية الكريمة.
السؤال الذي يجب الجواب عليه، لماذا ركز عصيد على عبارة اسلم تسلم و اعتبرها إرهابية، و لم يركز على الآية الكريمة التي تقول في آخرها: فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون؟، اشهدوا بأنا مسلمون هي نفسها رد على عصيد بأن ما ورد في الرسالة خاتمتها الفصل بين الظلم و العدل، بين العدوان و الدعوة للسلام، إن رسالة النبي صلى الله عليه رسالة دبلوماسية بامتياز في زمن كانت منطقة الشرق الأوسط تشهد تجاذبات سياسية و عسكرية كبيرة بين قوتين إقليميتين تمثلان امتدادا أوروبيا إلى حدود الجزيرة العربية ممثلا بالإمبراطورية الرومانية، و قوة شرقية ممثلة في الإمبراطورية الفارسية في شخص كسرى عظيم فارس.
محمد صلى الله عليه و سلم عندما راسل قادة الدول كهرقل و كسرى و المقوقس عظيم الأقباط و النجاشي ملك الحبشة، كانت كل رسائله تبدأ بعبارة: من محمد رسول الله إلى عظيم الروم أو الفرس كي يقوم بخطوة إلى الأمام بعدما أسس للمجتمع المسلم الجديد من أجل كسب علاقات دينية و دنيوية تدل عليها الآية الكريمة التي كتبت في كل الرسائل إلا رسالة كسرى لأنه ليس من أهل الكتاب. قول الله تعالى: يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم… فيها دعوة إلى توحيد الكلمة من أجل الخضوع لأوامر الله بتوحيده و الخضوع له وحده دون إخضاع بعضنا لبعض كي لا يكون هناك أرباب أسياد و عبيد، بمعنى أن نحقق العدل بيننا كأمم و شعوب مهما اختلفت عقائدها. هي ليست دعوة فقط لذلك؛ هي إعلان عن ظهور مجتمع جديد يحمل قيم منقحة جديدة جاء محمد صلى الله عليه ليتمم مكارم الأخلاق فيها ببعث روح جديدة في المجتمع العربي المسلم حديثا، أي بعث روح جديدة في العلاقات بين العرب المسلمين بالجزيرة العربية و باقي شعوب المنطقة التي نسميها اليوم بشعوب الشرق الأوسط.
عندما تبدأ رسائل النبي صلى الله عليه بعبارة: من محمد رسول الله إلى عظيم الروم أو فارس، هي إعلان عن قائد جديد لأمة جديدة ترتب نفسها لتأخذ مكانا في محيطها الإقليمي و الدولي. بَعثُ رسل النبي صلى الله عليه إلى قادة الدول ما هي إلا واحدة من الإستراتيجيات السياسية التي أعلن من خلالها على وجود تحول كبير في منطقة كانت تعتبر منطقة صراعات قبلية و فرقة و تسيب، ظهور نبي قائد معناه ظهور رسالة جديدة ليست لها أطماع سياسية و لكنها دعوة إنسانية و روحية تحمل رؤية جديدة للعالم أشبه ما تكون بثورة في العقائد و القيم و الأخلاق.. أعتذر عن استعمال عبارة ثورة، لأنه اقل ما يقال في تفسير ما جاء به النبي من تحولات كبيرة أحدثت تغييرا جذريا في طبيعة العلاقات بين قبائل العرب التي توحدت على عقائد و قيم جديدة تؤمن بضرورة نبذ العنف بين المسلمين و عدم الاعتداء على المخالف إلا في إطار الدفاع عن النفس هذا إن هموا بالاعتداء.
عندما توحد العرب عقائديا، كان من السهل توحدهم من أجل بناء مجتمع جديد تسوده الأخوة بين القبائل، فتم تحريم سفك الدماء، تحرير العبيد، الصلح بين القبائل، جمع كلمتهم من أجل بناء أسس دولة قوية لها قانون يحكمها عوض العرف القائم على مصلحة القبيلة و الحكم للأقوى، تأسيس جيش، بناء مؤسسة بيت مال المسلمين وزارة المالية بمفهومنا الحالي، سن قانون الضرائب المعروف بالزكاة، سن قانون تجاري، وضع قانون عمل، تربية و تعليم و اللائحة طويلة… عندما يأتي رجل برسالة من الصحراء تحمل هذه القيم التي نجحت في خلق مجتمع جديد ينبذ العنف فيما بينه، هي دليل نجاح لمنهج محمد صلى الله عليه، أي دعوته أصبحت ناجحة و يمكن ترويجها بدعوة قادة الشعوب من أجل الاقتداء بنموذج الجزيرة العربية على منهج النبي صلى الله عليه و سلم و إتباعه في ذلك.
إذا كانت هذه الدعوة و هذه القيم هي دعوة النبي محمد صلى الله عليه لقادة الدول، فأين الإرهاب في مثل هكذا دعوات؟.
عصيد هذا من الحشرات الضارة، علما أن الطبيعة تنتج حشرات ضارة و نافعة، فإن قتلنا الضارة اختل التوازن الطبيعي، لذلك فإن وجود عصيد ضرورة راهنة في غياب إعلام حر و قوي يرد على هكذا ترهات باستضافة مفكرين و مثقفين حقيقيين؛ وجودهم إعلاميا على الساحة يفوت الفرصة على الحشرات الضارة من دخول بهو بيتنا المغربي،.. عندما يصبح الوطن مزبلة، فالذباب سيتخذه مسكنا.
ألم يتخذ الذباب من المزابل مسكنا؟.
خرج الذباب من جديد في حلقة جديدة من مسرحيات عصيد ليقول لنا بأنه يجب تجديد الإسلام بتأويل جديد لسورة الفاتحة، بمعنى أننا لم نعد في حاجة لتفسير النبي لتلك السورة كما ورد في قوله.
هنا سأختصر الرد بالقول بأن القرآن مجتمع في الفاتحة، و الفاتحة مجتمعة في قوله تعالى: إياك نعبد و إياك نستعين، و تفسير إياك نعبد و إياك نستعين يمكن أن تكتب فيه مجلدات و كتب إلى آخر يوم في التاريخ، لأن مسألة عبادة الله تحتاج إلى تفسير لا يختصر في توحيد الله تعالى هكذا ببساطة لغوية فقط، بل هناك من يعتبر التوحيد بدون ذكر علي رضي الله عنه يعتبر شركا، و هناك من يعبد الله من خلال عيسى عليه السلام و غيرهم يعبدون الله بالتقرب للأضرحة، و غيرهم يعبد الله بعبادة الشيوخ و تفسيراتهم للإسلام و الحاخامات للتوراة و التلمود و هناك من يعبد الله من خلال الفلاسفة كالبوذيين، و كل هذه العبادات ليس فيها توحيد لربوبية الله.
إن قول الله تعالى في سورة الفاتحة: إياك نعبد و إياك نستعين شاملة المفهوم تحتاج لتفصيل من أجل تعريف عبادة الله في المال و العلاقات الزوجية و في العلاقات مع المجتمع و غيرها من العلاقات الإنسانية و السياسة و الاقتصادية و المالية، كل هذه المجالات فيها عبادة لله.
يقول عصيد: آية –المغضوب عليهم و لا الضالين- في سورة الفاتحة يجب تفسيرها تفسيرا يتطابق مع التزامات الدولة.
جهلهم و كرههم لدين الله يجعلهم يخرجون القاذورات من أفواههم، لو كان الأمر يتعلق بنقد مبني على فهم جديد للآية لكان عصيد قد أضاف شيئا جديدا يدل على رقي تفكيره و دقة ملاحظاته، لكن جهل هذا التلميذ يدفعه للهرطقة و كأنه يفكر بصوت مرتفع من على قناة فرنس 24 الماسونية.
إن الدولة يجب أن تمشي و تتطابق مع نص القرآن و ليس نص القرآن هو الذي يجب عليه أن يتطابق مع سياسات الدولة، لأن الله تعالى عندما نستقبل قبلته من أجل الصلاة، نبدأ بقول: الله أكبر، بمعنى أن الله أكبر من الأمم المتحدة و حلف الناتو و جامعة الدول العربية و البنك الدولي و منظمة المؤتمر الإسلامي، أي أن الدولة عليها الخضوع لله الذي فيه صفة العظيم الذي هو أكبر من سياسات البنك الدولي الإرهابية، و هو أكبر من سياسات أمريكا الإمبريالية، أي الله الذي هو أكبر من إسرائيل و اللوبي الصهيوني؛ أي أكبر من كل هؤلاء، فما على الدولة إلا الخضوع لله أولا قبل الخضوع لقرارات الأمم المتحدة أو سياسات البنك الدولي، أي الأولى بالخضوع هو الخضوع الكلي لله تعالى، و الأولى بالخوف هو الخوف من الله و ليس من منظمات حقوق الإنسان و الحريات الفردية التي هي تحت سيطرة الماسونية الصهيونية العالمية.
هل تعرف يا عصيد ما معنى الخضوع لله تعالى؟، هي أن نعمل على خلق اكتفاء ذاتي من الفلاحة و استقلال في الطاقة و فرص عمل تحترم فيها كرامة الإنسان، الخضوع لله معناها مواجهة برامج التعليم المفروضة من البنك الدولي الذي يوفر لك فرصة عمل في نظم تعليم فاشلة، أن نعبد الله وحده هي أن نبتعد عن سياسات المغضوب عليهم ، روتشيلد و روكفلر اليهود الصهاينة، أن نعبد الله هي الامتناع عن استهلاك كوكاكولا و بيبسي و البقرة الضاحكة و منتجات الشركات العابرة للقارات و نعوضها بمنتجاتنا الوطنية. هذا هو معنى الخضوع لله و الابتعاد عن المغضوب عليهم و لا الضالين.
إذا كان الله غاضبا على هؤلاء، ففي القرن الواحد و العشرون استفاق المسلمون و غير المسلمون ليغضبوا على اليهود الصهاينة و على النصارى الصهاينة. إذا كان الغرب اليوم يخرج ضد المغضوب عليهم ربانيا و الضالين، فمن علمهم بأن اليهود الصهاينة و النصارى الصهاينة يجب الغضب عليهم؟
إن الله حين قال:- المغضوب عليهم و لا الضالين- لم يعمم الخطاب على كافة اليهود و النصارى، لأن من اليهود و النصارى من هم معنا في خندق واحد ضد سياسات المغضوب عليهم من يهود و نصارى العصر المعروفين بالصهاينة اليهود و الصهاينة المسيحيين.
لازلنا أيها العصيد في حاجة لتفسير النبي صلى الله عليه لسورة الفاتحة، و سنعلم أطفالنا بأن المغضوب عليهم و لا الضالين في القرن الواحد و العشرين هم الصهاينة المحتلين لأرض فلسطين، سنعلمهم بأن المغضوب عليهم و لا الضالين هم الذين يمتلكون 80 بالمائة من ثروات العالم، سنعلمهم بأن هؤلاء هم الذين استعمروا بلداننا و دمروا حضارتنا و نهبوا ثرواتنا بمساعدة أبناء جلدتنا، سنعلم أطفالنا بأننا نرضخ لاستعمار جديد اسمه اقتصاد السوق القائم على الندرة المتحكم فيه صهيونيا، سنعلم أطفالنا بأن الأنظمة السياسة لا ضرورة لها، سنعملهم بأن الله علمنا من الطبيعة، علم الإنسان كيف يواري سوءة أخيه بغراب دفن غراب، سنعلمهم بأن المغضوب عليهم من خلال سياسات بنكهم الدولي فرضوا علينا نظام اجتماعي جديد أنتج نظاما اقتصاديا جديدا بغطاء سياسي اسمه الديمقراطية، سنعلمهم بأن المغضوب عليهم و لا الضالين هم من ينشرون الديمقراطية بطائرات يبلغ ثمنها أكثر من 500 مليون دولار، تحمل صواريخ يتعدى ثمنها 50 ألف دولار ليقتلوا فقراء لا يتعدى دخلهم دولارا واحدا. نعم سنعلمهم ما يفعله المغضوب عليهم و لا الضالين.
يجب علينا أن نحمل رسالة الله لكافة البشر لنذكرهم بأن ثروات الأرض ليست ملكا للبنك الدولي أو لعائلتي روتشيلد و روكفلر، بل هي للناس جميعا: “هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ” سورة البقرة الآية 29
ما العيب إذن إن علمنا أبناءنا بأن هناك قوم مغضوب عليهم و ضالين يسيطرون على ثروات البشرية؟، ما العيب إذن إن علمنا و تحدثنا بقوله تعالى: كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر؟ أليس النهي عن المنكر من ضمنه فضح سياسات اليهود الصهاينة و النصارى الصهاينة؟ أليس الأمر بالمعروف هو التصدي لسياسات الدول التي تنهب ثرواتنا؟ ما العيب إذن يا عصيد؟
إن الله تعالى ليس عدوانيا و ليس معمما، عندما اختص المغضوب عليهم و الضالين معهم؛ عمم على فئة من اليهود و النصارى ستبقى ضمن دائرة الغضب و الضلال ماداموا ينتهجون سياسات عدوانية ضد كل البشرية و يعتقدون اعتقادات فيها علو على باقي الخلائق.
يقول الله تعالى: “لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ” سورة الممتحنة آية:8.
إن مشكلة عصيد لا تكمن في علمه، بل في تمسكه بجهله، لذا فجوابي عليه لا أنتظر منه اقتناعا، بل توضيح الأمور لغيره والسلام عليكم ورحمة الله.
أنا أرى أن هوية بريس تساهم في نشر فكر هذا الشخص وتساهم في انتشاره .وتضيف حتى صورته.المرجو من القائمين على هذا المنبر تجاهل هذا النكرة.