عصيد يمارس الشعوذة الأيديولوجية والافتيات على الفقهاء والأطباء
هوية بريس – د.محمد عوام
اطلع علينا المدعو أحمد عصيد العلماني المتطرف، بفكر غريب في شأن صيام رمضان، ادعى فيه أن الأطباء ينصحون بشرب الماء الساخن حتى لا يتسرب فيروس كورونا إلى الحلق، فدعا إلى عدم صيام رمضان، فهو بذلك يمارس الشعوذة الإيديولوجية التي ينطلق منها، وهي كونها لا تؤمن بالدين قطعا وتعتبره من الرجعية والتخلف، وأنه أفيون للشعوب، هذه هي الحقيقة التي ينطلق منها، لكنه يخفيها عن المغاربة، فيلبس عليهم، ويزدري عقولهم ويستخف بمشاعرهم الدينية. متجاهلا أن الفقهاء الذين يسخر منهم في كل كلماته، كأنه فطم من أول وهلة على ذلك، أنهم فصلوا وبينوا، كون المريض لا حرج عليه في الإفطار لكونه مريضا، أما غير المريض فبأي حجة يجوز له الإفطار مع العلم أن النص الشرعي واضح في ذلك، وهو قوله تعالى: “وإن كنت مرضى أو على سفر فعدة من أيام أخر.” ولكن الغرض عند عصيد ليس اهتماما بصحة المواطنين، فقد سبق له أن اصطف مع الذين يدعون إلى المجاهرة بالإفطار في رمضان، وهذا الموقف اليوم يكشف حقيقة عصيد وموقفه من الشريعة برمتها. والغريب أنه في الوقت الذي يدعو الناس فيه إلى عدم الاستماع إلى الفقهاء، فإذا به يرتدي عمامتهم هذه المرة بلون أحمر بولشفي.
ثم الغريب كون عصيد الذي لطالما سمعناه يلهج بالمنهج العلمي، والتخصص الفكري، فإذا به يسقط في الافتيات على الأطباء، ولم يستح أن ينسب إليهم ما لم يقل به أحد منهم، في شأن صيام رمضان، بل إن المتخصصين منهم أكدوا عكس ما يدعي، وخلاف ما يزعم، مثل ما أكد الدكتور معز الإسلام عزت فارس، وغيره من الأطباء الذين أكدوا أن الصيام يقوي جهاز المناعة، ولو كانت القضية تعني عصيد من الناحية الطبية، لكفاه بحثا ما نشر منذ زمان من بحوث حول العلاج بالصيام، وفوائد الصيام الصحية، وقتله للسموم، ولقد كتب في هذا علماء الغرب أنفسهم، ولكن العمى الإيديولوجي يسوق عصيد مرارا، ليس في هذا الموقف فحسب، إلى ممارسة الافتراء على تخصصات الأطباء.
وعليه فإذا كان عصيد وطائفة ممن معه من العلمانيين المتطرفين، لهم مواقف من صيام رمضان، بله من الشريعة برمتها، فإنه لا أحد سيلزمكم بصيامه وأنتم في الحجر الصحي، فذاك شأنكم بينكم وبين خالقكم، إن كنتم إياه تعبدون، وبه تؤمنون، ولكن المغاربة لا يرضون بمن يمارس الشعوذة الإيديولوجية أن يصبح “إماما” يفتيهم في دينهم، ويدلس عليهم شريعة ربهم، و”طبيبا” دجالا يقلب الحقائق العلمية، يزورها لصالح الإيديولوجيا الزائفة والبائدة، ببلادة مكشوفة، وعهر فكري أخرق.