عقيدة الردع الوحشي (Doctrine of Brutal Deterrence)

عقيدة الردع الوحشي (Doctrine of Brutal Deterrence)
هوية بريس – د.لطفي الحضري
مقدمة
في تاريخ الأمم، لم يكن القتال دومًا أداة لردّ العدوان أو استعادة الحقوق، بل تحوّل في كثير من الحضارات إلى مشروعٍ للهيمنة النفسية والإبادة، حيث لا يُكتفى بإسقاط العدو، بل يُستهدف كيانه كله: جسمه وذاكرته، نساؤه وأطفاله، تاريخه ومستقبله. وتُعدّ “عقيدة الردع الوحشي” واحدة من أخطر العقائد العسكرية التي عرفها الإنسان، إذ تقوم على قتل المدنيين عمدًا، وتدمير البنى الحيوية، وارتكاب مجازر جماعية، لا بوصفها أخطاء عرضية، بل كوسيلة مركزية لصناعة النصر والإخضاع.
هذا النمط السلوكي لا يعبّر فقط عن شراسة القتال، بل يكشف عن تشوّه عميق في منظومة القيم لدى الفاعل، حيث تُقلب المعايير، فيُصبح قتل الطفل “إجراءً وقائيًّا”، وإبادة النساء “رسالة ردعية”، وتدمير البيوت “حقًّا دفاعيًّا”، وتُمارَس الضربات الاستباقية بوصفها سلوكًا مشروعًا، بينما هي في جوهرها أداة ضمن أدوات الردع الوحشي، تهدف إلى كسر الإرادة قبل نشوء الفعل، وتصفية الخصم قبل أن يُعبّر عن وجوده…
ومن خلال هذه المنظومة، تتشكّل صورة مشوّهة للبطولة، يُكافَأ فيها القاتل، ويُحتفى فيه بدمويته.
إن استقراء التاريخ يُظهر أن هذه العقيدة لم تكن حكرًا على زمن أو أمة، فقد مارستها إمبراطوريات قديمة كآشور وروما، واستعادها المغول بتجليات أكثر وحشية، وكرّسها الاستعمار الحديث بأساليب تقنية مدمّرة. غير أن النموذج الصهيوني المعاصر يتفرّد بدمج هذه العقيدة:
₋ داخل سردية دينية–سياسية محمية دوليًّا.
₋ تجعل من الإبادة عملًا مشروعًا.
₋ وتحوّل الضحية إلى متّهمٍ بمجرد كونه على قيد الحياة.
في هذا المقال، نعيد تحليل “عقيدة الردع الوحشي” من خلال تتبع أبرز تطبيقاتها التاريخية، لنقف عند تشابهاتها البنيوية، واختلافاتها السياقية، ونحلل كيف تحوّلت إلى أداة إستراتيجية في يد إسرائيل، تُمارس من خلالها سياسة قتل الوعي قبل قتل الجسم، وتفريغ الشعوب من قدرتها على المقاومة قبل أن تُفرغها من الأرض.
إن فهم هذه العقيدة ضرورة أخلاقية ومعرفية، لنزع الشرعية عن القتل حين يُلبس ثوب البطولة، ولنُدرك أن بقاء الإنسانية مرهون بقدرتنا على كشف هذه الجرائم، وتفكيك سردياتها، ومقاومتها من الجذر.
التفسير الفطري للسلوك الردع الوحشي
لفهم دوافع هذا النموذج من العنف الذي يستهدف الأطفال والنساء، لا يكفي التفسير العسكري أو السياسي فقط، بل يجب الغوص في الجذر الأعمق: البنية النفسية للفاعل. ففي علم النفس الفطري، نميز بين الفطرة باعتبارها نواة الخير والرحمة في الإنسان، وبين الغريزة بوصفها طاقة دافعة مشتركة بين الإنسان والحيوان، تتطلب التهذيب والتقويم.
حين تخبو الفطرة، ولا يبقى للضمير من أثر، تتحول الغريزة إلى سيدٍ مطلقٍ للسلوك، لا تعرف إلا الإشباع: غريزة التملك، غريزة السيطرة، غريزة البقاء مهما كان الثمن. وتحت تأثير هذه الغرائز، يصبح الإنسان فاعلًا آليًّا، يُحرّكه الشيطان ويوجّهه الهوى، لا يسأل عن العدل، ولا يسمع لصوت الرحمة، ولا يرى في الآخر إلا مادة للاستباحة.
إن من يقتل الأطفال لا يمكن تفسير فعله فقط بالخوف أو الخلل العقلي أو الحسابات السياسية، بل ينبغي أن يُفهم باعتباره نتاجًا لانفصال كامل عن الفطرة، وارتهان تام لنداء الغريزة المتوحشة، حيث يُعاد تعريف القتل على أنه بطولة، والاستئصال على أنه تطهير.
وفي هذا السياق، نقول في علم النفس الفطري: “الإنسان مسؤولٌ وإن سيطر عليه الشيطان.”
من طغيان الغريزة إلى تشيئ الإنسان:
عندما نحلل سلوك المجازر الجماعية، خصوصًا تلك التي تستهدف الأطفال والنساء، نكون أمام حالة متقدمة من الانهيار الفطري، حيث لم تَعُد الغريزة مجرّد طاقة حيوية تحتاج إلى ضبط، بل أصبحت سلطة مطلقة تزيح الفطرة جانبًا وتلغيها تمامًا.
في هذه المرحلة، لا يكتفي الإنسان بأن يكون غريزيًّا، بل يتحوّل إلى مُشيّء، أي أنه ينظر إلى الإنسان الآخر كشيء، لا كشخص. يفقد الطفل صفته ككائن حي له روح، ويُختزل إلى “تهديد محتمل”، أو “رقم في المعادلة”، أو حتى “عقبة وراثية” ينبغي التخلص منها.
هذا ما يسميه د. المسيري بـظاهرة التشييء، وهي حالة معرفية–نفسية–أخلاقية يُفرَّغ فيها الإنسان من صفاته الفطرية (الكرامة، الرحمة، الحماية، القداسة)، ويُعاد تصنيفه وفقًا لوظيفة مادية:
₋ الطفل: مشروع مقاتل.
₋ المرأة: حاضنة أعداء.
₋ المسن: عبء غير نافع.₋ الإنسان عامةً: كتلة جغرافية يجب إزاحتها.
وهنا، يُصبح الإنسان مجرد أداة تنفيذ، في خدمة غاية غريزية أو ميتافيزيقية مشوّهة: عرق نقي، شعب مختار، أرض موعودة، أمن مطلق…
الغريزة والشيطان: التحالف ضد الفطرة
في هذه الحالة، لا تكون الغريزة فاعلة وحدها، بل يُحرّكها الشيطان ويوجّهها الهوى. الغريزة تطلب التملك، والشيطان يزين القتل، والعقل البشري يُنتج مبررات دينية أو سياسية تُحيل المذبحة إلى نصر، والضحايا إلى أرقام.
وهكذا، تسقط الفطرة، ويتحوّل الإنسان من كائن مختارٍ إلى أداة شريرة تُمارس العنف دون ندم، وتنتشي بالدماء دون شعور بالذنب. هذا السقوط لا يكون فجائيًّا، بل هو نتيجة تراكمية لانفصال تدريجي عن الفطرة، يقوده خطاب، وتُغذّيه عقيدة، وتحميه مؤسسات.
النتيجة: قتل بلا ألم… وإبادة بلا شعور
حين يتحقق هذا التشييء الكامل، يُصبح القتل “عملية جراحية” لا تثير الألم في القاتل، بل قد يُنظَر إليه بوصفه تطهيرًا ضروريًّا. وتلك أخطر مراحل الانفصال عن الفطرة: أن تُقتَل الرحمة في القاتل قبل أن يُقتَل الطفل.
في علم النفس الفطري:
₋ الفطرة: تجعلنا نرى في الطفل كائنًا مقدّسًا يجب حمايته.
₋ الغريزة: تدفعنا للهيمنة والسيطرة دون وعي.
₋ التشييء: هو الوسيلة العقلية التي تسمح بتجاوز الفطرة لصالح الغريزة.
₋ الشيطان: هو من يبرمج هذا التداخل ويُشرعن وحشيته.
غزة: المختبر التطبيقي لأقصى درجات التشييء والانفصال عن الفطرة
تُعدّ غزة اليوم النموذج الأوضح لعقيدة الردع الوحشي، لكنها أيضًا مختبرًا حيًّا لتطبيق عملية “التشييء الكامل للإنسان الفلسطيني”. ففي كل عدوان، لا تُستهدف المقاومة فقط، بل يُعاد إنتاج الفلسطيني ككائن قابل للتصفية، يمكن محوه من الخريطة ومن اللغة ومن الوعي، دون أن تهتز لقاتله شعرة ضمير.
₋ الطفل في غزة لا يُرى كطفل، بل كمستقبل خطر، يُقتل وهو في المهد.
₋ الأم لا تُرى كأم، بل كـ”حاضنة إرهاب”، تُقصف وهي تُرضع.
₋ المنزل لا يُرى كمأوى، بل كمخزن سلاح.
₋ المدرسة لا تُرى كمؤسسة تربية، بل كغرفة عمليات.
كل ما ينتمي للمدنيين يُفرّغ من صفته الإنسانية ويُعاد تعريفه في قاموس الحرب الصهيونية بوصفه “هدفًا مشروعًا”. وهكذا يُمارس القتل بنزاهة باردة، ويُقدّم للعالم عبر كاميرات ناطقة بالعبرية، على أنه إنجاز دفاعي أو نصر تكتيكي.
في هذا السياق، لا يعود القاتل الصهيوني فاعلًا فقط، بل يصبح أداة لتنفيذ برنامج نفسي–عقائدي مفصول عن الفطرة، تقوده الغريزة، وتُغذّيه نصوص دينية محرّفة، وتُحميه مظلومية تاريخية مزيفة، وتُبيّضه آلة إعلامية شاملة.
وما يُفاقم الخطر هو أن هذا النموذج يُكرّس داخل مجتمع الاحتلال نفسه بوصفه “نموذج البطولة”، حيث ينشأ الطفل الإسرائيلي على أن القتل هو الحماية، والتدمير هو الحق، وإبادة الغير هي وسيلة النجاة.
خاتمة:
غزة لا تكشف فقط وحشية الاحتلال، بل تُعرّي مرحلة متقدمة من السقوط الإنساني حين يُختزل الإنسان في غريزة، ويُصادر صوت الفطرة، ويُختنق الوجدان الجماعي تحت ركام التبرير.
وإذا كان التاريخ قد شهد طغيان آشور، وتشييء روما، وتوحش المغول، فإن الصهيونية الحديثة تمزج بين كل ذلك، وتضيف إليه شرعيةً دولية مقلوبة، تغسل الدم بالكلمات، وتُزيّن المجازر تحت شعارات الحضارة والدفاع عن النفس.
ولهذا، فإن مواجهة هذا المشروع ليست فقط ضرورة سياسية أو أخلاقية، بل هي مهمة فطرية؛ مهمة في الدفاع عن المعنى الأصيل للإنسان، وعن حقوقه في أن يُرى كروح لا كهدف، ككائن لا كعقبة، وكشخص لا كشيء.
التاريخ كأنه اليوم:
1.الآشوريون (القرن 9–7 ق.م)
من أوائل الأمم التي طوّرت عقيدة الرعب كسلاح حربي:
₋ كانوا يُعلنون المجازر قبل دخول المدن.
₋ يقطعون رؤوس الرجال، ويُكوّمونها في أبواب المدن.
₋ يسْبُون النساء والأطفال ويُشوّهونهم.
₋ كانوا يكتبون على جدران المعابد والمباني: “جعلت من المدينة تلًّا من الجثث. وسملتُ أعين الشباب، وعلّقت الأطفال على الأشجار”.
الغاية: قتل الروح قبل الجسم. جعل الشعوب تستسلم بمجرد سماع اسم آشور.
2. الفرس الأخمينيون (قورش وداريوس)
رغم أن سياستهم كانت غالبًا ناعمة نسبيًا، فإنهم استخدموا القوة الساحقة ضد من تمرّد:
• داريوس سحق ثورة بابل بحصار شامل ومجازر مروعة، ودمّر المعابد.
• كان يُسمّى نفسه “ملك الملوك، وساحق أعداء الإله”.
لكن الفرس لم يُعرفوا بالقتل الهمجي للأطفال والنساء كسياسة ممنهجة، بل مارسوا الردع على الطبقة الحاكمة والعسكرية أساسًا.
3.الإغريق (الإسكندر المقدوني خاصةً)
• الإسكندر دمّر مدينة صور اللبنانية بعد أن صمدت 7 أشهر، وذبح آلاف السكان، وسَبى النساء والأطفال.
• أحرق برسيبوليس، عاصمة الفرس، كتعبير عن “الردع الرمزي”.
ردع حضاري: إحراق التراث والرموز لإرسال رسالة سيادة ثقافية، لا فقط عسكرية.
4.الرومان
كانوا أكثر من طوّر عقيدة الردع الوحشي منهجيًّا:
₋ عقوبة “الإبادة العشرية: “قتل عُشر الجنود المهزومين في الجيش الروماني نفسه لبثّ الرعب داخليًّا.
₋ دمّروا قرطاج عام 146 ق.م وقتلوا كل من فيها، وحرثوا الأرض بالملح.
₋ مارسوا إبادة السكان في غزو الغال (فرنسا الحالية).
كتب المؤرخ الروماني “ليفي”: “من أجل السلام، لا بد من المجازر المؤسِّسة”.
5.المغول (جنكيز خان وتيمورلنك)
ربما أشدّ نموذج في التاريخ لعقيدة الردع الوحشي:
₋ عندما سقطت بغداد سنة 1258، قتل المغول أكثر من 800 ألف شخص.
₋ دمّروا مكتباتها ومساجدها، وأحرقوا العلماء.
₋ كانوا يقتلون السكان جميعًا ثم يُطلقون بعض “الناجين” ليحكوا ما رأوا، بهدف نشر الرعب.
شعارهم غير الرسمي: “من لا يستسلم، يُفنى”.
6. الحملة الصليبية الأولى (1096–1099)
₋ عند دخول القدس، ذبح الصليبيون المسلمين واليهود دون تمييز.
₋ يُقال إن الدم بلغ ركب الخيل في شوارع المدينة.
وظيفة الرعب: اعتبار ذلك “فتحًا مقدّسًا” يحتاج إلى تطهير كامل.
7.الاستعمار الحديث (الفرنسي، البريطاني، البلجيكي، الأميركي)
• الفرنسيون في الجزائر استخدموا سياسة الأرض المحروقة، حرقوا القرى بمن فيها.
• البلجيك في الكونغو قتلوا قرابة 10 ملايين شخص، وقطعوا أطراف الأطفال.
• الأميركيون في فيتنام استخدموا النابالم ضد القرى، وأبادوا تجمعات سكانية كاملة.
8. إسرائيل (نموذج الردع الاستعماري العنصري)
₋ القتل في دير ياسين، قانا، غزة، جنين، نابلس، بلا استثناء للفئات.
₋ القصف المتعمّد للمستشفيات والمدارس.
₋ تبرير الإبادة بـ”حق الدفاع عن النفس” رغم اختلال تام في ميزان القوة.
ما يميّز إسرائيل:
₋ توثيق عالمي مباشر (صوت وصورة).
₋ حماية غربية كاملة رغم الأدلة.
₋ التأسيس على نصوص دينية تُشجّع على القتل الكامل للأغيار.
₋ احتفاء داخلي بفكرة أن الطفل العربي هو “إرهابي صغير”.
مقارنة شاملة
ميزة الردع الوحشي الحضارة
التأسيس النظري والتطبيقي الأول. آشور
أقسى تطبيق عملي بالتاريخ. المغول
منهجية الدولة وعسكرة العنف. الرومان
تبرير ديني للمجازر. الصليبيون
ردع مدني جماعي لبناء اقتصاد استغلالي. الاستعمار الحديث
ردع ديني–عنصري–إعلامي، مدعوم بغرب ما بعد الهولوكوست. إسرائيل
الردع الوحشي ليس طارئًا في التاريخ، لكنه بلغ ذروته العقلانية والشرعنة في النموذج الصهيوني. فبينما كان المغول يذبحون ويغادرون، تبني إسرائيل الردع الممنهج الطويل الأمد، القائم على:
₋ قتل الجسم.
₋ تفريغ الوعي.
₋ احتلال الرموز.
₋ محو الأثر الحضاري.
₋ وتشويه صورة الضحية.
الخاتمة
إن التحليل المقارن لعقيدة الردع الوحشي، من آشور إلى إسرائيل، يكشف عن بنية نفسية–تاريخية تتكرّر كلما غابت الفطرة وانفلتت الغرائز من عقالها، وتمكّن الشيطان من إعادة تعريف القتل كفضيلة، والإبادة كضرورة. لكنّ ما يزيد هذا النمط خطورة اليوم، هو أنه لم يعُد مجرد انحراف سلوكي أو لحظة دموية في التاريخ، بل أصبح منظومة عقلانية–مؤسساتية يُعاد إنتاجها بوسائل معاصرة، تحت غطاء قانوني–ديني–إعلامي، يمحو آثار الجريمة من الوعي قبل أن يمحو الأجسام من الأرض.
ومن منظور المقاربة الفطرية، فإن الردع الوحشي هو نتاج مباشر لانفصال الإنسان عن نداء الفطرة، واستسلامه لتحالف الغريزة والهوى والشيطان. هذه الثلاثية تُنتج نمطًا من الإنسان لا يرى في الآخر روحًا، بل مشروع تهديد، ولا يسمع في صرخات الطفل نداء الرحمة، بل صوت العدو القادم. وهنا يتدخل العقل، لا ليصحّح المسار، بل ليبتكر سرديات مزيّفة تبرّر الإبادة وتُقدّمها على أنها “نصر دفاعي”.
غير أن المقاربة لا تكتمل دون إدخال مفهوم سيكولوجية التاريخ، باعتبارها البوابة لفهم التراكمات النفسية التي تخلّفها الشعوب عبر قرون من القهر أو التسلّط، والتي تُعيد إنتاج نفسها في أنماط السلوك الجماعي، والعقائد العسكرية، وطرق التبرير الرمزي. فكل نموذج من نماذج الردع الوحشي لم يكن فقط قرارًا عسكريًّا أو نزوةَ قائد، بل كان انعكاسًا لتاريخ نفسي مشوّه، تغذّى على الخوف، وتربّى على العقيدة العنصرية، وتوارث سرديات التفوق أو المظلومية.
وفي هذا الإطار، تمثل الصهيونية الحديثة حالةً نموذجية لسيكولوجية تاريخ مضادّ للفطرة: ذاكرة مختارة، تُضخّم الجرح وتُلغي جراح الآخرين؛ عقيدة خلاص تُؤسس على نفي الغير؛ ورؤية للإنسان ترتكز على العِرق والدين لا على الروح والقيمة. وهكذا، فإن الاحتلال لا يقتل الجسم فقط، بل يُمعن في قتل الإنسان داخل تاريخه، عبر محو روايته، وتزييف معاناته، وتشويه مقاومته



