تشهد العلاقات بين الرباط وأبو ظبي حالة من الانتعاش غير مسبوقة، بعدما شهدت في وقت سابق مرحلة فتور امتدت قرابة سنتين، وصلت إلى حد مغادرة سفيرها علي سالم الكعبي للرباط، واستدعاء الرباط لسفيرها للتشاور، ولو أن الخارجية المغربية لم تعلن عن الأمر رسميا.
حالة الانتعاش هذه اتضحت بشكل كبير من خلال التغطية المتميزة التي قامت بها قناة أبو ظبي الرياضية لديربي العرب بين الرجاء والوداد البيضاويين، حيث بثت القناة أزيد من عشرة أفلام وثائقية عن المغرب وتاريخه في ظرف أسبوع واحد، وقامت بإنزال إعلامي كبير في المغرب، والدار البيضاء على الخصوص، وسوقت صورة المغرب والكرة الوطنية بشكل رأى فيه البعض “بعض المبالغة” في الاهتمام على هامش حدث كروي.
الكرم الإماراتي الحاتمي في التحليل والتبجيل للمغرب، من خلال مباراة في كرة القدم من 90 دقيقة، سبقه دفاع غير مسبوق للإمارات عن مغربية الصحراء في أروقة الأمم المتحدة، عندما أعلن الشيخ عبد الله بن زايد، وزير خارجية الإمارات، عن دعم بلاده للمجهودات التي يقوم بها المغرب من أجل التوصل إلى حل سياسي لمشكل الصحراء، إضافة إلى الدعم الإعلامي الكبير الذي تقوم به الفضائيات الإماراتية للمغرب، آخرها قناة MBC5، الموجهة للمغاربة، ذات التمويل السعودي والتي يوجد مقرها في تونس، ويتحكم فيها الخليجيون بشكل كبير.
وفي ظل هذه التحولات، تقول آخر الأخبار إن دولة الإمارات العربية المتحدة تستعد لتعيين سفير جديد لها في المغرب خلفا للسفير السابق علي بن سالم الكعبي، حيث سبق ذلك التخلي عن مجموعة من الموظفين النافذين داخل السفارة، على رأسهم المكلف بالتواصل، والذي كان بمثابة اليد اليمنى للسفير السابق، ويعرف عنه أن له يدا طولى في كل ما يتعلق بسفارة أبو ظبي في الرباط.
وكانت الخارجية الإماراتية قد انتقدت بعض الخرجات التي كان يقوم بها الملحق الإعلامي للسفارة الإماراتية بالرباط، كونه كان وراء تسريب معلومات مغلوطة إلى الأجهزة المغربية، مفادها أن السفير الإماراتي السابق قام بإجراء لقاءات مع فعاليات من المجتمع المدني والأحزاب السياسية وشخصيات إعلامية، بهدف إعادة رسم الخارطة السياسية وسحب البساط من تحت أقدام حزب “العدالة والتنمية” الحاكم، الذي تم تسويقه على أساس أنه تابع للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، الذي تعتبره الإمارات والسعودية جماعة إرهابية، وحاربته بكل ما أوتيت من قوة في مصر وتونس، وسبق لها أن دخلت في وقت سابق في مناوشات مع رئيس الحكومة السابق عبد الإله ابن كيران، إلى حد أن الأخير أخبر الملك محمد السادس بالأمر فبادر هو بدوره للاحتجاج لدى الإماراتيين على التدخل في السياسة الداخلية للمملكة.
هذا ومن المؤكد أن سفارة الإمارات في الرباط ستشهد في غضون الأيام القليلة المقبلة تغييرات كبيرة على مستوى موظفيها، سواء منهم المغاربة أو الإماراتيين، خاصة وأن كل المؤشرات تؤكد أن العلاقات الثنائية بين البلدين ستدخل مرحلة جديدة، وطي صفحة سوء الفهم الكبير.