علاقة حزب الأصالة والمعاصرة بمتابعة حامي الدين
هوية بريس – عابد عبد المنعم
في مقال له بعنوان “حامي الدين وحماة قلة الدين” أوضح الصحفي سليمان الريسوني أن قناعاته حول متابعة عبد العلي حامي الدين وإعادة محاكمته تشكلت بناء على ثلاثة معطيات مثيرة.
أولها، وفق الريسوني، “في 2012 كنت أشتغل في جريدة “المساء” عندما توصلنا بفاكس بيان موقع باسم عائلة آيت الجيد، يتهم حامي الدين بقتله، ويقول إن العائلة تعتزم وضع شكاية ضده. عندما دققنا النظر في الفاكس، وجدنا أنه خرج من مقر حزب الأصالة والمعاصرة بالرباط، بالإضافة إلى أن البيان المنسوب لعائلة آيت الجيد خرج من مقر البام فإنه صدر يوم 6 شتنبر 2012، أي بعد 5 أييام من نشر حامي الدين مقالا بعنوان (دفاعا عن الدستور) انتقد فيه توقيف عدد من عناصر الأمن والجمارك والدرك بناء على قرار ملكي، معتبرا أن ذلك من صلاحيات رئيس الحكومة وليس الملك.
وكان أول سؤال طرحته هو: لماذا تصمت عائلة آيت الجيد 18 عاما، ثم تطل علينا من مقر البام لتقول لنا أن قاتل ابنها يختبئ في مقر البيجيدي.
المعطى الثاني، “في يونيو 2014 نشر موقع بديل، الذي كان يديره الصحافي المعتقل حميد المهدوي مقالا بعنوان “وثيقة تؤكد تمويل البام الملتقى الدولي بطنجة حول آيت الجيد بنعيسى”، جاء فيه “حصل موقع بديل أنفو على وثيقة تؤكد تمويل حزب البام الملتقى الدولي بطنجة، حول قضية آيت الجيد محمد بنعيسى، وتفيد الوثيقة بأن مبيت العديد من الشخصيات المغربية والدولية وأكلها داخل الفندق سيتكفل به حزب البام. وسينزل بالفندق من المغاربة أحمد عصيد وسعيد لكحل والمختار الغزيوي وعبد الحميد البجوقي، وسعيد نشيد وعبد السلام الغازي وخديجة الرويسي والقاضي المعزول محمد نجيب البقاش، وعائلة آيت الجيد وعائلة المعطي بومليل، فيما الأجانب، تفيد الوثيقة بأسماء انتصار الوزير، أرملة أبو جهاد، وبسمة الخلفاوي، أرملة شكري بلعيد..
المعطى الثالث والأخير “لقد دق الذين جرجروا مؤسسة آيت الجيد للمشاركة في مسيرة “ولد زروال” آخر مسمار في نعشها؛ فخلال هذه المسيرة ، المهزلة، وزعت على البؤساء الذين سيقوا إليها مئات النسخ من صورة عبد العلي حامي الدين، من عبارات تظهره سفاحا. وقد حرصت، خلال تغطيتي الصحافية، أو بالأحرى تعريتي هذه المسيرة أن أسأل كل من يحمل صور حامي الدين “من يكون هذا الشخص؟”، فلم أجد أحدا منهم يعرف اسمه ولا صفته. وعندما اقتربت من شبان يتحلقون حول أحد مسؤولي مؤسسة آيت الجيد، ويحملون إلى جانبه لافتة باسم المؤسسة، وسألتهم عن مضمون اللافتة، انخرطوا في موجة من الضحك، وغير بعيد منهم قال لي أحد الشباب “هادوك غي ضبروا عليهم وجابوهم”.
واختتم سليمان الريسوني مقاله بجريدة “أخبار اليوم” (عدد الأربعاء 12 دجنبر 2018) بأن محاكمة حامي الدين ستلحق أضرارا جسيمة بصورة النيابة العامة أكثر مما هي متضررة، لأنها ستكون -وفق قوله- تكرارا لمشهد محاكمة الصحافي توفيق بوعشرين بسبب وجود الوجوه نفسها في فريق الخصم، الذي يعبر عن عدائه الشديد لحامي الدين وبوعشرين في آن واحد، فالنيابة استجابت للمحاميين، لحبيب حجي ومحمد الهيني وجواد بنجلون التويمي، وقررت المتابعة بناء على طلبهم.
لا أحد ينكر مساندة البام وغير البام لعائلة أيت الجيد. ومن حقهم ذلك. لكن إذا كان أخوكم بريء من القتل العمد فلن يمسه سوء حتى ولو كانت المساندة من الشيطان. أما ما يخص الجوانب القانونية فكل ماجاء في بلاغات أنصار المتهم مردود عليه قانونيا. فرجاء اتركوا رجال القانون يتصارعون فيما بينهم في محاكمة عادلة. مساندة حزب لعائلة ليست جريمة. بل هدا هو المطلوب من الأحزاب خاصة إذا كان المتهم له نفود ومساندة فرعونية تلاثية الأبعاد : برلمانية، حكومية ودعوية.