علماء باكستان يصدرون بيانا شديد اللهجة بعد وفاة ربيع المدخلي

علماء باكستان يصدرون بيانًا شديد اللهجة بعد وفاة ربيع المدخلي: “منهج فتنة ووبال على الأمة”
هوية بريس – متابعات
أصدرت جمعية علماء الإسلام في باكستان بيانًا مطولًا، عقّبت فيه على الجدل الواسع الذي رافق وفاة الشيخ السعودي ربيع بن هادي المدخلي، معربةً عن موقفها الشرعي والعلمي مما وصفته بـ”المنهج الخطير” الذي تبناه المدخلي طيلة حياته، مؤكدة أن حديث الناس عن الموتى جزء من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وفق ما ورد في الأحاديث الصحيحة.
وأشار البيان إلى أن الشهادات التي تصدر عن الناس بعد الوفاة، سواء بالخير أو بالشر، لها وزن شرعي، مستندًا إلى قول النبي ﷺ: “أنتم شهداء الله في الأرض”، موضحا أن الشيخ ربيع المدخلي لم يكن ممن يُجهل حالهم، بل كان “رأس فتنة وصاحب ضلال مستفحل وخراب مستطير”، بحسب ما ورد في البيان.
انتقادات حادة لمنهج ربيع المدخلي
وجّه علماء باكستان في بيانهم انتقادات واسعة لما اعتبروه أثرًا مدمّرًا لخطاب المدخلي، معتبرين أنه أسّس منهجًا قائمًا على التخوين والطعن في العلماء والدعاة، وتحويل الخلافات إلى معارك منهجية وإقصائية. ومن بين التبعات التي حمّل البيان مسؤوليتها لخطاب المدخلي:
-
سجن الآلاف من الدعاة والمصلحين في عدد من الدول.
-
اغتيال علماء وطلبة علم.
-
إغلاق مؤسسات خيرية مؤثرة وناجحة.
-
تشويه سمعة علماء ربانيين والتسبب في تهميشهم.
-
شرعنة المظالم السياسية والانقلابات بدعوى طاعة ولي الأمر.
-
تبرير الانخراط في جيوش وميليشيات قمعية في اليمن وليبيا والسودان.
-
إصدار فتاوى تؤيد المحتلين وتشرعن مظاهرتهم على المسلمين.
-
تضخيم صورة الحاكم إلى حد يقارب التأليه لا الطاعة.
لا شماتة بالموت.. ولكن لا نسيان للأثر
وشدّد البيان على أن الجمعية لا تشمت في موت أحد، لكنها ترفض التغاضي عن الأثر العميق الذي خلّفه منهج الشيخ ربيع المدخلي في الأمة الإسلامية، مؤكدين أن الرجل لم يكن مجرد عالم أخطأ، بل “سنّ سنةً سيئة ما زالت تبعاتها قائمة في أوصال الأمة”، وتُستخدم إلى اليوم في التبرير للإقصاء والانقسام والتضييق على الدعاة والمصلحين.
هذا ودعت الجمعية أتباع الشيخ ربيع وكل من تأثر بفكره إلى مراجعة النفس والمنهج، ورد المظالم إلى أصحابها، معتبرة أن “الموت واعظ صامت، وبدايةٌ صادقة للتوبة”، مشددة على أن “ربيع لم يزلّ فحسب، بل دعا إلى الفتنة وساهم في إدخالها إلى ساحات الدعوة والعلم والإصلاح”.
وختم البيان بالدعاء بأن يحاسبه الله بعدله، لا بعفوه، وأن يعصم الأمة من الغلو في التجريح ومن استمراء الفتنة أو الغفلة عن العدل. كما سأل الله أن ينصر المظلومين، ويكون هذا البيان “حجة لنا لا علينا” يوم القيامة.



