علماء ودعاة ومشايخ ينعون المحدث «الحسيني» شيخ قراء البحرين.. وهذه سيرته -رحمه الله-
هوية بريس – وكالات
نعى العلماء والمشايخ والدعاه المقرئ المحدث الشيخ محمد سعيد الحسيني، الذي توفي اليوم الجمعة، وأديت صلاة الميت عليه بعد صلاة العصر اليوم، ودفن بمقبرة المحرق، وستقبل التعازي في الفقيد بصالة جمشير اعتبارا من يوم غد السبت.
منارة تربوية قرآنية نبوية
ونعى الدكتور محمد العوضي الشيخ الحسيني، فقال “عظم الله أجركم، ورحم الله الشيخ العالم المعلم القدوة، كان منارة تربوية قرآنية نبوية، استفاد منها جمهرة الطلاب والمتعلمين‘‘.
الشيخ المقرئ المُحدّث
وقال الدكتور عائض القرني، “أعزي أخانا وصديقنا الدكتور حسن الحسيني في وفاة والده الشيخ المقرئ المُحدّث محمد سعيد الحسيني، غفر الله له ورحمه، وأسكنه فسيح جناته، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون‘‘.
علم من أعلام البحرين
ونعى الداعية عبدالعزيز العويد، الشيخ الحسيني، بالقول، “اليوم طويت صفحة علم من أعلام البحرين الشيخ الفاضل المقريء المسند الشيخ محمد سعيد الحسيني ولعلي أتكلم عنه لاحقا رحمه الله وأحسن عزاءنا به‘‘.
مخطوط للإمام الدهلوي
وقال الدكتور عبدالمحسن زبن المطيري رئيس قسم التفسير والحديث بكلية الشريعة جامعة الكويت، “قرأت على الشيخ عدة كتب منها كتاب مخطوط للإمام الدهلوي بعنوان (فتح الخبير) فأجازني به، فاستأذنته في تحقيقه، ففرح، وبعد تحقيقه أرسلت له النسخة التجريبية وهو في العناية المركزة، وقد ترجمت له في الكتاب، وكنت أتمنى أن يرى الكتاب في حلته الأخيرة ولكن الموت كان أسرع‘‘.
سيرته.. نشأته وحياته
فهو مير محمد فقير محمد المعروف بـ“محمد سعيد فقير الهَرَوِي الحسيني الأفغاني”، مولده قريه (سَرْحَدْ مَيْمَنْد) عام 1361 هـ (1941م) في ولاية (هَرَات) بأفغانستان، نشأ يتيم الأب، و أكمل الدراسة الإبتدائية في منطقة (شين دَنْد) المعروفة بـ (سُزْوار) بولاية (هَرَات)، وقرأ القرءان برواية حفص على يد الشيخ (ملا محمد عظيم) في هذه المنطقة قراءة بالتجويد بدون أحكام، ثم سافر إلى (قندهار) وأخذ بعض الدراسات التقليدية في علم الصرف والنحو والمنطق والفلسفة، وقرأ القرءان برواية حفص وبرواية شعبة عن الإمام عاصم الكوفي على الشيوخ هناك قراءة بالتجويد بدون أحكام.
إلى باكستان
ثم سافر إلى باكستان بطريق (جَمَنْ) ثم (كُؤتَة) ثم (كراجي) وقد أخذ من العلوم والفنون في المعاهد والمدارس والمعاهد والجامعات المختلفة من كراجي إلى بشاور.
وأكمل الحسيني المنهج المقرر للمرحلة الثانوية العامة الأولى والثانية وكانت مدة الدراسة فيها سنتين، ثم المرحلة الثانوية الخاصة الأولى والثانية وكانت مدة الدراسة فيها سنتين، والمرحلة العالية الأولى والثانية وكانت مدة الدراسة فيها أربع سنوات.
وأكمل كذلك دراسته لعلم التجويد برواية حفص؛ حتى حصل على الشهادة والسند عن شيخه شيخ الكل الإمام (عبدالملك) رحمه الله في جامعة دار العلوم الإسلامية.
التحصيل العلمي وشيوخه
بعد كل هذا التحصيل العلمي عينه شيخه شيخ الكل مدرساً للتجويد في جامعة الكبرى دار العلوم (حَقًانية أكورة خَتَك) في ولاية بشاور وذلك من سنة 1373هـ (1953م) إلى 1376هـ (1956م).
وأخذ التفسير مراراً عن شيخ الشيوخ الإمام شيخ القرآن (محمد طاهر رحمه الله) وحصل على الشهادة والسند عن شيخه، كما أخذ عن شيخه شيخ القرءان الشيخ (غلام الله رحمه الله) التفسير حتى حصل على الشهادة والسند عنه، بعد ذلك طلبه شيخه شيخ الكل لكي يحصل على علم القراءات وذلك في سنة 1376هـ . و عينه بعدها مدرساً للتجويد في مدرسة »عربية صادقية مَنْجَنْ آباد» من ولاية (بَهَاول نَكَر) في سنة 1377هـ واستمر في التدريس فيها إلى سنة 1399هـ ثم توفي شيخه شيخ الكل في هذه السنة رحمه الله تعالى.
علم القراءات العشر
وأكمل الشيخ محمد الحسيني دراسته لعلم القراءات العشر بطريق الشاطبية وأخذها من أكبر تلاميذ شيخ الكل الشيخ (إظهار أحمد التهانوي) في أكبر المعاهد للتجويد والقراءات مدرسة تجويد القرءان (موتي بازار) ببلدة لاهور، وأخذ القراءات العشر بطريق طيبة النشر لابن الجزري عن الشيخ (خدائي بخش) الضرير رحمه الله في (سمن آباد) بلاهور في سنة 1384هـ (1964م).
أسس الشيخ محمد الحسيني مدرسة باسم (دار القرآن) في مسجد (موتي) في منطقة (مزنك) بلاهور، و أصبح كذلك مدرساً للتجويد والقراءات في مدرسة (تقويم الإسلام) تحت إشراف الشيخ مولانا (داوود الغزنوي) رحمه الله بمنطقة (شيش محل بلاهور.
الشهادة العالمية
ولشغف الشيخ بالعلم التحق بجامعة (أشرفية لاهور) للحصول على الشهادة العالمية المعروفة بـ (دورة الحديث) وهي التي تعادل بشهادات الحكومة الباكستانية درجة الماجستير، وفي سنة 1388هـ سافر إلى كراجي والتحق بالجامعة العربية الإسلامية (نِيُوتَاون كراجي) المعروفة بـ (يوسف بَنَاوري تاون)، وحصل منها كذلك على درجة الماجستير بمرتبة جيد جداً.
مدرس التجويد
رأى فيه شيخه العلامة الشهير يوسف بنوري رحمه الله الذكاء والجد؛ فعينه مدرساً للتجويد والقراءات في مدرسة دار العلوم (بكرا بيري محراب خان رود) بكراجي، وكان في هذه المدرسة رئيساً للمدرسين وذلك من سنة 1389هـ (1969م) إلى سنة 1403هـ (1973م) و في هذا الوقت واصل الشيخ طلبه للعلم و لم يكتفي بكونه أستاذا فأخذ عن شيخ القراءات الشيخ (فتح محمد) القراءات العشر بطريق طيبة التشر والقراءات الشاذة أيضاً.
إلى مكة المكرمة
ثم سافر إلى مكة المكرمة سنة 1973م وجُعِلَ مدرساً في الحرم المكي بمعهد تحفيظ القرآن الكريم بدار الأرقم ابن أبي الأرقم بمكة المكرمة وبالحرم الشريف، ثم جعل مدرساً لعلوم القرآن بطلب من دولة البحرين من الرابطة الإسلامية في عام 1976م، وتخرج من تحت يديه إلى الآن في البحرين جمع كبير في رواية حفص وفي حفظ القرءان الكريم، و في القراءات السبع و العشر.
(المصدر: موقع “تواصل”).
رحمه الله وأسأل الله أن يسكننا واياه الفردوس الاعلى مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا