“علماء ومفكرون ودعاة مغاربة” ينتفضون ضد رسوّ سفن مشبوهة بميناء طنجة

هوية بريس – علي حنين
أصدر علماء ومفكرون ودعاة وخطباء وباحثون مغاربة بيانًا شرعيًا شديد اللهجة، يرفضون فيه بشدة ما تداولته تقارير إعلامية بشأن سماح السلطات المغربية برسو سفن حربية أمريكية في ميناء طنجة، محمّلة بقطع غيار لطائرات قتالية موجهة للكيان الإسرائيلي، في وقت تتواصل فيه المجازر والعدوان على غزة وفلسطين، ووسط امتناع إحدى الدول الأوروبية عن استقبال هذه السفن.
📚 فتوى شرعية تُجرّم دعم الظالم
البيان، الذي وقّعه عدد كبير من الشخصيات الدينية والأكاديمية، اعتبر أن تسهيل مرور العتاد العسكري نحو الكيان الصهيوني يدخل في باب الإعانة على الإثم والعدوان، وهو ما يُحرّمه الشرع بوضوح.
واستند البيان إلى آيات قرآنية وأحاديث نبوية تُحرّم نصرة الظالم، من أبرزها:
✅ قول الله تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (المائدة: 2)
✅ وقوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} (سورة الممتحنة: 1).
فهذا نهي صريح عن موالاة العدو، ومنه تسهيل مرور الأسلحة لقتل المسلمين.
✅ وقول رسول الله قال ﷺ: “المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ ولَا يُسْلِمُهُ، ومَن كانَ في حَاجَةِ أخِيهِ كانَ اللَّهُ في حَاجَتِهِ، ومَن فَرَّجَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرُبَاتِ يَومِ القِيَامَةِ، ومَن سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ…” رواه البخاري في صحيحه رقم (2442).
” لا يُسلمه” أي لا يتركه للعدو، فكيف بمن يُعين عليه غيره بالسلاح المدمر؟
⚔️ رسو السفن دعم مادي ومعنوي لآلة القتل الصهيونية
وشدّد العلماء على أن السماح بدخول هذه السفن هو تواطؤ مادي ومعنوي مع الاحتلال الغاصب، ومشاركة فعلية في قتل الأبرياء في غزة، مؤكدين أن ذلك يُعد “خيانة لله ولرسوله ﷺ، وخذلانًا لدماء الشهداء، وتجاهلًا للمواقف الشعبية الرافضة للتطبيع“.
🛑 مطالب علمائية واضحة: وقف التعاون العسكري والتطبيع
في ختام البيان، عبّر الموقعون عن جملة من المطالب الملحّة، أبرزها:
1️⃣ تحريم شرعي قاطع لرُسوّ السفن الحربية الموجهة للعدوان
أكدوا أن السماح باستخدام الموانئ المغربية لنقل الأسلحة نحو المحتل يُعد من أكبر صور الموالاة للعدو، ويُخالف نصوصًا قطعية في القرآن الكريم.
2️⃣ وقف فوري لأي تعاون عسكري أو لوجيستي
طالب البيان بوقف أي تعاون عسكري أو دعم لوجيستي مع الولايات المتحدة إذا ثبت ارتباطه المباشر أو غير المباشر بالعدوان على الفلسطينيين، مؤكدين أن حتى الركون للظالم يدخل في دائرة التحريم.
3️⃣ دعوة للعلماء والفاعلين للتعبير عن موقفهم دون تردد
حثّ الموقعون العلماء والمفكرين والأحرار على كسر جدار الصمت واتخاذ موقف واضح من هذه النازلة، مشيرين إلى أن السكوت في مثل هذه اللحظات يُعد تخليًا عن واجب البيان.
4️⃣ تجريم التطبيع وفسخ الاتفاقيات
دعا البيان إلى قطع جميع أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، وإلغاء الاتفاقيات الموقعة، وسن قانون يُجرّم كل أنواع التطبيع، داعين نوّاب الأمة والهيئات المدنية إلى تحرك عاجل.
🤲 “اللهم إنا قد بلغنا، اللهم فاشهد”
وختم البيان، الصادر في الرباط بتاريخ 13 شوال 1446 هـ الموافق لـ12 أبريل 2025، بالدعاء إلى الله أن يكون هذا الموقف شاهدًا لهم لا عليهم، وأن يُجنّب الأمة مزيدًا من التواطؤ أو الخذلان.