علمني كيف أصلي وأسلم عليه فكيف لي…؟؟!

27 سبتمبر 2025 14:51

هوية بريس – محمد بوقنطار

كيف لي تحت طائلة المحبة ودعوى الاتباع أن أضع تركته جانبا، وأقصيها عمدا، ثم أطفق باحثا عن غير المسنون منها عند الأنداد والأبدال، لعمري هذا محض الخذلان وحقيقة شهادة الزور والتلبس بمثلبة البهتان، ويا ليت الإحداث استوعب الحرف وتلك كبيرة من الكبائر، لكن اعتساف القوم قد تجاوز الحد صاحبه فادعى الفضل والخيرية في رصيد الأجر والثواب لتلك الصلوات المحادثات، فلطالما سمعنا أن صلاة فلان الفلاني تعدل من الأجر ثواب ستين ختمة من القرآن، كبرت كلمة تندلق من أفمامهم إن يتخرصون إلا زيفا وكذبا وبهتانا…

ولقد قلبت وفتشت في ثرات سلفنا الصالح فكان مبلغي من العلم أنني لم أسمع كما لم أجد لأبي بكر صلاة على النبي بكرية، ولا لعمر الفاروق صلاة عمرية، ولا لعثمان صلاة عثمانية، ولا لعلي صلاة عليوية، ولا للطلحة صلاة طلحية، ولا للزبير صلاة زبيرية، ولا لبلال صلاة بلالية، ولا لأحد من الصحابة صلاة صحبية قط، مع أنهم المصطفون الأخيار، المحبون الأبرار، ذوو القدر العلي، والفخر الجلي، وصادق المحبة وعظيم التضحية ونقي الخلة، وإنما ترجموا تلك المحبة التي كتبوا تفاصيلها بماء العيون باتباعه حذو القذة بالقذة، فلم يسجل عليهم التاريخ أن واحدا من ثلتهم الخيرة قد تقدم بين يديه، أو استدرك عليه في حضرته أو غيابه صلوات ربي وسلامه عليه، فوضع تركته الطيبة المباركة، ليؤثر عليها قول أو فعل غيره، فتلك مصيبة ومشاقة لله ورسوله، فقد تربوا على منقبة الاتباع، وعلموا علم اليقين أن طرق تلقي الأحكام عنه صلى الله عليه وسلم تكون على الحصر والقصر إما باللفظ أو الفعل أو الإقرار، وقد كفاهم فكفونا بأمانة نقل تركته مؤنة الفزع إلى غيرهما فلا صلاة فلانية ولا علانية، ولا صلاة خلواتية…

فمن زاد فقد اعتدى ومن نقص فقد بغى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، رفعت الأقلام وجفت الصحف.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
20°
19°
السبت
19°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة