على نار الحطب.. فلسطيني يطهو “الجريشة” لفقراء غزة بالمجان (فيديو)
هوية بريس – وكالات
أسفل وعاء كبير وضعه في ساحة قريبة من منزله في حي الشجاعية، شرق مدينة غزة، يوقد الفلسطيني وليد الحطاب (55 عاما) قطعا من الحطب، يطهو عليها شوربة “الجريشة” (الفريكة/ القمح المحمص).
في ذلك الوعاء، يضع الحطاب، المكنّى بـ “أبي يوسف”، نحو 25 كيلو غرامًا من “الجريشة” (أحد أنواع القمح)، ونصف خروف، وبهارات، وملح، ويقلبها مرارا حتى تنضج.
منذ بداية شهر رمضان المبارك، يعدّ الحطاب “الجريشة” يوميا بعد انتهائه من أداء صلاة العصر؛ لإطعام الفقراء، الذين يقصدونه قبيل أذن المغرب.
قبل موعد الإفطار بوقت قصير يتوافد العشرات من فقراء الحي وأحياء مجاورة، لملء أوعيتهم بـ”الشوربة”.
ورغم الإقبال الكبير، لا يحدد الحطاب كمية لكل أسرة.
ويعاني أكثر من مليوني نسمة أوضاعا معيشية متردية للغاية في غزة؛ جراء حصار إسرائيل للقطاع منذ أكثر من 11 عاما، في أعقاب فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالانتخابات التشريعية، عام 2006.
مبادرة طهي “الجريشة” قال عنها الحطاب للأناضول: “بدأتها العام الماضي، بشكل فردي، وبكمية لا تتجاوز 3 كيلو غرامات من الجريشة”.
وأضاف: “قررت زيادة الكمية هذا العام، نظرا لزيادة سوء الأوضاع المعيشية لدى الفلسطينيين في غزة”.
وأوضح: “أصنع الجريشة لنيل الثواب من الله أولا، ولمساعدة فقراء الحي والمحتاجين، وأيضًا لإطعام من يرغب بتذوقها”.
وتابع: “أعد الطعام هنا، ومن يرغب في الحصول عليه يأتي ويأخذ منه، دون أن أحدد فئة معينة”.
ويوضح الأب لتسعة أبناء أن “نحو 130 أسرة تستفيد يوميا من هذا الطعام الخيري”.
واختار الحطاب “شوربة الجريشة لأنها “أكلة تراثية قديمة يزداد الإقبال عليها بكثرة في شهر رمضان”.
وتنشط في غزة، خلال شهر رمضان مجموعات شبابية وأعمال فردية لتقديم مساعدات ووجبات إفطار للفقراء.
ويستعد الحطاب لطهي الأرز واللحم، الأسبوع المقبل، كما طلب منه أحد المحتاجين.
وختم بقوله: “قال لي أحدهم إنه يرغب في أن يُطعم أبنائه الأرز واللحم، ولكنه لا يستطيع، فقررت أن أساهم في تحقيق رغبته”، وفقا للأناضول.