على هامش الأحداث (ثور أمغار وتصريحات السعداوي) من كلام العلامة النتيفي رحمه الله
هوية بريس – د. محبكم حميد العقرة
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى.
وأنا أطالع هذا الصباح أصفى الموارد في الرد على غلوّ المطرييِّن لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل الموالد للعلامة أبي زيد عبد الرحمن بن محمد النتيفي البيضاوي المتوفى سنة (1385ﻫ).
وقد كدر علي صفو نُزهتي أمران عجَّت بهما صفحات (الفيسبوك) المغربية، أحدهما شرك محض وهو الذبح لغير الله جهارا علنا أعني موسم عبد الله أمغار بمدينة الجديدة، والأمر كذلك على باقي المشاهد عياذا بالله، والثاني استدعاء مهرجان ثويزا بطنجة للشمطاء نوال السعداوي التي فست من فمها كعادتها، وليس اللوم عليها فكفرها عتيق، وإنما على بلد دينه الرسمي الإسلام ومذهبه المعتمد مذهب مالك، أصبح للأسف قلعة محصنة تؤوي كل فاسق وكل زنديق وكل داعر أثيم.
لا أطيل على القراء الكرام، وأترككم مع كلام العلامة النتيفي وكأنه بين أظهرنا هذه الأيام، قال رحمه الله وهو يصف حال البلد وأهلها:
“..المجتمعون الشَّادُّون للرِّحال للقبور بنية إحياء المولد النبوي عليها أو الموسم لأربابها، فتراهم يتقربون إليها بالذبائح والهدايا، ويطوفون حولها كالكعبة، ويعتقدون أنها متصرفة في ملك الله، كما اعتقد سلفهم أن المتصرف في ملك الله هو رسول الله كما يأتي، وقد قدّمنا ما يدل عليه عندهم، ويتسابقون على الخيول بين يدي أولئك المعبودين حتى أن في زمن أشياخهم ومواسمهم لا تكاد تجد فرساً يمكنه أن يصل إلى تلك الأمكنة الخبيثة بجموعهم يتأخر عن ذلك، ولا ترى فرساً رُبِط في سبيل الله، بل إذا رُبِط تعففاً عن المسألة وقضاء للحاجة لابد أن تحضر هذه المخازي ما أمكنه، زد على ذلك ما يعم أكثر هذه المحدثات إن لم نقل كلها من الجهل، والخلو من التوحيد والتعبد لله، بل أكثر هؤلاء قلوبهم خالية من الإيمان، وأن الذي معهم مجرد الانتساب إلى الجنسية الإسلامية، والقلوب من ذلك والجوارح خالية لا رب له في الحقيقة إلا أولئك المعبودون، لا يزكون ويدفعون أموالهم بطيب أنفسهم لأبناء وسدنة أولئك المحرومين، ولا يكادون يتصدقون على مسكين أو يرحمون محتاجاً.
قد زاد على كفرهم القديم كفر الشيوعيين الزائغين الذين رفعوا رؤوسهم في هذا الإبَّان، وصرَّحوا بالانسلاخ من الإسلام، عموم الفسق ليلاً ونهاراً، وتحرير النساء من قيود الحياء، وجلباب المروءة، وجعل الشورى بين أيديهن، وملازمتهن للرجال جنباً لجنب، ومعانقتهن للأخدان في مرأى ومسمع من كل أحد، وجماعهن في الأسواق وقوارع الطرق والنَّادِيَات والمجتمعات، وذهاب الغيرة من النفوس حتى أنَّ الرجل يرى امرأته في أقبح من تلك الأحوال ويتحقق إباحتها لفرجها وعرضها، وتترك أولادها للضياع، وقتلهم والتبري منهم، وهو نشيط يضحك، بل هو على صفتها مع غيرها، فكثر أولاد الزنى، وأعقمت النساء، وانسد باب النكاح إلا نادراً، وفتحت أبواب الفسق والخنا على مصراعيها، وصار المعروف منكراً، والمنكر معروفاً، بل صار من أوجب الله عليه تغيير هذه المناكر يحض عليها، ويحث على فعلها، ويتهدد من تركها، وتُتلى خُطَب الجُمُعَات بأمر من له ذلك الشأن في التحريض على ذلك.
وقد عم هذا العباد حتى صار هؤلاء الفساق وهم أكثر الخلق اليوم لا تحاشى جاهلاً، ولا عالماً، ولا ذا قوة، ولا ضعيفاً -إلّا من عصمه الله-، يجتمعون اجتماعات لا تكاد تُحصى، وهم على أزياء تلك الكفرة مع الشابات الفاتنات المتبرجات لا عورة منهم مستورة، ولا فتنة منهم مطمورة، بين الشعور المتدلية، والنهود العارية، والفروج وما حولها لكل ناظر متمثلة، متعانقين إذا أخذت منهم النشوة أعلاها، والفتنة منتهاها، أطفئوا الأضواء، فركب بعضهم بعضاً للفاحشة. فاللهمَّ غياث المستغيثين لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، ولا على أحد من خلقك (رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)” انتهى من كتابه (أصفى الموارد).
لو جاءت نوال السعداوي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هل كان سيقول لها أيتها الشمطاء أم سيدعوها بالحكمة والموعظة الحسنة وسيجادلها بالتي هي احسن؟ ولو جاء من ذبحوا العجل في حضرة أمغار هل سيقول لهم عليه السلام أيها المشركون سأحاربكم أم سيسألهم ويناقشهم ؟
أجب بصدق وستعرف هل أنت سلفي وهل يشرفك أن تقول انا سلفي .
سبحانك هذا بهتان عظيم