علي عزت بيغوفيتش.. رجل السجن والحرب والسلام في البلقان
هوية بريس – أمين حبلّا
في التاسع عشر من أكتوبر من كل سنة تمر الذكرى السنوية لرحيل أبرز وأهم وأفصح أصوات البلقان الإسلامي وأكثرها إشراقا وتأثيرا في العالم، إنه علي عزت بيغوفيتش. فمنذ أن أصدر كتابه الأثير “البيان الإسلامي” استلم دفة الشهرة والعمق الفكري، وسلطت عليه الأضواء من كل جهة، حينها رأى فيه الصرب العنصريون عنوان أصولية ستقض مضاجعهم، فألقوا به بعد محاكمة ظالمة إلى سجن استضافه على غير اختيار ولا إكرام مدة خمس سنين بين 1983-1988.
لم يكن بيغوفيتش صوت البلقان فحسب، بل كان صوت الإسلام الصداح في ليل الماركسية الديكتاتورية التي طوقت الشرق الأوروبي، والنزعة القومية للصرب الذين كتبوا بالدم والنار والتواطؤ الدولي أبشع مآسي الإرهاب العنصرية في مذابح حفرت قسمات التاريخ وشوهت ذاكرة السلام العالمي مثل مجزرة “سبيرنتشا” الذي حفرت الأرض بأجساد أكثر من سبعة آلاف مسلم مغدور.
عاش بيغوفيتش القلق، قلق الإسلام وصبره، وخوف الحرية وتوثبها، ونضال الديمقراطية وتصميمها، عاش بآمال وأنّات وبسواعد ودموع البوسنيين، فجاءت مسيرته قرآنا يتلى، وأناشيد صوفية عتيقة يُحدى بها، ورشاشا دافقا بالأمل ينشد الحرية المسلوبة، وقلما حادا يشرح عنصرية العالم، ويبني على ركام المآسي مآذن البيان الإسلامي الذي أسمعه للعالم بكل فصاحة، عندما كتب عن الإسلام بين الشرق والغرب.
ابن الإسلام والمآذن.. شهادات عالية في الحقوق والاقتصاد
ينتمي بيغوفيتش إلى عائلة إسلامية عريقة ذات تقاليد راسخة في التعاليم والقيم الروحية الإسلامية، ففي تلك العائلة ولد على عزت بيغوفيتش يوم 8 غشت 1925، قبل أن يُلقي عصا التسيار ورحلة الفكر والثورة والسلاح والبيان ويفارق الحياة يوم 19 أكتوبر سنة 2003 في مستشفى بمدينة سراييفو.
وما بين بداية كأحلام العصافير وانسياب الهواء في أغصان البلقان وبين نهاية مرضية، سارت سفينة بيغوفيتش مترعة بالتقلبات بين أمواج عالم مادي عاتٍ، وحضارة إسلامية راسخة في جبال البلقان وسهولها، لا تنحني للعواصف ولا يحرقها لهب التغريب.
تلقى بيغوفيتش تعليمه في سرايييفو، ومنها راكم شهاداته العديدة ومعارفه الواسعة، فقد حصل على الشهادة الثانوية سنة 1943، ثم البكالوريوس في القانون والحقوق سنة 1950 من جامعة سراييفو، ثم الدكتوراه في نفس التخصص سنة 1962، وقد على شهادة المحاماة في نفس السنة، ثم نال شهادة عليا في الاقتصاد سنة 1964.
جمهورية البوسنة والهرسك الاشتراكية.. رحلة إلى عرش الحكم
انطلقت مسيرة رجل القانون علي عزت بيغوفيتش صاعدة لتجعله خلال عقدين أحد أهم أصوات الفكر والقانون والحقوق بين مسلمي البوسنة، خصوصا أنه أتقن في مسيرته التعليمية عدة لغات عالمية من بينها الإنجليزية والألمانية والعربية والفرنسية، وجعل من العربية وسيلته المباشرة للنهل من القرآن ومعارف الشريعة الإسلامية والاطلاع على التراث والفكر الإسلامي مباشرة دون واسطة الترجمة.
بعد تخرجه من الجامعة عمل بيغوفيتش محاميا ومستشارا قانونيا لمدة 25 سنة، قبل أن يستأثر به العمل السياسي والفكر والتأليف، ومكنته قوة خطابه وتزايد أنصاره وكونه لسان البوسنة الإسلامية الفصيح من أن يتولى رئاسة “جمهورية البوسنة والهرسك الاشتراكية” من ديسمبر سنة 1990 وحتى 3 مارس سنة 1992.
ثم أعاد الكرة بعد ذلك رئيسا لـ”جمهورية البوسنة والهرسك” من نفس التاريخ إلى 5 أكتوبر 1996، وتولى بعد ذلك رئاسة المجلس الرئاسي للبوسنة والهرسك مرتين بعد نهاية الحرب المؤلمة التي سقت أرض البلقان بدماء المسلمين.
جمعية الشبان المسلمين.. تذكرة السجن الأولى
انخرط بيغوفيتش مبكرا في التوجه الإسلامي الهادف لبلورة فقه وفهم جديد لدور الإسلام في الأرض التي كانت مهدا ومستقرا للإسلام أيام الدولة العثمانية، غير أن نشاطه سرعان ما اصطدم بالسلطة الماركسية في سراييفو، حينها حكم عليه سنة 1946 بالسجن ثلاث سنوات، بسبب علاقته بجمعية الشبان المسلمين التي تأسست في البلقان، على غرار حركة الإخوان المسلمين في مصر.
كان السجن الذي فتح أبوابه للبوسني الثائر وهو في ربيعه العشرين إحدى بواباته العتيقة لترسيخ هويته الحضارية والدينية ونضاله الوطني، وتسامحه الفكري والثقافي مع الآخر في نفس الوقت.
ثم كان لكتابه “البيان الإسلامي” الدور الكبير بنقله على سلم المحاكمة وقيود السجانين إلى أعلى درجات الشهرة، فكان الكتاب بريد البوسنة إلى العالم الإسلامي، ورسالة بيغوفيتش إلى شعبه ليرتوي أكثر بالإسلام في مواجهة موجات من العطش الثقافي الذي ستفرضه عنصرية الصرب بعد ذلك في حرب ضروس أحرقت كل عرق أخضر من الأرض والإنسان والمحاريب والقباب.
في سنة 1983 قدم بيغوفيتش إلى المحاكمة رفقة 12 من المثقفين المسلمين بتهمة التأسيس للأصولية والإرهاب، ونال رفقة آخرين حكما بالسجن لمدة 14 سنة، وقد قضى منها خمسا خلف القضبان قبل أن يفرج عنه.
استقلال البوسنة.. معركة استرداد الهوية الضائعة
في مطلع التسعينيات وبعد انهيار جدار برلين وتآكل كثير من القيم الاشتراكية التي قبضت بالحديد والنار على ثلج البلقان، وبعد رياح الليبرالية والديمقراطية العاصفة التي هبت على أرجاء العالم أسس بيغوفيتش مع بعض إخوانه مطلع العام 1990 حزب العمل القومي الذي سرعان ما تصدر الأحزاب السياسية في البوسنة.
أحيا علي عزت بيغوفتيش خلال سنة من النشاط السياسي والخطابات الحماسية روح الثورة والانفصال في الإنسان البوسني، وعزف على أوتار الاستقلال والهوية المسلوبة، وفي فبراير 1991 دعا إلى استفتاء وطني لاستقلال البوسنة عن يوغسلافيا، وقد فاز خيار الاستقلال بنسبة هائلة وصلت إلى أكثر من 99% من أصوات الناخبين، بعد أن زادت نسبة المشاركة على 67%.
ومع الاستقلال تهاطلت الاعترافات الدولية باستقلال البلاد في الشهر الموالي، ونالت عضوية الأمم المتحدة في 22 مايو 1992، وذاك بعد أن اختار البوسنة مفكرهم بيغوفيتش رئيسا للبلاد في 3 مارس 1992، وظل يشغل هذا المنصب حتى 5 أكتوبر 1996.
غضب الماركسية.. البوسنة الوليدة في مواجهة اللهب
لم تغفر يوغسلافيا للبوسنة المسلمة استقلالها عنها، ولا سعيها لإقامة دولة ذات أغلبية مسلمة في عمق الشرق الأوربي المفعم بقيم المسيحية والماركسية الدكتاتورية، وهكذا تأسست كتائب الصرب العنصرية بقيادة مجرم الحرب الدولي رادوفان كراديتش، وبدأت حملة تصفية عرقية مجنونة أدت إلى مقتل مئات الآلاف من المسلمين البوسنة والبوشناق، وانتشرت المقابر الجماعية في أنحاء البلاد، واغتصب العنصريون الصرب آلاف المسلمات في واحدة من أفظع مشاهد الإرهاب على مرأى ومسمع من أوروبا المتسامحة، وتحت ظلال العالم الحر الذي اعترف قبل أشهر من اندلاع التصفية العنصرية بجمهورية البوسنة، لكنه تركها تواجه مدية الجزار الصربي، ومطر رشاشاته الملتهبة دون أن يحرك ساكنا، رغم أن كثيرا من هذه المجازر وقعت بالقرب من القوات الدولية التي لم تتدخل في أحسن الأحوال إلا لمنع تعادل الكفتين بين المقاومة البوسنية والعدوان الصربي.
بعد سنوات من التصفية الدامية، وبعد أن وصل الدم إلى أعالي السفوح ونبتت من أشلاء الشهداء وجماجمهم فورات غضب في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، تدخل حلف الشمال الأطلسي وتمكّن بغارات متعددة من طرد القوات الصربية من العاصمة البوسنية سراييفو، وتحت رعاية الأمم المتحدة وقع الطرفان غير المتكافئين اتفاقية دايتون في 21 نوفمبر 1995، وبموجبها أنشئ مجلس رئاسي لإدارة الحكم في البلاد، يتناوب عليه زعماء من المسلمين والكروات والصرب.
وقد تولى بيغوفتيش أول مرحلة من التناوب الرئاسي، إذ تولى رئاسته من 15 أكتوبر سنة 1996 وحتى 13 أكتوبر من العام 1998، وعاد مرة أخرى ليقوده من جديد لأقل من سنة من 14 فبراير 2000 إلى 14 أكتوبر من نفس السنة.
رحيل على حين غرة.. نوم هادئ في مقبرة الشهداء
في نهاية 2003 ودع حكيم البلقان الحياة بعد أن أصابته نوبة قلبية أسقطته من قامته الفارعة وأدت إلى كسر أربعة من أضلاعه، قبل أن يغادر الدنيا يوم 19 أكتوبر سنة 2003، بعد أن ملأ الدنيا فكرا وثورة ونضالا وشغل الناس حيا وميتا.
حزن البوسنيون لراحلهم اللامع فكرا وحضارة، وأقاموا قرب ضريحه في مقبرة الشهداء متحفا يحمل اسمه، ويحفظ ذكراه في مبنى من برجين صغيرين في منطقة كوفاتشي.
ويضم المتحف بعض مقتنيات رجل البلقان المسلم المرتبطة بحرب البوسنة وبنضاله الطويل ضد النظام الشمولي، ومنها بذلته العسكرية وقبعته وسروال جينز وجاكيت كان يرتديهما في حربه الشعواء نحو الحرية، وكذا نظارته وقلمه وأحذيته، وبين تلك الأشياء ذكريات عاطرة وتاريخ عبق من الفكر والثورة والنضال.
ترك الرجل تاريخا عاطرا من البيان الإسلامي والتنظير الفكري والحضاري لعودة الإسلام إلى استلام قمرة قيادة العالم، وكانت كتبه “البيان الإسلامي” و”عوائق النهضة الإسلامية” و”الإسلام بين الشرق والغرب” بمثابة درجات عالية في سلم صعوده إلى قمم الفكر الإسلامي، باعتباره أحد الأقلام النادرة التي أنجبها التعاطي الثقافي بين الإسلام والغرب، وقد كان -وفق المفكر عبد الوهاب المسيري- ذا ثقافة واطلاع غير معتاد على الفلسفات والمذاهب الفكرية الغربية.
كما أن كتابه “هروبي إلى الحرية” الذي يحكي مذكراته خلال سنوات السجن الخمس بين 1983-1988 يمثل هو الآخر ذاكرة إنسانية بضفاف لا متناهية، ويؤرخ فيها للإنسان في رحلته بين الحرية والضياع، في شهادته على الإنسان والقيم والأفكار في قيوميتها على صنع الفعل الحضاري في أبهى أو أقسى حلله.
فيلسوف البلقان.. معركة المادة والروح في المضمار الإسلامي والغربي
في الذكرى السابعة عشر لوفاته وبعد خمس وتسعين سنة من ذكرى ميلاده يؤمن كثير من مفكري ومؤرخي حضارة الإسلام في الشرق الأوربي أن بيغوفيتش كان مجدد الإسلام في تلك الأرض المثلجة، وكان أحد أصوات الحرية الناصعة، وقد سلك إليها كل السبل وخط لها بالمداد والسلاح والجراح والآلام طريقا يبسا لا محيد عنه.
آمن الرجل إيمانا راسخا بثنائية الروح والمادة، ولم ير نهضة للإسلام بدون قيمه الروحية المشرقة التي تملأ النفس حبورا وتجيب على كل أسئلة الإنسان، بالتكامل مع دعوات القرآن إلى الأخذ بأسباب القوة والمنعة وتمكين الإنسان من عمارة الأرض وفق شروط العمران البناء الذي يرفع أسس الحضارة ويملأ الأرض حبا وزرعا وعدلا ورفاهية.
وإذا طغت الروحانية على المادية، سار العالم كما يرى بيغوفيتش إلى كهوف مظلمة من التخلف والكهنوتية، وإذا طغت المادية عاش العالم كما يعيش اليوم في تعاسة وظلم وإرهاب ولهاث دائم خلال المادة، ولذلك فلا بد أن تقود القيم الروحية الإسلام والحضارة الإنسانية، ولا بد أن تضفي مسحة أخلاقية زاهية على سعي الإنسان للإمساك بزمام التقدم المادي.
“عقلي يفكر على الدوام، ولكن قلبي مطمئن بالإيمان”
أطلق بيغوفيتش العنان لحرية العقل وحركية الفكر، وهي حرية اعتبر أنها لا يمكن أن تتأسس إلا على قيم الإيمان، ولذلك أطلق عبارته الأثيرة في كتابه هروبي إلى الحرية “عقلي يفكر على الدوام، ولكن قلبي مطمئن بالإيمان”.
وقد كان كتاب بيغوفتيش “الإسلام بين الشرق والغرب” رؤية ناقدة بقلم حاد وجارح للجسد الفكري الغربي والأوروبي بشكل عام في تكامله بين قيم الليبرالية أو الماركسية الوحشية، وبين قيم العنصرية الكنسية التي جمعت بين قداسة الوهم وعنفوان الاضطهاد.
ويرى المفكر المصري الراحل عبد الوهاب المسيري حينها أن بيغوفيتش كان “المجاهد المجتهد الوحيد في العالم الآن، فقد كان يحلل الحضارة الغربية ويبيّن النموذج المعرفي المادي العدمي الكامن في علومها وفي نموذجها المهيمن، ثم يتصدى لها ويقاوم محاولتها إبادة شعبه” وفق ما يرى المسيري، وهو من أبرز الذين خبروا فكر بيغوفيتش وفقهه وثقافته، وقدم لترجمة بعض مؤلفاته المعربة.
أدرك بيغوفيتش -كما يرى المسيري- أن العالم لا ينقسم إلى ليبرالية واشتراكية في فكره وحضارته السياسية المعاصرة، بل إن المدرستين تصدران عن منبع فكري واحد، وأن هنالك رؤية موحدة يصدر عنها المذهبان حتى وإن ادعيا الصراع أو تصنّعا الحرب الباردة.
“هؤلاء المثقفون محايدون، فيا للعار”.. خذلان النخبة المتعالية
أدرك بيغوفيتش أن الهوية الإسلامية الخاصة بالبوسنة لا يمكن أن تستقر إلا في حصون العقول والأدمغة، ولذلك آمن بالحوار مع الأجيال وبناء العقول الثقافية، وكان أثناء الحرب يزور المدارس ويحاور الأطفال، ولذلك كتب في مذكراته: أجد أن الأطفال رؤيتهم شديدة الوضوح فيما يتعلق بوطنهم البوسنة، وعن الشعب الذي ينتمون إليه. هذه المفاهيم واضحة في عقولهم وضوحا لا لبس فيها. بينما أسمع من بعض المثقفين ثرثرة يقال فيها: “أنا محايد، الحرب لا تعنيني، أنا فوق هذا كله”.
ولم يكن بيغوفيتش يرى أن هنالك مساحة للحياد بين حق الوطن وهوية الإيمان وبين العدوان المنصب على أمته، وكان يرى في المحايدين بين الجبهتين وخصوصا من أبناء الأمة البوسنية المسلمة، جزءا من كتيبة العدوان الصربي، إذ يقول: هؤلاء المثقفون المحايدون دائما فوق شيء ما، خارج شيء ما، حتى مع هذا الصراع الدموي الذي قتل فيه الأطفال واغتصبت النساء، هم محايدون. فهل يمكن أن يكون لأي إنسان حقٌّ في الحياد أمام هذا الوضع المأساوي؟!
ثم يضيف: هذا وقتُ نضال لا وقت حياد وسلبية، فالخير والشر لم يتصادما قطُّ بمثل هذا الوضوح الشديد، حتى الأعمى يستطيع أن يميز بين هذا وذاك، ولكن هؤلاء المثقفين محايدون، فيا للعار.
سورة الرحمن.. بذرة الحياة والأمل المزهرة في قلب بيغوفيتش
كان لسورة الرحمن جزء أساسي من التكوين الثقافي والفكري والحضاري لبيغوفيتش، فقد حفظته أمه القرآن الكريم، وركزت له على سورة الرحمن ليدرك فيها المعاني المتعددة، لقدرة الله ولبديع خلقه ولتآلف آياته، وجمال رنين الفواصل القرآنية في شغاف القلوب الناصعة، ثم ملك من خلال سورة الرحمن عقلا تفكيكيا يوزع العالم حسب قيمه، والإنسان حسب كسبه، ويربط الكسب البشري في مستوياته المتعددة من صناعة الحضارة ومن تذليل الماديات إلى قدرة الخالق.
ولأن الرحمن اسم خاص من أسماء الله تعالى لم يوصف به غيره، إذ هو أوسع من الرحيم، استمد المفكر علي عزت بيغوفتيش صوت الحياة الرحيمة والحرية المبدعة، وانطلق مجنحا يشرح للعالم آفاق الرحمة الإلهية وسوابغ المنن الرحمانية، ويدعوهم إلى طريق سواء من الحضارة والرقي والإيمان، ثم ينادي فيهم بصوته المجلجل، فبأي آلاء ربكما تكذبان؟
(المصدر: الجزيرة).