عملية القدس.. نتنياهو وصف هذا اليوم بأنه يوم صعب

هوية بريس – د.إدريس الكنبوري
نفذ شابان فلسطينيان اليوم عملية ناجحة في القدس المحتلة أدت إلى مقتل ستة إسرائيليين وجرح آخرين جروح بعضهم خطرة نتمنى أن يلحقوا بالآخرين غدا، وفي الوقت نفسه قتلت المقاومة أربعة جنود إسرائيليين في غزة.
11 إسرائيليا قتلوا في يوم واحد.
لكن على الجانب الفلسطيني استشهد العشرات في نفس اليوم، مثل كل الأيام الماضية، منهم أطفال ونساء ورجال وجوعى.
الشابان اللذان نفذا العملية الناجحة التحقا بالملأ الأعلى شهيدين، واليهود الذين يقتلون الفلسطينيين عن بعد التحقوا بالحانات.
نتنياهو وصف هذا اليوم بأنه يوم صعب، وطلب تأجيل جلسته في المحكمة، وعقد لقاءات على مستوى عال مع الحكومة والجيش والمخابرات، أما بن عفير فدعا الجميع إلى التسلح.
حياتهم عزيزة عليهم لأنهم يعرفون أن الموت نهاية المتعة واللذة وبداية الجحيم، ولذلك موت شخص واحد منهم جنازة شعبية.
هم يقتلون الفلسطينيين يوميا في كل ساعة ليلا ونهارا ولا يهتمون، وعندما يموت منهم خنزير يسارعون جميعا إلى المزبلة للبكاء.
هذه المفارقات الغريبة لا يلاحظها الكثيرون، فبحكم العادة الطويلة جدا في هذا الصراع، الذي فتح جميع من يوجد فوق الأرض اليوم أعينهم عليه، أصبح الناس يتعاملون مع الوقائع بشكل عادي. فقد نشأوا في مقولة الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، أو العربي-الإسرائيلي، واعتادوا النظر إلى الصراع من هذه الزاوية فقط، الزاوية التي تضع “دولة” في مواجهة شعب، والقليلون جدا هم الذين ينظرون إلى الصراع من زاوية أنه صراع مع اليهود وليس مع “دولة” تسمى إسرائيل.
عندما ينظر المرء إلى الصراع بالمعنى الأول فهو يعتبره مثله مثل أي صراع في العالم، بين “مواطنين” في إسرائيل وبين الفلسطينيين، ومن تم يفهم الأمر كما يفهم أي حرب في أي مكان، وينظر إلى الإسرائيليين كما ينظر إلى أي شخص في العالم لديه حرب مع شعب؛ أما عندما ينظر إلى الأمر من زاوية أنه صراع مع اليهود فإنه يفهم الأمر بشكل مختلف، أنه صراع مع نوع مختلف من البشر لديه اهتمام بحياته الخاصة على حساب حياة الآخرين، ويقتل بدافع الحقد قبل دافع الدفاع عن النفس، ويقتل لأن الفلسطيني يجب أن يموت وليس فقط لأنه يشكل خطرا عليه. في جميع الحروب تحارب الأمم الأشخاص المسلحين من كبار السن، أما هؤلاء فإنهم يحاربون الأطفال والنساء والمرضى والجوعى والمعطوبين ويحاربون البنايات ويفرون من محاربة المسلحين من كبار السن.
عملية القدس اليوم شاهد آخر على أن هؤلاء لا أمان لهم في فلسطين، فهم كمن يحرث في الماء ويريد أن يصنع حياة بالقوة وأن يصارع القدر، ولذلك هم أجهل الناس ومثلهم مثل الأنعام وإن كان في الأنعام نفع، رغم كل ما لديهم من قوة مادية وتكنولوجيا ونفوذ عالمي لا يستفيدون من التاريخ والأحداث، فحتى داخل ما يسمى إسرائيل تحصل عمليات ضدهم، ومع ذلك يستمرون في مغالبة قدر الله كأنهم يريدون أن يعيشوا رغم أنف التاريخ الذي يحدثهم بأنهم لن يذوقوا طعم الراحة أبدا. منذ 1948 وهم يَقتلون ويَقتلون ولا يستريحون أبدا، ومرت عليهم نحو ثمانين سنة كلها حروب وقتال ومع ذلك ما زالوا يصارعون القدر لكي يغيروه.
قد يقال بأن هناك احتلالا استمر أكثر من ثمانين سنة في بلدان آخرى وعاش الاحتلال نفس الوضع من الحروب، ولكن لا توجد مقارنة أبدا، لان هؤلاء لا يحتلون فلسطين كما احتل البريطانيون أو الفرنسيون أو غيرهم بلدانا أخرى، بل هم سيطرون على موقع في فلسطين وأنشأوا فيه دولة ومجتمعا وأغلقوا على أنفسهم بداخله، ويريدون أن يعيشوا عيشا طبيعيا كما يعيش البريطانيون أو الفرنسيون مثلا في بريطانيا وفرنسا، وهذا من سابع المستحيلات إذا كانت المستحيلات سبعا فقط.



